ارتفاع الدولار يعكس انهيار الاقتصاد اللبناني ..

ارتفاع الدولار يعكس انهيار الاقتصاد اللبناني

المحاورة الاعلامية هيام عبيد معالنائب السابق مصباح الأحدب

نائب سابق في البرلمان اللبناني عن دائرة طرابلس دخل معترك السياسة في عمر مبكر بعد وفاة والده في سن 25 وانتخب نائباً لثلاث دورات متتالية أولها عام ١٩٩٦ ثم عام ٢٠٠٠ وانتهاءً بـ ٢٠٠٥ وفاز منفرداً..

شغل منصب قنصل فخري لفرنسا في لبنان درس في المعهد الاروبي لإدارة الأعمال *EBs* تباعا في باريس ولندن ثم فرانكفورت ثم باريس نال الدبلوم بإدارة الأعمال في جامعة لندن، وتخصص بإدارة الأعمال الدولية والتبادل التجاري،،

 

ارتفاع الدولار يعكس انهيار الاقتصاد اللبناني

من وجع الشعب الآتي من السياسين والغيوم الملبدة في صيف لبنان لابد من رأي شفاف وغير مبطن يحمل مصباح ينير في الأفق نورا يكشف كل السيناريو كان لنا هذا الحوار مع

 النائب السابق مصباح الأحدب

المحاورة الإعلامية هيام عبيد

تفجير المرفأ

*لنبدا حديثنا بكارثة المرفأ الأهم والأشد وطأة وقعت فوق رأس اللبنانين بكل صراحة من وراء هذا التفجير؟

وماهو الهدف هل زج لبنان في صراع داخلي؟

بالنسبة لتفجير المرفأ، ومع الأسف في لبنان حتى الان لم يتبين من هو المسؤول عن أي خراب يحدث في لبنان، سياسة اللاعقاب مستمرة والسلطة اعتادت حماية مع يضعون أيديهم على مقدرات البلد، أما عن الصراع الداخلي فلا أحد يعلم ان كان العمل متعمداً أم لا، لكن ما يتكشف تباعاً حول التدخلات بسير التحقيق وما يقال عبر الاعلام عن العبث بمساره هو بلا شك عملية متعمدة ابرز نتائجها المتوقعة بالتأكيد هو تأجيج الصراع بين اللبنانيين، وليست هذه المرة الأولى، انما اعتادت الزمرة المتسلطة والمتحكمة بزمام الأمور بالبلد على تأجيج الصراعات بغية الحفاظ على كراسيها واعادة انتاج نفسها ساعة تشاء. 

*لماذا لم تظهر حتى الآن خيوط التحقيق وخاصة مثل هكذا انفجار لا يستهان به؟

من اللافت أن الرئيس الحريري وبموجب اطلالته التلفزيونية الأخيرة لم يتم التطرق لمسألة التحقيق بقضية تفجير المرفأ وكأن شيئاً لم يكن، فالناس تبحث عن وسيلة لتوضب حقائبها وتهاجر من لبنان، فيما لا يضع السياسيون على عاتقهم الا كيفية العودة الى الحكم للاستفادة من المساعدات القادمة الى البلد، ليصلحوا امكاناتهم ويكثفوا ثرواتهم…

 اعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب 

*الرئيس المكلف مصطفى اديب اعتذر عن تأليف الحكومة، ما تعليقك على هذا الاعتذار؟

رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب دخل بمهمة واضحة كلفه بها الرئيس ماكرون، وقد تم اختياره لهذه المهمة الاصلاحية كونه غير مسيس وكون المطلوب اليوم رئيس حكومة اختصاصي لا يخضع للسياسيين، وكان هذا الأمر قابل للنقاش لأننا لا نعلم مدى القدرة على حل الإشكال الاقتصادي في لبنان بظل الأمر الواقع الذي فرضه حزب الله بقوة السلاح، وعندما تعثرت الأمور استقال، وهو شخصية محترمة جداً وهو من أفضل الذين اختيروا لهذه المهمة وينطبق عليه المثل القائل “وجه السحارة”، ولكن تبين أن السياسيين وضعوا أيديهم على القضية، واحتح الحزب على ماكرون كونه يعتبر سياسيي الحزب وحلفاءه فاسدين، بينما رؤساء الحكومة السابقين هم أول المتدخلين بتشكيل الحكومة، ومن هنا يمكننا القول بأنها كانت محاولة يائسة وأنا كنت أرى أن هذه المحاولة ستبوء بالفشل، كون الإشكال لا يمكن حله الا بعد مقاربة المعضلة السياسية التي أوصلت لبنان الى ما وصل اليه اليوم، والا فالحلول الاقتصادية لن تنفع بظل استراتيجية حزب الله الذي أقر على لسان أمينه العام ومنذ تأسيسه بأن استراتيجية الحزب لا تؤمن بلبنان الاستعمار انما تقتضي ضم لبنان الى امتداد الولي الفقيه في ايران…..

