ابطال يجهلهم التاريخ بقلم انتصار احمد رجب

ابطال يجهلهم التاريخ

بقلم انتصار احمد رجب

لواء ا.ح طلعت سليمان الملقب بـ ابو الفدائيين

قد لا يعرفه الجيل الحالي، ولا السابق وربما الاسبق، ولكن في التذكرة عبرة وعظة ووفاء واستحضارا لنماذج طيبة وتجارب عظيمة في زمن اتسعت فيه مساحات القبح وتبددت فية معاني الوطنية والانتماء.

أول مصرى يقود دورية داخل اسرائيل بعد حرب 1948 وأيامها أجرى معه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل حوارا لمجلة المصور

ولد فى 20 فبراير 1928، في حي شبرا لأسرة قبطية من الطبقة المتوسطة تخرج فى الكلية الحربية عام 1946 في عام 1954 أنضم إلى الحرس الوطنى الخاص بالمقاومة الشعبية وتلقى تدريبات مكثفة على الأعمال الفدائية فى منطقة أنشاص، سنة 1954 كى يقوم بتدريب متطوعيين فدائيين على و إطلاق النار و تفجير العبوات و إلقاء القنابل وإطلاق النار الذى كان يستغرق التدريب عليه قبل الثورة 6 أشهر ولكن تم تكثيفه و أصبح 42 ساعة فقط.

تم إختيار الفدائى طلعت سليمان فى الأعوام 1954 و 1955 لتدريب الفدائيين الجزائريين فى منطقة كوبرى القبة، ثم فى عام 1956 أختاره اللواء مصطفى حافظ مدير المخابرات المصرية فى غزة وقتها و كانت تتبع الحكم العسكرى المصرى، أختاره ليقود مجموعة الفدائيين و كان أغلبهم فلسطيينين عدا 72 مصرى.

يروى سيادة اللواء طلعت سليمان كيف كانت روح الفدائيين و كيف كان الأهالى يتعاونون معهم
يقول لقد كان الفدائيون يتنافسون على الخروج للعمليات و إذا أختار اللواء طلعت سليمان أحدهم لعملية، يغضب الأخرون لان كل واحد عايز هو اللى يخرج للعملية الفدائية.

تدريب فدائيى الجزائر

تولى اللواء طلعت سليمان تدريب مجوعة فدائيين جزائريين 1954 و 1955 هنا فى مصر فى منطقة كوبرى القبة و كانوا من المتطوعيين صغار السن المتحمسين لدرجة أن بعضهم كان يدعى أن عمره 18 سنة كى يقبلوه فى التدريب فى حين يكون عمره أصغر من هذا.

الفدائيين كانوا يتدربوا على عمليات تفجير عبوات و الزحف و عمل الكمائن و غيرها من العمليات النوعية.

تدريب الفدائيين الفلسطينين

أثناء العدوان الثلاثى على مصر 1956 من فرنسا و بريطانيا و إسرائيل، كان اللواء طلعت سليمان فى منطقة على المنطار تمتد من غزة حتى بئر سبع بإسرائيل و خرج فى دورية مكونة من 1700 من الفدائيين، إلى داخل العمق الإسرائيلى، و كان الفدائيون يعرفون النقاط التى يدخلون منها و المناطق الخالية من الألغام.

أول دورية استطلاعية قام بها بعد حرب 1948 و كان مازال ملازما أول، و كانت داخل إسرائيل و كان الدليل الفلسطينى هو بخيت أبو خوصة الذى كان يعرف الأماكن الخالية من الألغام داخل المستعمرات، وكان ينفذ عمليات إلقاء القنابل على دوريات إسرائيلية.

و كان بخيت أبو خوصة يصر على أن ينسب هذه البطولات إلى الملازم أول طلعت سليمان، لشجاعتة و اقدامة في القتال و لا يهتم بأى مجد و لكن الفدائى طلعت سليمان كان يرد الحق لأصحابه و يذكر ان بخيت أبو خوصة هو منفذ هذه العمليات.

فدائى وبأكتب على حيطان إسرائيل اسمى

بقلم انتصار احمد رجب

الفدائيين كانوا يدخلون للعمق الإسرائيلى ينفذون العمليات الفدائية و يكتب الفدائى بعد اتمام العملية اسمه على حوائط الجدران فى إسرائيل فتتم محاكمته غيابيا هناك و يأخذ حكم 40 سنة سجن أو 50 سنة.

و كان الفدائيون يتباهون أمام بعضهم بهذه الأحكام و هى وسيلتهم لتأكيد اتمام العملية لان اسرائيل كانت تنكر تعرض عمقها الى اخطار و تنفى ان يكون الفدائيين لديهم يد طولى فى الداخل الاسرائيلى.

أيضا المدنيين كانوا يتعاونون مع الفدائيين فى غزة وفى منطقة جبل المنطار، ففى أثناء العدوان الثلاثى قرر الحاكم العسكرى أن يترك الأهالى المنطقة، إلى منطقة أخرى عند البحر خوفا عليهم و لكن الأهالى تمسكوا بديارهم و كانوا مزارعين و لهم زراعات فما كان من مجموعة الفدائيين إلا ان قاموا بعمل خنادق لهؤلاء بسلالم لنزول كبار السن.

وظل اللواء طلعت يدرب الفدائيين و يقودهم حتى عام 1958
بعدها استمر فى العمل العسكرى حتى عام 1967 بحرب الأستنزاف رئيس فرع التعينات للجيش الثالث.

و فى أكتوبر 1973، شغل منصب رئيس المعدات الخاصة بالتعينات فى منطقة الهايكستب و ظل فى عطاءه حتى خروجة علي المعاش

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.