إشهد يازمن

كتبت
فاتن نصر
■■■

شعبنا لايثور من نفسه أبدا….
ومن يدرس التاريخ يدرك هذا
ليس ضعفا ولكنه فيه من الصفات التي تجعله يوقن دائما بمَواطِن القوة فيه ..
وان أي أزمة يعانيها مؤقتة
رغم انها قد تستغرق سنوات وسنوات
و رغم أنه يخرج من أزمة ليقع في غيرها
ليظل دائما في عنق الزجاجة
ولايدري متى يخرج منها

في مختلف مامر به من ثورات أُخرِجَ فيها ولم يخرج من تلقاء تفسه
وعندما تشتعل الثورة بالفعل وتبدأ الحالة في الغليان . ، يخرج
وبعد أن تفرغ طاقة الثورة
ينطلق أحلى مافيه كما ظهر عقب ثورة يناير المجيدة
والتي خُطِقَت من الشعب
لتعود الأمور إلى سيرتها الأولى

شعبنا في الغالب إن لم يكن دائما في حال غضبه على حكوماته يثور ثورة سلبية
الثورة السلبية خطورتها أكبر

الثورة السلبية
أوصلتنا إلى مانحن فيه من فكر الأنا مالية فالكل أصبح يفكر بطريقة أنا ومن بعدي الطوفان

الثورة السلبية
جعلت من الحرامي والفاسد واقصد به حرامي المال العام مثل أعلى يُحتذى … للأسف

الثورة السلبية
جعلت الفهلوة أسلوب حياة

الثورة السلبية
أدت للهروب من الواقع عن طريق إدمان كل انواع المخدرات . . .
مخدرات على كل لون
فكرية … إعلانية …. فنية ….
فجعلت من العري الفكري والفني والثقافي إدمانا جديدا لايقل خطورة عن إدمان المخدرات …
فكلهم سواء في تغييب العقل

الثورة السلبية
جعلت البعض يهرب إلى الدين ومع تغييبه المتعمد تلقفهم أصحاب الأغراض ليقنعوهم أنهم أصحاب الدين
والمجتمع كله دونهم كافر
نوع آخر من المخدرات باسم الدين

الثورة السلبية
جعلت الكثير يتقاعس عن أن يكون منتجا … فلماذا ينتج وهو لايجد المقابل الذي يحقق له المعيشة المريحة التي يجنيها من خلال وسائل الكسب السريعة من رشاوى مقنعة وسرقات تحت أسماء مزيفة …
وأمور نصب تحت مسميات أخرى منها الشطارة
لماذا ينتج وهو يرى مسئول كبير ينهب الآلاف بل الملايين وهو لايقدم لبلاده مايستحق عنها هذا المقابل فلماذا لا يصبح مثله

ومع الوقت
أصبح الكل يتاجر بالكل
المدرس يتاجر بتلاميذه
الطبيب يتاجر بمرضاه
المهندس لايقوم بدوره في مكانه
والتاجر يسعى لاحتكار السلعة ليعلي سعرها ويحقق مكاسب خرافية على حساب المستهلك الذي لاحيلة له
وتستنر الدائرة لتطحن الكل

أصبح الغش وسيلة للنجاح وتحصيل مجموع درجات لينتج أجيالا تربت على الغش
فلا علم تعلموه …ولا قيمة محترمة تربوا عليها …ولا دين وجدوا من يعلمهم اياه على صحيح مراد الله ليعصمهم
والنتيجة معروفة
مجتمع فاقد القيمة

هذا ماوصلنا إليه إلا من رحم ربي
بالتأكيد لا تعميم

غالب المجتمع أصبح يعاني الانفصال التام بين الدين والدنيا
فيصلي الفرض وينتهي منه ليطلب الإكرامية أو الحِلوان أو الهدية التي هي رشوة
و يا للكارثة إذ أصبحت الرشاوي في صورة رحلات للحج والعمرة

منذ عشرات السنين نسمع عن وكلاء وزارات تم القبض عليهم في قضايا رشوة وهم في الأصل كبش فداء لآخرين
وإن كانوا أيضا ليسوا أبرياء
ولكن يمضي الوقت ويتم تبرئة الكل
لتبقى الآثار المدمرة فلا عقاب مادام الأوراق مرتبة
أصبحنا مجتمعا جاهليا إذا سرق فيهم الكبير تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد

فزادت الثورة السلبية ليزيد المجتمع تشققا وغليان
إحذروا خطورة الثورة السلبية
فهي تفجير للمجتمع
الثورة العنيفة التي يصاحبها الهتافات والصخب لاتلبث أن تهدأ
ولكن
الثورة السلبية تفجير للمجتمع من نقطة ارتكازه وهذا ما نخشاه
اللهم احفظ بلادنا

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.