إنهم يكررون الغلط وينتظرون نتيجة صحيحة

 

بقلم الكاتبة / غادة العليمى

استكمالًا لهذه الموضة الجديدة التي تنتقى تواريخ بعينها متشابهة في الأرقام ثم تصدرها على مواقع التواصل تحت عنوان تاريخ مميز. 

فإن اليوم ٢٢/١٢/٢٠٢٢ يعد من هذه الايام التي تعتبر تاريخا مميزًا. 

وتاريخ مميز مصطلح رنان معبر لم نعرفه قبل سابق 

 وعلى مدى تواريخ اكثر من اربعة عقود من عمرى مضت ونهاية آلفيه وبداية قرن جديد على البشرية لم اسمع به الا الان

كل الأحياء على الارض اليوم انتبهوا ان ثمة تواريخ مميزة تستوجب صناعة ذكريات مميزة، وفى سبيل ذلك يتبارى الجميع فى التقاط صور تذكارية فى اماكن جديدة والسعى فى التواجد بمناطق أنيقة. 

ومنح الاخرين كلمات حميمية منمقه

مارثون يقام لاربعة وعشرين ساعة كل بضعة شهور والكل يجرى فيه وينتهى المارثون من دون فوز احد 

وتتحول الكلمات التحفيزية عن التاريخ المميز لعبارات محبطة وكلمات حزينة وسخريات من هنا وهرتلات من هناك

ونفس الملحمة تكرر وتعاد بتعاقب الفصول والمواسم والاعياد

ولا ينتبه احد انهم يكررون الغلط وينتظرون نتيجة صحيحة 

تاريخ وراء تاريخ وحمى صناعة الذكريات وباء يصيب الجميع ونتيجة المحاولات .. كنتيجة مؤسسة تعليمية فاشلة ام ينجح الاحد

واليوم ايضا تاريخ مميز جدا نهاية شهر مع نهاية عام مع نهاية اسبوع 

ماذا تظنوا انكم فاعلون لتجعلوه يوم مميز 

ماذا ستجربون اليوم عشاء فاخر ام سهرة سعيدة ام غنوة جديدة ام صورة تذكارية مزيفة فى مكان انيق بارد

وفعل اشياء مكررة وانتظار نتيجة مختلفه

دعونى اخبركم امرا .. واعتذر عن ازعاجى وصراحتى

انتم تهدرون العمر وتلهثون وراء السراب وتفتشون فى المكان الخطأ وتفتحون باب للاحباط وتتقنون صناعة للزيف وتمارسون رياضة الركض نحو السراب 

لا شئ يمكنه جعل اليوم مميز لا تاريخ لا ارقام لا حسابات فلكية 

وهذا الذى ينتظر رقم يوم ليحب ويعيش ويسعد ويصنع ذكرى حلوة يهدر اجمل ما فى العمر والمشاعر وهى العفوية 

وهذا الزيف الذى يجعل الانسان يتأنق ليلتقط صورة يبتسم فيها من دون ان يكون سعيد بالقرب من غابة اسمنتية غبية يكذب على نفسه فلا ينتظر ان يصدقه الاخرين

الضحكات المؤجلة والكلمات الحميمية المركونة على رف المشاعر انتظار ماراثون التميز لتنطلق لن تكون حقيقة ولن تكون مميزة

ولاشئ يسير وفق توقعات الفلك واجراس منبه الوقت ويكون سعيد وموفق وحميمى 

لاشئ يضبط على عقارب الساعات غير العمل والدوام والدراسة ومواعيد انجاز المصالح المادية

والقلب والمشاعر لا تكون مميزة من دون ان تكون عفوية

جربوا ان تستيقظوا فى كل يوم محبين للحياة لنعم الله ، ممتنين للطيبين من اهلكم مكافئين للاخيار من ذويكم ، وستجدوا ان الحياة كلها صارت مميزة ليست ليوم ولكن لاعوام 

احبوا مخلوقات الله وافشوا السلام وابتسموا فى وجوه بعضكم وستجدوا سيل الذكريات الحلوة التى لا تحتاج اثبات بصورة فى البوم 

اسمعوا وشوشات البحر واستنشقوا عبير الورد واطربوا لغناء العصافير وتطلعوا للون السماء والسحاب والغيوم

وستجدوا التميز فى الحياة فى ان تعيشوا الحياة دون شرط او قيد او طابور انتظار تاريخ مميز

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.