اخفاقات وتحدي بقلم غادة عثمان .

بقلم غادة عثمان
……..
لم تتعرض لإخفاق واحد بل توالت عليها الإخفاقات ، لم تخطئ في كل مرة بل كانت تحاول أن ترمم ما قد يتسبب في سقوط حلمها لكن لم تنجح برغم التضحيات و برغم ما كان يؤلمها وتغطيه بابتسامة لعل الألم يشعر بالخجل من رضاها ويأخذ حقائب الحسرة والإحباط ويرحل ، و فعلا كان يرحل ولكن لا يأخذ معه إلا كل جميل تمنته أن يستمر، وفي كل مرة كانت تستجمع قواها وتنهض وتحدث نفسها أن القادم أجمل ، كان هذا ظنها بالله و يأتي مرة أخرى الأمل ليداعب قلبها كشعاع من الشمس يمر من ثقب صغير لكنها كانت لا تلتفت لصغر الثقب بينما كان دائما تركيزها على مساحة الضوء التي دخلت إليها وتأمل بأن الظلام سينتهي شيئا فشيئا و تحدث نفسها بأن أعينها ستعتاد على الضوء القليل حتى تشعر بعد ذلك بأن كل حياتها تشع نورا ، ولكن يبدو انها كانت متفائلة أكثر من اللازم فقد غربت شمس الأمل أسرع مما توقعت ، لم تلبث أن رأت جمال الدنيا حتى رحل الحلم تاركا الألم ، ولكنها لم تبال فألمها الأول كان أكثر تأثيرا على نفسها ، و هنا أدركت ما كانت عليه وما آلت إليه لقد أصبحت اكثر استعدادا لتلقي صدمات الحياة وكأنها علمت أن الدنيا لم يعد فيها كثير من السعادة وأن السعداء قلة وكل ما عليها أن تدعو الله أن تكون منهم ولو لفترة من الزمن ، حتى عاودت الدنيا في إرسال رسائل الأمل مرة أخرى ولكنها هذه المرة عزمت أن تتشبث به مهما واجهتها من صعوبات وبالفعل حاولت رغم أنها فقدت كثيرا من بهجة روحها و أصبح ما يفرح لا يفرحها كما توقعت ، مشت في طريقها رغم العقبات كانت تنظر للعقبات نظرة تحدي ممزوجة بلا مبالاة أي كأنها تقول للعقبة لن أسمح لكي بخطف حلمي وبنفس الوقت تقول لها وماذا لو خطفته لقد اعتدت على ذلك فليكن ما يكون .
مجموعة من المشاعر المزدحمة التى علا ضجيجها على صوت الفرح داخلها كانت تنتظر الفشل ولكنها كانت تتحسب له محاولة ألا يكن له سلطة عليها ، إلى أن تم لها ما أرادت وتحققت الأحلام حلم تلو الآخر ، لقد غادرها الفشل و بدأت حياتها في الاستقرار تحمد الله كثيرا ولكن تشعر بأن شيئا ما ينقصها ربما مشاعر أول حلم ، ربما أحاسيس قد فقدتها بمرور الصدمات ، أو ربما تحقق حلمها بعدما قد فقد بريقه لتعدد الفشل في تحقيقه .
في النهاية ما وصلت إليه يتمناه الكثيرات وهذا ما كانت دائما تردده لنفسها كي تستشعر قيمة النعمة التي وهبها الله لها