إلى ابنتي.. إلى ابني بقلم د. رحاب أبو العزم

إلى ابنتي.. إلى ابني الروح الثالثة في بعض الأحوال؛ يكون العالم الأُسريّ فقير المشاعر والأفكار، يحيطه شيئ من الجفاء العاطفي، ويسكنه شيئ من التشتت الفكري، ويملؤه قدر من المتناقضات السلوكية إلى أن تأتي الابنة أو يأتي الابن، ويجد شريكا الأسرة “الوالدان” وقد أصبحا ثلاثة شركاء أعضاء،

إلى ابنتي.. إلى ابني

 زاد المحيط الأسري بعض الأمتار بقدوم الولد أنثى أو ذكر. حينها تلتئم الروحان بروح ثالثة بقطعة منهما تحدث تلاحمًا عجيبًا تنبهر به العقول قبل القلوب، وتمتد المشاعر إلى أبعد من الحب؛ تمتد إلى عالم غريب تتآلف فيه ذرات الأرواح الثلاثة، تمتد إلى عالم المودة والرحمة والسكن؛ لتسكن روح الأبوين في روح جديدة صعدت من بدنهما ومشاعرهما وتآلفهما، ولم تأتي إلى كونهما هباء منثورًا، ولم تملأ زمانهما من سفاسف الأمور

 الروح الثالثة

جاءت الروح الثالثة عونًا لهما على قراءة الملامح، وعلى ترتيب الأولويات الحياتية بينهما، وعلى مصالحة عالية الرقي مع نفس كل منهما

جاءت الروح الثالثة تبني جسور التكامل والمواءمة، وتعبر عن مشاعر عجزت الألسنة عن وصفها، جاءت لترسيخ المودة والتراحم في أعماق قلبيهما.

أنت محور اللقاء

  ابنتي… ابني لا تندم على لحظة مجيئك مهما اختلف الوالدان، ولا تنظر لذاتك بعين الفشل فلقد أديتَ واجبًا كتبه المولى عليك، والحياة مليئة بزوجين انقطعتْ وأظلمتْ بينهما طرق الصدق والوفاء والاحترام فمن البديهي أن ينتهي بهما المطاف إلى الانفصال؛ لذا لا تقلق لأنهما لم ينفصلان كأبوين لك. تظل أنت محور اللقاء بينهما، وستظل أنت محور الكلام بينهما، وستظل أنت جسر العلاقة الاجتماعية بينهما، وستظل أنت السبب في استمرار بريق عيونهما؛ فأنت النبتة التي أنبتها تلاحم الجسد والروح، وأنت الأمل الذي يرفرف بالسعادة في قلب كليهما، وأنت الضياء الذي تسطع حياتهما به، وأنت الزهرة التي تبعث عبير الحب والصفاء.

 

إلى ابنتي.. إلى ابني لا تيأس فاستمرار الحال من المحال، وربما تتآلف الروحان من جديد وتعود روحك الثالثة معهما، ولكن لا تنظر للخلف كثيرًا؛ حتى لا ينقلب إليك بصرك خاسئًا وهو حسير.

إرشاد أسري وصحة نفسية

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.