إزرعي الذوق في قلب ولادك من الطفولة: سر أناقتهم يبدأ معاكي
كتبت / داليا حسام
من أكتر الحاجات اللي بتشكل شخصية الطفل وبتأثر في ثقته بنفسه هو إحساسه بمظهره وطريقة لبسه. والأم هي أول مصدر يتعلم منه الطفل معنى الذوق والأناقة من غير ما تاخد بالها. تخيلي لما ابنك أو بنتك يعرفوا من سن صغير يختاروا لبسهم بنفسهم، ويكون عندهم القدرة ينسقوا الألوان بطريقة بسيطة، قد إيه ده هيكبرهم وهما عندهم ذوق راقي وشخصية مميزة. الأناقة مش رفاهية، دي جزء من التربية، لأنها بتزرع النظام، والوعي بالمناسبات، والقدرة على اتخاذ قرارات صح.
القدوة
الأم هي القدوة الأولى. لو الطفل شايفك مهتمة بلبسك وتنسيق ألوانك حتى في البيت، هيحس إن الموضوع مهم وهيتعلم من غير ما تقولي كلمة. وخطوة مهمة كمان إنك تسيبي له مساحة اختيار من صغره، حتى لو بين قطعتين بس، عشان يحس إن له رأي ويتعلم يعتمد على نفسه. أما الألوان فهي سر اللعبة كلها، مش لازم تعقديه بعجلة الألوان، كفاية توصلي له قاعدة بسيطة: الألوان الفاتحة للنهار والخروجات، الألوان الغامقة للمناسبات، والألوان المحايدة زي الأبيض والأسود والرمادي تنفع مع أي حاجة.
خلي الموضوع ممتع ولعبة بينكم. كل يوم اختاروا لبس مع بعض، واشرحي له ليه اللون ده مناسب مع التاني، ومع الوقت هيكبر وهو حافظ القاعدة. كمان مهم يتعلم إن اللبس مش بس شكل، لكن كمان راحة، وإن البساطة هي أساس الأناقة: قطعة ملونة أو لامعة تكفي، والباقي يكون بسيط. والأجمل إنك تحترمي شخصيته، لأن كل طفل له ذوق خاص، في طفل يحب الألوان المبهجة، وطفل تاني يميل للهدوء، ودورك إنك توازني بين شخصيته وبين الأساسيات اللي تخليه يبان أنيق.
ممكن كمان تحكي له قصص بسيطة عن المناسبات: في النادي اللبس رياضي، في الفرح لازم لبس شيك، في المدرسة لبس مرتب وبسيط. ومع كل ده الكلمة الحلوة منك بتفرق، لما تمدحي اختياره وتشجعيه هيتحمس ويثق في نفسه أكتر. ومع الوقت هتكتشفي إنك مش بس علمتيه يلبس، لكن علمتيه قيمة الذوق اللي هتمشي معاه في كل تفاصيل حياته.
الخلاصة
في النهاية، أناقة ولادك مش مجرد لبس، دي تربية على النظام، الذوق، واحترام الذات. ولما الأم تبدأ تغرس ده فيهم من بدري، هتلاقيهم لما يكبروا عندهم شخصية مميزة وذوق راقي يميزهم عن غيرهم. الأناقة أسلوب حياة،. والذوق هدية غالية تقدري تسيبيها لأولادك تفضل معاهم العمر كله
بقلم /داليا حسام.



