إرتقاء الوجدان

بقلم ..عميد_أ.ح_ رءوف جنيدي

إرتقاء الوجدان : _

توضأت فى كفيها .. تجففت فى دفء عينيها .. خلعت نعلى لأطوف
حولها طواف ناسك حول معبوده . تفحصت ملامح وجهها متأملاً فى أحسن صورة ما شاء ركبها الخالق . تحسست بعينى مواطن الرقة فى إطلالتها . تشممت منها عبق الأنوثة فى محياها . عينان نضاختان كنوافذ الأمل يرميان ببساط ناظريها رقائق دلال حريرية . تسمو بى فوق رؤوس الخلائق . شفتان تعزفان أروع سيمفونيات الهمس والمناجاة .. درر تراصت كحبات الؤلؤ المكنون . تومض إن هى ابتسمت . وتلمع إن هى تكلمت .تنساب من بين شفتيها الكلمات . كبالونات ملونة تسبح فى فضاء الطفولة والبراءة . أدور من حولها أبحث كيف الوصول إليها . تجذبنى فتنتها . ويمنعنى برفق ودلال أنوثتها .. اقتربت . فابتسمت . سألتها الزيارة . فوافقت . طفت داخلها أسبح فى ملكوت نجواها . أبحث فى مكنونات نفسها . إعتليت مشاعرها . أرتقتها درجة درجة . روح فضفاضة كفراشة بيضاء لا تحط إلا على طيب الزهور . قلب ينبض رقةً . كبهوٍ رحب يسع الدنيا بأسرها عطفاً وحناناً . إرتقيت أكثر . فإذا بى داخل جسد نورانى . هو للملائكة أقرب . شفاف يرى باطنه من ظاهره . ويرى ظاهره من باطنه . إرتقيت أكثر .. فإذا ذراعان حنونان لو احتضنت الدنيا لسكنت على صدرها . كفان لو هدهدت بأحدهما بركاناً لهدأ . وقفت على حافة شفتيها فما نطقت بعدها إلا دراً من القول . نظرت من شرفات عينيها فما أبصرت بعدها إلا سحراً من الجمال .. إرتقيت أكثر . حتى أمسكت بجدائل شعرها الحريرية . تسلقتها ووقفت فوق مئذنة وجدانها . أدور بوجهى يميناً ويساراً .. أصدح فى الخلائق منادياً … أن اشكروا الله .. فقد أوجد بيننا المودة والرحمة …

قالوا من ؟ … قلت : نسمة عليلة فى يوم حار …..
قالوا من ؟ … قلت : لفحة دفء فى يوم بارد …..
قالوا من ؟ … قلت : لمسة الجمال على وجه الكون ….
قالوا من ؟ … قلت : نصف الدنيا ….
قالوا من ؟ … قلت : كل الدنيا ….
قالوا من ؟ … قلت : حواء ….

43675325_1973695922712867_844676550791004160_n

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.