من أشد الأمور التي تؤرقني منذ فترة تزيد عن العشرين عاما
الانقسام الحاد في اتجاهين متضادين ونسيان مبدأ هونا ما
بصفة عامة
التطرف آفة عانينا منها في كل الأمور وليس فقط في الدين …
كل أمر لازم يوصل لآخر مدى إلى أن اينفد أو ينقطع …
برغم أن الوسطيه دعوة صريحة في الدين
أمثلة التطرف العاطفي كثيرة …وأعتقد ان ارتفاع نسب الطلاق دليل على ذلك
ففي بداية التعارف ومع المشاعر يرتفع ترمومتر العواطف إلى عنان السماء
ومع ظروف الحياة وعدم تحمل مسئوليات الارتباط
يهبط الترمومتر فجأة إلى الصفر
ويحدث الانفصال بعد ان يصل الجفاء إلى آخر مداه
ثم الطلاق
فالمشاعر المتطرفة يمتنع معها كل طرف أن يتنازل ليعطي الآخر فرصة وحجته إنه تنازل كثيرا
هو لم يتنازل في الواقع
ولكن خاف المواجهة بعد اول اختلاف وتوالت الاختلافات تراكمت حتى وصلت لنقطة اللاعودة
مع اننا لو طبقنا نظرية الوسطية وتقدير كل شيء بقدره
وعالجنا المشاكل أولا بأول
أو تجاهلناها لو كانت لاتستحق لاستقامت الأمور
وغَمُرَت البيوت
وعلى ذكر هذا
أذكر حادث وقع من سنوات
زوجة رفعت على زوجها قضية خُلع
وهم في محكمة الأسرة قالت فيه ماقاله مالك في الخمر …
معذبها ومجوعها ومابيصرفش عليها ولا على عيالها .وووووووووووو
سلسلة من الواوات طبعا فيها تطرف واضح …
فبالطبع مافيش حد كده …
يجتمع كل هذا السوء في واحد
ماعلينا
الرجل طبعا مذهول بما يسمع ويرى ولايدري ماذا يقول …
وفجأة
أزمة قلبية توفاه الله على إثرها في قاعة المحكمة
وفجأة أيضا
ارتمت الزوجة عليه صارخة
حاتسيبنا لمين وحانعمل ايه من بعدك
طب إيه بقا ؟
لو هناك القليل من العقل
وبعدنا قليلا عن فكر ضيق متطرف من ماركة عمري ماشفت معاك يوم حلو
والذي بسببه قيل أن النساء يكفرن العشير …
ألم يكن من الممكن أن يكونوا أسرة محبة
يخرجوا للمجتمع أطفال أسوياء
إمتى حانرجع طبيعيين بقا
أمثلة أخرى من التطرف سنسوقها تباعا
اللهم اهدنا يارب
====
فاتن فتح الله نصر