“إيجابية التفكير”
كتيت سارة خالد
منذ خليقة آدم وحتي اليوم يوجد دائماً الشخص الذي ينادى بالتفاؤل وحب الحياة و المرح ومن يكرر مقولة أن تلك أيام وستذهب ونفنىٰ ، فَلِما لا نعيشُها بإبتسامةٍ وفرح ؟!
لا أكتُبٔ لأُعيد عليك الحديث ولنٔ أُخبركَ بأنٔ أحزانُك عورة يجب أنٔ تنستر ولنٔ أناديك بالتفاؤل وأنت في قمة يأسك، حسناً!.
أريدُكَ أنٔ تبكى ، أنٔ تصرُخ ، أنٔ تجُوبَ العالم شَاكِياً حياتَك ، اريدُك انٔ تُعظم أحزَانُك ، أنٔ تكره أيامَك ، أنٔ تَجلِد ذاتَك فى كُل خطَأ ، حسنا؟! !
الآن وبمناسبة تحدي العشرة أعوام والذي أنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أين تري نفسك بعد كل هذا الحزن؟! ، كيف تري وجهك؟! ، كيف تمر أيامك؟!
الإجابه : لا شئ ، بعد عشرة أعوام من كل هذا الحزن ستكتشف أنك وفقط أضعت أيامك وستقف فقط لتناشد العمر أن يعود لعلك تفعل فيه ما يستحق أن يُذكر في جنازتك .
المشكله الحقيقيه في شباب اليوم هو آنّنَا قدسنٌا الأحزان بطريقة مفروضة ، فما إنّ يشّاك المرءُ شوكه فيُعظِم الأمر حتى يجعل مِنهُ حدثا جَلياً فَريداً مِنْ نَوعِه غير مُدرِك بأنْ تِلكَ سُنّة الحيَاه وأنها منهاجُ الأرض ، أصبحنَا نُحِب اللونّ الأسود والقهوه السوداء ونحبُ الظلام وكأننا نجلِب لأنفُسِنَا ضيقَ النفس لا أكثر ولا أقل!
نحنُ نُصِر بطريقةٍ ما على أن الحياه إما لونها أسود قاتم او أبيض ناصع ، لماذا لانؤمن بوجود اللون الرمادي في الحياة؟! ، لماذا لا نري الأشياء من جوانبها! ، تلك تتحدث عن الفراق وذلك يتحدث عن الضيق ، وهذا يبكي ضيقِ الحَال وتِلك تشكي الأيام ، وفقط هذا ما نفعله ! نبكِي علي أقدارنا.
ستقول بأن الحمل أقوي مِنك!؟ ، أن الأيام لا تمر! ،أنكَ واقعٌ في كومةٍ من المشاكل ، كل ذلك ما هو إلا أرتداد لأفكارك .
أعرف شخص في فترة من حياته كان يتقمص دور المغلوب على أمره ، الضعيف المنهزم وكانت الحياة تستمتع بضعفه تقريباً ، فكانت كل الأمور تَسوء وتسود حقاً حتي قرر أنْ ينْقلب على الحياه وأن يواجه عدوه الأكبر ، من ذلك اليوم وهو مبتسم وما رأيته حزين قط برغم أن حياته لم تتحسن كثيراً عن السابق .
يقول أحد الحكماء”غير طريقة تفكيرك يتغير عالمَك”
عليكَ أنْ تُغير فِكرَك في أنْ الراحلين تركوك ، عليكَ أن تؤمنْ أنّهم كانوا مُجرد زوّر في حياتِك وانتهي الأمر ، عليكَ أن تؤمنْ أن الأختبار الذي رسبتَ فيه سواء أختبار في الحياه أو إختبار في مرحلتك الدراسية هو مجرد اختبار أول لحياتك، عليك أن تري في كل من حولك جانب جميل كلما أسودت الأمور بينكم تذكرته فسامحت وعفوت بطيب نفس وحكمه .
يقول سلمان العوده “إن النظره السوداوية كفيله بسجن صاحبها في قبو مُظلِم مُكثف الرطوبه ، فاسد الهواء”
السُؤال منّ منّا يُريد أنْ يَعيش بسِجن! ، مَن يُريد أن يعيش والدموع علي خديه! لمَ نظن أن طبيعة النفس هو الحزن في حين أنً الفّس علي ما تروضّ.
كان النبي صلي الله عليه وسلم يبتسم دائماً برغم أنه كان يحمل همَ الأُمه وهمّ الدِين وانتَ ألا تبتسم وتنظر للأمور من جهة معاكسه ؟!
ينادي أحدهم فيقول أنتِ تتحدثين بشكل نظري بحت ولا تعرفين حجم المعاناه في حياة الآخرين ، حسناً أنا اوافقه ولكن ذَكرهُ بمشكلة مَضتْ مِن عشرِ سنوات سيقول لك الحمدلله أن جاءت وأن لُطف الله عليه كان عظيم وأنه لو عاد لأختار أن تُعاد …
فلنثق تماماً أن لو فرشاة القدر بأيدينا لأختارنا ما أختاره الله لذا تذكر وانت تفكر بأنك تجذب الاشياء إليك.
أبتسم وكن مؤمناً بوجود اللون الرمادي ، توقف عن قراءة الأحزان وعن حب العزف علي الجِراح ولا تندب علي حياتك وتتحسر علي ايامك وأبدأ في خلق بصمه ، في خلق شئ يذكُرك الناس بهِ عندما تفيض روحك إلي الله ، لعل اقل شئ يقال عنك حينها “والله ما غابت البسمة عن ثغره رحمه الله “
انظر للأمور بالطريقة التي تستحقها ، انظر للأمور بإيمان تام بأنها خير.