ابن سيرين والحسن البصري بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
ابن سيرين والحسن البصري بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
🎞كان بين ابن سيرين والحسن البصري شيء من الجفاء..
🎞 وكان الحسن البصري إذا ذُكر عنده ابن سيرين قال: دعونا من ذكر الحاكة! يقصد بها أن أغلب أهل ابن سيرين إنّما يعملون بحياكةِ الثياب!
⏬رأى الحسن في منامه كأنه عريان، وهو قائم على مزبلة يضرب بالعود!
فأصبح مهموماً مغموماً، وأرسلَ أحد أصحابه إلى ابن سيرين يسأله عنها كأنها رؤياه هو لا رؤيا الحسن!
🔘ولكن ابن سيرين قال له: قُلْ لصاحب الرؤيا لا تسأل عنها ابن الحاكة!
🔘فلما عَلِمَ الحسن بقول ابن سيرين، جاء إليه في مجلسه، فقام إليه ابن سيرين فعانقه، ثم جلسا فتعاتبا وتصافيا..
فقال له الحسن: دعك من هذا وأخبرني عن الرؤيا فقد شغلَتْ قلبي!
فقال له ابن سيرين: لا تشغل قلبك، فإن العري عري من الدنيا فلستَ من طلابها، وأما المزبلة فهي الدنيا فأنتَ تراها على حقيقتها، وأما العود فهي الحكمة تُحدِّث بها الناس!
فقال له الحسن: وكيف عرفتَ أني صاحب الرؤيا؟!
فقال له ابن سيرين: لا أعلم أصلح منك أن يكون رآها!
⚷⚷في القصة دروس مهمة لفتتْ نظري:
1- الخلافاتُ تقعُ بين الناس خصوصاً بين الأقران الذين يكون بينهم تنافس ولو نجا منها أحد لنجا منها الحسن وابن سيرين!
2- على المرء أن يكون نبيلاً حتى في خِصامِه وانظرْ للحسن يعرف علم ابن سيرين بالتأويل فيُرسل إليه من يُفسر رؤياه، وابن سيرين يعرف تقوى الحسن وأنه لا أصلح منه يراها!
3- النُّبلاء يُسارعون إلى تسوية خلافاتهم عند أقرب فرصة وما أنبل الحسن وابن سيرين إذ جعلا من رؤيا بداية صداقة وعلاقة جديدة خالية من كل المُنغِّصات!