إبراهيم نور الدين .. رحلة حكم دولي في عالم المستديرة
بقلم / ياسر عبدالله
يعتبر الحكم الدولي إبراهيم نور الدين إسما بارزا في سماء التحكيم المصري ليس فقط لكونه واحدا من أشهر الحكام الدوليين في مصر بل أيضا لما أثاره من جدل في بعض الأحيان وما تركه من بصمة لا تنسى في تاريخ الكرة المصرية إن مسيرة هذا الحكم المخضرم ليست مجرد قصة عن إدارة المباريات بل هي رحلة مليئة بالخبرة و التحديات والقرارات المصيرية التي شكلت شخصيته المهنية ووضعت إسمه في مصاف الكبار .
مشوار حافل طويل
بدأ نور الدين مشواره في التحكيم كغيره من الحكام الطموحين صاعدا السلم درجة درجة من مباريات الدرجات الدنيا إلى القمة لم يكن الطريق سهلا فكل صافرة يطلقها كانت تحت المجهر وكل قرار يتخذه كان محل تحليل ونقاش ولكن ما ميزه عن غيره هو امتلاكه لصفات أساسية لا غنى عنها للحكم الناجح ألا وهي الشخصية القوية والقدرة على التحكم في ضغط المباريات الكبرى و هذه الصفات مكنته من إدارة أصعب المباريات وأكثرها حساسية سواء في الدوري المصري الممتاز أو في المنافسات القارية والدولية.
الخبرة التي صنعت الإسم
تتجاوز خبرة إبراهيم نور الدين مجرد عدد السنوات التي قضاها في الملاعب إنها خبرة تراكمية تشمل إدارة مباريات قمة بين الأندية الكبرى والتعامل مع اللاعبين النجوم والقدرة على إتخاذ قرارات حاسمة في لحظات فارقة وهذه الخبرة هي التي جعلت منه حكما يثق به الإتحاد المصري لكرة القدم لإدارة مباريات القمة مثل الأهلي والزمالك وهي مباريات لا يتحمل التحكيم فيها أي أخطاء كما أن نور الدين لم يكتفي بالتحكيم المحلي بل مثل مصر في المحافل الدولية والقارية فقد شارك في إدارة مباريات في دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية الأفريقية مما أكسبه خبرة التعامل مع أساليب لعب مختلفة وثقافات كروية متنوعة و هذا الإنفتاح على التحكيم الدولي عزز من قدراته وجعله أكثر فهما لديناميكيات اللعب الحديث
إرث نور الدين
ومع نهاية مسيرته التحكيمية يترك إبراهيم نور الدين إرثا كبيرا. للحكام الشباب فقد أثبت أن التحكيم ليس مجرد تطبيق للقانون بل هو فن إدارة المباراة والتعامل النفسي مع اللاعبين والمدربين،. والقدرة على الحفاظ على هدوء الأعصاب تحت الضغط الشديد إن مسيرته تعد نموذجا. يحتذى به لكل من يطمح في الوصول إلى القمة في عالم التحكيم. فقد يكون نور الدين قد أثار الجدل في بعض الأحيان ولكن لا يمكن لأحد أن ينكر أنه كان واحدا من أكثر الحكام المصريين خبرة وجرأة. لقد إتخذ قرارات جريئة أحيانا كانت مثار نقاش ولكنه ظل مخلصا لمبادئ التحكيم وقام بواجبه على أكمل وجه.
الختام
في النهاية يظل إسم إبراهيم نور الدين محفورا في ذاكرة الكرة المصرية. كواحد من أبرز الحكام الذين مروا على ملاعبها شخصية تحكيمية أثرت في مسار العديد من المباريات. وساهمت في كتابة فصول مهمة من تاريخ كرة القدم المصرية.
كاتب المقال
الأستاذ / ياسر عبدالله