إنسي الماضي ولكن تعلم من دروسه
إنسي الماضي ولكن تعلم من دروسه
بقلم دكتورة رحاب أردش خبيرة الموارد البشريه و المهارات الحياتيه
كل فرد لديه مخزون من الذكريات السعيدة أو الحزينه و الفرد قد يحزن عندما يتذكر كل منهما فنحزن علي الذكريات السعيدة التي تمثل أجمل اللحظات التي عشناها فنتمسك بها لتمنحنا القوة و السعادة ونعيش علي أمل استعادتها ولكنها للأسف تكون رحلت ولن تعود مرة أخري ونحزن علي الذكريات الحزينه لانها تحمل الألم و التعاسه وقد يكون ليس كلها مُراً ولكن الطريقه التي حدثت بها مخالفه لما نحب ونتمني وهذا ما قد يجعل ذكراها مريرة ومؤلمه فنتمني أن نمحيها من حياتنا ولكن للأسف لا أحد فينا يملك الرجوع بالزمن للخلف لتصحيح هذة الذكريات او منعها وقد نعمل جاهدين طوال عمرنا علي محاوله نسيان بعض الاحداث ولكن هناك ذكريات تبقي عالقه بداخلنا رغم الزمن فتعجز يد النسيان أن تمحيها من داخلنا.
وليس المطلوب منا أن نظل نقاوم ونحارب هذة الذكريات او نلوم أنفسنا عليها طوال الوقت ونجلد ذاتنا علي بعض أخطائها فالجميع يخطئ ويندم و لكن الأهم هو ان نتعلم كيف نسامح أنفسنا و الأخرين وكيف نصحح أخطائنا ونخوض رحله تعرُف علي النفس تكون مستمرة و متجددة فنعيد تعريف ما نتوقعه من انفسنا ومن الأخرين ونعيد النظر في قيمنا و أهدافنا وننتبه الي الأمور التي نحتاج تحسينها في حياتنا ..فتقبل ذكرياتك بما تحمله من آلام صعبه واعتبرها جزءاً من إنسانيتك لأن الإنسان قد يخطئ ويصيب وليس العيب أن تخطئ دون إدراك و لكن العيب ان تكرر نفس الخطأ ..فتعلم من اخطائك وحاول الا تكررها لانها مصدر قيم للتعلم كما قيل في أحد الأمثال العربيه المشهورة “من فرط وقوعنا في الخطأ نتعلم” وسامح نفسك لتحظي بالسلام الداخلي وامنح نفسك الحب و الاحتواء قبل ان تمنحه لغيرك فالعالم قاسي بما يكفي فلا تقسي علي نفسك ولا تصنع من آلام الماضي تمثالا تقدم له الطقوس كل لحظة وكل يوم.
دكتورة رحاب أردش
خبيرة الموارد البشريه و المهارات الحياتيه