احمد علي يكتب سيدة المطر و ياسمين صبري..واقع متناقض
“سيدة المطر”..صورة إنتشرت خلال ساعات،نجح مصور صحفي في إلتقاطها اثناء سقوط الامطار في شوارع القاهرة،حيث ظهرت سيدة عجوز تجلس علي الرصيف لتبيع أكياس الترمس لتواجه ظروفها المعيشية الصعبة، لتكون خلال ساعات ترند ومحور حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
سيدة المطر و ياسمين صبري
ومن المصادفات الغريبة ان صورة أخرى نشرت للممثلة الشابة ياسمين صبري زوجة أمبرطور الحديد الملياردير احمد ابو هشيمة، ظهرت ياسمين في الصورة وهي جالسة في طائرة خاصة تجلس علي كرسي وتضع حقيقة يدها علي كرسي مجاور لها.
انتشرت الصورتين بشكل كبير علي صفحات السوشيال ميديا، مع تعليقات القراءة علي الصورتين ومقارنة بين طبقتين مختلفتين في المجتمع، طبقة الكادحين ويعيشون علي الفتات يوم بيوم ويعانون من الامراض والفقر، وطبقة اخري تعيش في القصور وتركب طائرات خاصة وتشترى حقيبة يد بالالاف الجنيهات، لدرجة ان البعض دمج صورة سيدة المطر و ياسمين صبري في صورة واحدة مع تعليق “مصر في صورة”.
سيدة المطر وياسمين صبري تجسدان المجتمع المصري
الواقع ان الصورتين فعلا تمثلان المجتمع المصري، بين طبقة كادحة تحصل على قوت يومها بطلوع الروح، وطبقة اخري تعيش في ثراء فاحش، فسيدة المطر، تبين ان اسمها نعمات وتعيش ما زوجها المريض بالفشل الكلوي في حجرة واحدة ملحقة بجراح سيارات، ولمرض زوجها تقوم بعمل ترمس في منزلها وتخرج الي الشارع لبيع اكياس الترمس لتواجه ظروفها المعيشية الصعبة رغم معاناتها هي الاخري من المرض، سيدة المطر ليست الاولي ولن تكون الاخيرة لسيدات ورجال تطحنهم الحياة ويواجهون الامرين للتغلب عليها ومحاولة ايجاد قوت يومهم، قد تكون سيدة المطر محظوظة لوجود مصور صحفي تصادف وجوده ساعة سيدة سقوط الأمطار في القاهرة وبحسه الصحفي قام بإلتقاط صورة لها ونشرها في صحيفته ليتفاعل معها القراء وتنتشر علي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هناك مئات والالاف مثل تلك السيدة الذين يعيشون علي الفتات ويعيشون كما يمكن يقال”رزق يوم بيوم” .
دور المجتمع المدني في مساعدة حالات مثل سيدة المطر
خلاصة القول، ان المجتمع المصري لايزال يعاني من الطبقية الاجتماعية، والدولة لا تستطيع تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية لظروف كثيرة لا مجال لذكرها الان، لكن يبقي لمؤسسات المجتمع المدني و الجمعيات الخيرية دور هام في مساعدة حالات كثيرة مثل سيدة المطر لتوفير حياة كريمة ترحمهم من ذل السؤال والحاجة.