“إعلام رمضان فى الميزان”_ وشعائر الشهر الكريم(1). بقلم دكتور :حمدي سيد

إعلام رمضان فى الميزان”_ وشعائر الشهر الكريم(1).

د:حمدي سيد محمد محمود

في السنوات الأخيرة وُجهت اتهامات كثيرة لوسائل الإعلام بالعمل على إفساد شهر رمضان المبارك، ليس فقط في مصر ولكن أيضًا في الكثير من البلدان العربية، يأتي ذلك بالتزامن مع تزايد حجم الإنفاق على الإنتاج الدرامي والبرامج الترفيهية بأرقام خيالية، الأمر الذي جعل كثيرا من وسائل الإعلام بدلا من ممارسة دور فعال في إعانة المسلمين على الطاعة والتقرب أكثر إلى الله وتثقيف وتوعية المجتمع، فإذا بها بممارسة دور آخر يتنافى مع القيم والتقاليد العربية والإسلامية في الشهر الكريم.

وأصبحت وسائل الإعلام المرئي شغلها الشغل تقديم أكبر عدد من المسلسلات وبرامج الترفيه والطبخ، بالإضافة إلى تقديم إعلانات لا تتناسب مع شهر رمضان أو إعلانات عن العروض على الأطعمة والمواد الاستهلاكية، الأمر الذي يسير باتجاه تغيير مفهوم الناس عن رمضان من كونه شهر عبادة وتعزيز لقيم العمل والإنتاج إلى شهر استهلاكي ترفيهي.

ولو أعطينا نماذج لهذا التعدي على حرمة ومكانة الشهر الفضيل ما اتسع المقام لحصرها، ولكن لنعطي إشارات عابرة عن تلك النماذج البائسة، التي تستفز مشاعر المسلمين في شهر رمضان الذي وصفه رب العزة بأيام معدودات يقترب فيها العبد من ربه ويرتقى بروحة و يفارق شهوات الدنيا وملذاتها، حيث أثار إعلان مشروع “زهرة” العقاري في الساحل الشمالي، جدلًا منذ وقت إذاعته في أول أيام شهر رمضان المبارك، بسبب ظهور المطربة اللبنانية ميريام فارس، بملابس وصفت بغير المناسبة لشهر رمضان المبارك، و يبدو الأمر كما لو كان متعمدًا ومقصودًا لاستفزاز مشاعر الناس بهذا الإعلان.

ونموذج آخر صارخ لمسلسل فاتن أمل حربي الذي تؤدي دور البطولة فيه الفنانة نيللي كريم، الذي أثار جدلا واسعًا منذ عرضه، بسبب العديد من المشاهد الصادمة والتي تحمل تطاولاً على الدين وثوابته ، وكان من أكثر المشاهد جدلاً رفض بطلة المسلسل الاعتراف بسقوط الحضانة عن المرأة حال تزوجها بآخر، كون ذلك غير مذكور في القرآن، وقالت إنه لا توجد آية صريحة فيه تنص على ذلك، كما تعرّض المسلسل لموضوع المنقولات الزوجية والنزاع حول أحقيتها وكيفية الحصول عليها، وكذلك تعرض المسلسل لمنع السيدات دون سن الأربعين من الإقامة بالفنادق، وهي أمور يرجع فيها الناس لأهل العلم والاختصاص من علماء وفقهاء الأزهر الشريف، والذي تعمد كاتب المسلسل إبراهيم عيسى إظهار المشايخ وعلماء الأزهر في صورة سيئة و إظهارهم في صورة الحفظة وضيقي الأفق وقليل المعلومات.

وختامًا أقول ما من أمة قد أُفسدت أخلاقها؛ إلا أن زوالها أسرع مما كان متوقعًا، وأن أسوأ ما يمكن أن يحدث لأمة هو أن بعض أفرادها يسعون بكل همة لإفساد أخلاق الجميع. وللحديث بقية بإذن الله تعالى.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.