ارتفاع أسعار اللانش بوكس وانخفاض سعر التربية والأخلاق

 

بقلم: ميادة عابدين

ارتفعت أسعار وقيمة اللانش بوكس وقلة قيمة التربية، وكانت في القديم التربية أهم بكثير من كيس الساندوتشات الذى تطور مع مرور الزمن وأصبح يطلق عليه “اللانش بوكس” ومنذ أن تطور شكله واسمه زادت قيمته بطريقة مخزية ومنفلتة.
كانوا قديما يعتبرون التربية أداة تُشكل شخصية الطفل وتُعزز قيمة الأخلاق بداخله.

التربية قبل التعليم ومعركة أمهات اللانش بوكس

عبارة “التربية قبل التعليم” التى هى شعار ” وزارة التربية والتعليم ” تعني أن عملية تنشئة الأجيال وغرس القيم والأخلاق فيهم هي الأساس الذي تبنى عليه عملية تلقي العلم والمعرفة. هذا التركيز على التربية يعني أن المدرسة شريك أساسي في بناء شخصية الطالب وصقله أخلاقياً قبل التركيز على الجانب التعليمي البحت، فالتعليم بلا تربية لا يكتمل ولا يؤدي إلى غاية نافعة ؛ فترك الأهل هذا المضمون و قاموا بالتركيز علي الأشياء السطحية والتباهي بها مثل اللانش بوكس والأدوات المدرسية وغيرها.


أغلب اهتمام الأمهات الآن “بالانش بوكس “وكأنها أصبحت معركة إثبات من هى “الأم الأكثر تبذيرا” سباق أمهات حول من هى الأكثر شطارة في الطبخ تاركيا اهتمامهم بالتربية تماما؛ غير مدركين أن اللانش بوكس هو مجرد وسيلة لإشباع رغبة الطفل في تناول الغذاء خلال توقيت المدرسة فالتربية هي أساس بناء جيل واعٍ وقادر على مواجهة تحديات المستقبل، وهي ما يبقى مع الطفل مدى الحياة.

حصيلة أول أسبوع دراسي

لذا وجدنا أن حصيلة أول أسبوع دراسي كانت ضرب طالب لمعلمه ؛ وسب طالبة لزميلتها ؛ بالإضافة إلي ضرب وتعنيف إحدى الأمهات لزميلة ابنتها نظرا لوجود خلاف بسيط ؛ تحرش وغيرها من الممارسات غير الأخلاقية التى ظهرت ؛ في حين أن الأمهات تركوا مسؤلية التربية واهتموا بما اسميته ” تفاهات ليس لها علاقة بعملية التربية الحقيقية ” فإهمال الأهالي للتربية مقابل الاهتمام بالمظاهر يؤدي إلى أضرار وخيمة على الأبناء، مثل مشاكل نفسية وعاطفية، سلوكيات خاطئة كالعدوانية والعناد، وصعوبة في تكوين علاقات صحية، وقد يدفعهم للهروب نحو مصادر الاهتمام البديلة كالأصدقاء السيئين، مما ينتهي بفقدان الانتماء للأسرة والمجتمع وزيادة احتمالية الانحراف والعنف كما هو موجود الآن .

الكاتبة واستشارى العلاقات الأسرية والنفسية ميادة عابدين

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.