ارتباط الحريات الفردية بالسلم والسلام بقلم دكتور. محمد جستي

ارتباط الحريات الفردية بالسلم والسلام بقلم د. محمد جستي

الحريات الفردية هي ترجمة لمجموعة من الأفعال والمبادئ والتصرفات الخاصة بالأشخاص مثل:

الحريات الفردية

– حرية التعبير”الفكر والرأي”
– حرية مكان الإقامة “العيش والعمل”
– حرية الديانة “اختيار الديانة المناسبة”
– حرية اللباس والتصرف
هذا دون المساس بالحرية الفردية أو الجماعية للآخرين.
والحرية الفردية تمثل القيمة الأساس للشخص في إطار حقوقه و واجباته داخل المجتمع ، إذ تجعل منه المتصرف بكل حرية في اتخاذ قراراته بشكل مستقل عن القضايا الرئيسة في حياته. هكذا يصبح مسئولا عن جميع تصرفاته و قراراته الأحادية بشكل جزمي أمام المجتمع وأمام القانون، سواء كانت لها عواقب سلبية أو نتائج ايجابية.

الحريات الفردية الثلاث

حاليا قسمت الحريات الفردية إلى ثلاث مستويات:
– حرية الفكر والرأي
– حرية السياسة وتكوين الجمعيات
– حرية العمل و المبادرات الاقتصادية
وانطلاقا من هذه الإيديولوجيات التحررية والفلسفات الفردية الأخلاقية، يمكن إدراج الفرد في خانة “القدرة السيادية” كما جاء على لسان رودولف روكر: “الحرية ليست مفهوما فلسفيا مجردا،ولكن هي الإمكانية المحددة بقدرة كل إنسان على التطور بشكل كامل في القوى و القدرات والمواهب .”
رغم ذلك تبقى الحريات الفردية غير مصحوبة بما يكفي من الإدراك وتعزيز القيم الأساس الباقية عند الشخص ككائن اجتماعي، والتي يؤكدها دعاة السلم والسلام من المثقفين في العالم، والمتمثلة في التآخي و التضامن بين أفراد المجتمع الواحد،و التي أدت في غالب الأحيان إلى إضعاف البعد الأخلاقي للأنشطة و السلوكيات الفردية، كما أدت إلى تفاقم الظلم وعدم المساواة الاجتماعية.
إذ يظل الارتباط بين السلم والسلام و الحريات الفردية مهما، لكن في إطار ضبط الأساليب الايجابية لذلك، و المتعلقة بالاحترام والتآزر و المودة والرفع من إيقاع التجاوب مع الحدث بكل سلمية.
فلا يمكن ضمان استمرارية الحضارات دون الرفع من مستوى الفرد انطلاقا من الحريات الفكرية والعلمية والاجتماعية و الاقتصادية داخل المجتمع، من أجل السلم و السلام والاستقرار والأمن والأمان و حل النزاعات البسيطة و المعقدة.
هكذا ينظر زمرة المثقفين عبر العالم المنشغلين بالملفات الحقيقية للسلم والسلام بعيدا كل البعد عن الإيديولوجيات السياسية والعقائدية والاقتصادية المتوحشة.