أبناؤنا والإمساك بمنتصف العصا
ابناؤنا والإمساك بمنتصف العصا
بقلم/ سناء علي
ما نراه و نعيشه في الوقت الحالي وهذه الايام من لظواهر اجتماعية جديدة علينا غريبة ومريبة احيانا .. ومخيفة احيانا اخري والتي اثرت كتيرا علي تفكير الاسر المصرية وعلي الظروف الاجتماعية ، ومايحدث حولنا من جرائم جديدة ونوعيات قتل بشعة لم نعهدها من قبل اصبحت مثارا للجدل وحديث كل بيت واثار قلق وتخوفات البعض ويراها البعض الآخر طبيعة لتطور المجتمع والاختلاط بين الشباب و عادي جدا لحياة عصربة منفتحة في زمن الحريات !!
اري عن نفسي ان هذا هو الاوان المناسب لنعيد النظر في طريقة تربية ابنائنا لنعيد لنا ولهم التوازن الداخلي والاستقرار النفسي ونحاول سد الفجوة بين جيل الآباء والابناء ، فالجيلين تفصلهم عن بعض عدة سنوات ليست سنوات عمرية ولكن سنوات ضوئية !!
مابين الجيلين حقا هوة سحيقة لابد ان نستوعبها ونتخطاها بهدوء ،
وليس الحل ابدا ان نفرض علي بناتنا او ولادنا العزلة التامة عن المجتمع وعدم الاختلاط والبعد عن الناس والاغلاق عليهم لانهم وبكل بساطة هيقدروا يجلسوا بمفردهم في الغرفة وبضغطة واحده علي زر الموبايل سيأتيهم العالم اجمع بين ايديهم واي شئ يريدوه سيأتي اليهم بكل سهولة وذلك لان شبكات النت اقوي من اي عزلة وتخترق الجدران اسهل من البشر !! اذن فالانعزال ليس الحل مطلقا ،، كما ان الحرية المبالغ فيها ايضا ليست هي طوق النجاة ، لان الشاب او الشابة مهما كان سنه فهو لم يبلغ من الخبرة مايكفي لمواجهة الحياة بمشاكلها المعقدة وابجدياتها الصعبة ولن يملك خبرة الاهل مهما بلغ من التعليم او الثقافة ،، لذلك فافضل الحلول هي الموازنة بين الحرية والعزلة واتخاذ الحل الوسط _ وهو افضل الحلول دائما _ وصدق من سبقنا ونصحنا بحكمة (امسكوا العصا من المنتصف) والتي اثبتت علي مر العصور صدقها .
نحن نربي جيل يصعب ترويضه في ظل شراسة ماحوله والتلوث الذي يحيطه من فن هابط ومهرجانات وانعدام ثقافة وتعليم متخبط ،، جيل يستمع لاصوات حمو بيكا وشاكوش واوكا وارتيجا وكسبرة ومثله الاعلي ويجز !! .. يشاهدون افلام محمد رمضان والسبكي وعنف وبلطجة وعري واسفاف صافيناز وجوهرة ..
جيل التوكتوك والميكروباص والعشوا ئيات ،، ونت وشبكات تواصل ودردشات وكاميرات ، ،
جيل القنوات الفضائية والاطباق الاجنبية وبرامج التوك شو واعلانات الاطالة و التكبير والتصغير !!!
جيل مظلوم فعلا وله منا كل التعاطف لانه مايعرفش امال فهمي ولا ابلة فضيلة والشعراوي ومصطفي محمود وكل معلوماته عن احمد زويل ونجيب محفوظ انه واحد بتاع سي السيد وواحد بتاع نوبل ومش عارفين واخدها في ايه !!
جيل ماقراش لمصطفي امين واحسان عبد القدوس وطه حسين وادريس والسباعي
جيل ماشافش نافذة علي العالم والعلم والايمان وجولة الكاميرا ونادي السينما وفن المسرح وفن الباليه .. وغيرهم من البرامج الهادفة والقوة الناعمة لما كانت قوة حقيقية بجد
فشئ طبيعي يطلع نتاج كل ده واحد زي محمد عادل وواحد زي اسلام وهنلاقي كل يوم نيرة جديدة وكل يوم سلمي اخري و سواء جناة او مجني عليهم كلهم مجرد ضحايا لقلة دين وقلة تربية وقلة وعي
ولو كل واحد التزم في بيته بتعاليم دينه وبالتربية السليمة والاهالي زرعوا في الابناء من الصغر بعض الفضائل البسيطة مثل حب الخير ومساعدة الغير وحق الجار وصلة الارحام وبر الوالدين والامانة والاخلاص والاحسان للفقير واليتيم واحترام الكبير ، ، لكانت الدنيا افضل حالا مما نحن فيه .،،
لانطلب مجتمع مثالي تحكمه الفضيلة لكنها مجرد مبادئ لو رسخها الوالدين في الطفل لنشأ صالحا بالتأكيد ، ولن نخص المرأة فقط بالرعاية والاهتمام _وان كانت هي الراعي الرسمي للتربية فالبيت والمؤسس الرئيسي للاخلاق والمبادئ بداخل كل منزل لانها تقضي مع الابناء وقتا اكبر من الاب ولن نقول فقط رفقا بالقوارير واستوصوا بالنساء خيرا ولكن من اجل اولادنا نختصر التربية الصحيحة كلها فيما وصلنا من السلف _ حديثا شريفا كان او مقولة عن عمر بن الخطاب ايا كانت_ فهي رسالة كافية لحياة تربوية سليمة للابناء : ” لاعبه سبعا وادبه سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك حبله علي غاربه ”
.ابناؤنا والإمساك بمنتصف العصا
