” اجعلوا في القلوب سعه” بقلم دعاء خطاب

” أجعلوا في القلوب سعه”

بقلم / دعاء خطاب

دائمًا ما شعرت بأن هناك خطأ ما عند سماعي لعبارات يرددها البعض في الدعاء مثل تلك التي تخاطب فئه دون الأخرى من عباد الله..
“اللهم أشفي مرضانا ومرضى المسلمين”

“وأرحم موتانا وموتى المسلمين”

معظمنا نشأ على سماع ذلك التمييز دون التوقف عنده والتفكير في مدى صحته!!

هل المولى جل وعلا خلق عباد ليغضب عليهم وينبذهم ويزدريهم؟!

هل من الممكن أن يخلقنا قاصدًا ذلك الشقاق وإحساس التعالي والأفضليه؟!

هل من المعقول التمييز بين عباده والذي خلقهم جميعًا بالمقام الأول لعبادته؟!

“ومَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”

هل لمجرد أن معظمنا توارث الدين
وورثه.. يكون له الأحقيه في الرحمه
دونًا عن باقي عباد الله؟!

نحن لم نجتهد ولم نسعي حتى نعي
ابسط مفاهيم ديننا الجميل دين الرحمه والسلام والعطف.. جميعنا نجاهد أنفسنا ولسنا بذلك القدر من الإلتزام والطاعه لرب العباد لنشعر بذلك القدر من تميزنا!!

فقط.. إلا من رحم ربي.
تقوى الله فقط ما تميز عبد عن غيره
و تميزه عند من… عنده سبحانه فقط

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ
وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ”

عملك فقط من يتحدث عنك.. لا لونك ولا جنسيتك ولا اصلك ولا نسبك و بالتأكيد ولا دينك.. ذلك شأنك مع خالقك.
دائمًا ما طلبت ممن سمعته يردد تلك
الأدعية بلا وعي أن “يوسع دائره الدعاء”.. الله كريم.. واسع الفضل والرحمه.

” وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ
فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتّقُون”

” وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً
وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ وَلَتُسْـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”

” وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً
وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ”

خاطب الله خلقه في آياته الكريمه..

” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ”

وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ
ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ”

ولو شاء لخاطب المسلمين فقط
ولكنه سبحانه رب العالمين
رب العرش العظيم.. رب كريم
هو لا يتصف فقط بالعدل
بل هو العدل ذاته.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.