اتقوا الله يابشر

كتبت
فاتن فتح الله نصر
=========
قد يبدو العنوان وكأننا داخلين على خنافة والعياذ بالله

ولكن
عندما استمع إلى الآية الكريمة
رقم 1 في سورة الأحزاب
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)
فورا يتبادر إلى ذهني السؤال
إن الله عز وجل يخاطب خير الخلق أجمعين قائلا
إتق الله

إذن إذا كان هذا قول الله لأحب حلق الله إليه
فما بالنا نعتبرها إهانة إذا قالها واحد منا لأخيه
قد ينقلب الموضوع إلى خلاف لاحل له

إلحق الافندي بيقول لي اتق الله
ليه يعني هو كان شايفني من الكفار والا ايه
والا يعني هو اسم الله عليه مؤمن قوي واحنا اللي جايين من يهود خيبر
قال اتق الله قال … اتق الله انت يا اخويا وروح شوف نفسك

وهكذا ياحضرات و ببساطة شديدة نجد أننا نجهل أبسط الأمور في ديننا
حسن الظن
وأن القائل قد يريدها دعوة وتُرَد له من الملائكة بمثلها وأكثر

في رايي الغضب منها دليل على عدم تقوى الله بالفعل
وبالتالي فقد ضغطت على زر النقص الموجود فانطلقت قذائف الدفاع الموجهة لنفي ماهو كائن فعلا

الرد الطبيعي عندما يقول لك أحدهم اتق الله …. ان تقول
جزاك الله خيرا …اللهم ارزقنا جميعا تقوى الله حق تقاته

في ظل الغياب أو بالأدق التغييب الذي تم عمدا للثقافة بمعناها الواسع ….
الدين التعليم وفروع الثقافة الفكرية والإبداعية ….
أصبحت الأمور في قمة الاضطراب والارتباك

فنجد الآن في نماذج كثيرة جدا أن أصحاب بعض الصفات المؤذية للآخرين مهما كانت درجة الأذى …. يعمَدون إلى إسقاط صفاتهم على الآخرين
ويتهم غيره بما فيه هو من صفات

فتجد مثلا شخصية تعشق المصالح
وتجدها دائما حيث يكون لها مصلحة من وراء تواجدها ….
وتعرف تماما كيف تستغل أي خلاف بين اثنين لتكسب منه أي مصلحة …مهما كانت بسيطة فهي قادرة على استثمارها
لأنها تدرك تماما ان المصالح أساس الحياة
لا تقدر أن تعيب عليها هذا فهو نمط سلوكي تراه الشخصية من وجهة نظرها واقعي وضروري …. لا تعرف اي ظروف حياتية واجتماعية عاشتها أدت بها إلى هذا فنشأت بهذه الصفات التي تراها طبيعية ولاترى فيها أي غضاضة
وعليك إما أن تتعامل معها وتتجنب الدخول فيما يؤذيك أو تقاطع
ولا أرى المقاطعة هنا تصرف سليم وإنما وكما يقول المثل الدارج إعرف صاحبك واتركه

ولكنك تستغرب جدا
وأنت ترى هذه الشخصية تشكو مما تفعله هي بغيرها … إذا فعل أحدهم بها نفس التصرف

لم تتق الله
وتحاسب نفسها لحظة عما تفعله هي من سيرها وراء مصالجها وماسببته من أذى وضرر لغيرها
سواء ماديا أو نفسيا
إطلاقا …
لم تحاسب نفسها ولن تحاسبها …
فهذا سلوكها الذي تراه منها طبيعيا
في نفس الوقت الذي تستنكره لو حدث تجاهها

الأمثلة الأخرى كثيرة جدا نراها في حياتنا اليومية بشكل دائم
وإنما ضربت المثل بنمط من الشخصيات رأيته من خلال تعاملاتي الأكثر شيوعا

ونراه بشكل يومي على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي
يصرخ ويتباكى وينادي بالويل والثبور وعظائم الأمور …..
تبتسم عندها
و تود لو ترد عليه قائلا
ومن أعمالكم سُلِطَّ عليكم ….
هذه أعمالكم رُدَّت إليكم

المسألة بسيطة جدا
لو نظرنا إلى أمر إلهي بسيط وجهه رب العالمين لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم
اتقِ الله

اللهم ارزقنا جميعا تقوى الله يارب
كل حمعة والجميع بخير

فاتن نصر

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.