*ارتفاع الدولار

قطع الكهرباء. غلاء معيشة. هجرة، موت، فلتان امني، وباء وشعب يتمزق على طريق الانتحار إلى أين نتجه هل الى *جهنم*كم قال الرئيس ميشال عون؟ 

ارتفاع الدولار يعكس انهيار الاقتصاد اللبناني سيما أنه اقتصاد غير منتج، ولطالما عاش على المساعدات الخارجية من باريس ١ الى باريس٢ مروراً بباريس٣ وانتهاءً بـ”سيدر” الذي انوعدوا به، وعندما لم تأتي الأموال لم يعد هناك من مقومات لاقتصاد غير منتج أن يستمر، فقد بات الهدر مفضوحاً سيما وأن الأمور قد دخلت بتعقيدات اقليمية ودولية، ولم يعد الغرب مستعداً أن يدعم دولة قرارها الكامل بات بيد ايران، فالحل يكون بالاصلاحات، لكن السير بهذه الاصلاحات يقتضي التنصل من المحاصصة ومن توزيع الحصص على أسس طائفية، سيما وأن السياسيين في لبنان لا يمثلون الطوائف فعلياً انما بحجة تمثيل الطوائف يمثلون مصالحهم الخاصة.

الفلتان الأمني الذي نعيشه بطريقة مستمرة ما هو الا ابتزاز للمجتمع الدولي ومحاولة لقلب مجرى الاحداث، فالرسالة باتت واضحة : “اما التمويل واما عدم الاستقرار”، هذه الخطط والمحاولات اليائسة لن تنجح لأن ضرب الاستقرار لن يشجع المستثمرين وسيزيد الطين بلة وستصبح المشكلة أعظم وأكبر. 

انتشار فيروس كورونا

بالنسبة لانتشار فيروس كورونا بهذه الوتيرة متزامناً مع الانهيارات الاجتماعية المتتالية، فإن هناك غياب تام لأي حكومة، انما هناك حكومة تصريف أعمال مبدئية لكن لا أحد منهم يصرف أي عمل، بل يحافظون على ما تبقى من شرعية دستورية منهارة ليس لديها أي غطاء شرعي شعبي، وكلنا نعلم أن الشرعية الشعبية والتمثيلية هي مصدر السلطات ومنها تنتج الشرعية الدستورية لكن هذه الشرعية سحبتها الناس في الشارع من القوى السياسية الموجودة، بينما تحاول القوى السياسية بغطاء وحماية حزب الله استخدام المؤسسات العسكرية والأمنية باعادة انتاج نفسها، وقد شهدنا أمس محاولة الرئيس الحريري للعودة الى السلطة بغطاء “ماكروني” ليقول للناس أنا الحل وأنا المبادرة الفرنسية، علماً أن لدينا عتب كبير على الفرنسيين، لأنه حتى لو تم تفعيل سيدر، لن يؤخذ بعين الاعتبار توزيع الأموال بطريقة منطقية، ولن يكون منها انطلاقة لاعادة اعمار البلد، انما ستتم اعادة اعمار ما تم انهياره من منظومة القوى السياسية اثر صرخات الشعب اللبناني منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩ حتى اليوم.

وللتذكير فقد قامت السلطة بالتعاون مع شركة “ماكينزي” بدراسة اصلاحية، لكنهم استثنوا طرابلس من الخارطة السياحية في البلاد رغم أنها تحمل تنوعاً تاريخياً نادراً من بدءاً من الحقبة البيزنطية مروراً بالدولتين الاموية والفاطمية ثم المملوكية والعثمانية وانتهاءً بالفن المعماري الحديث ومن منا لم يسمع بمعرض طرابلس الذي صممه المعمار الفرنسي الشهير أوسكار نيماير، والسبب أن السلطة السياسية في لبنان تعتبر أن هذه المدينة يجب ان تكون منطقة عسكرية وأنها بيئة حاضنة للتكفير ويجب تهجير أهلها بشكل قسري، وهذا ضمن المخطط الاستراتيجي لحزب الله الذي يستخدم منظومة من السياسيين الذين يستقدمون قوتهم من الخارج وليس من التمثيل الشعبي، وكلنا نعرف أن الانتخابات النيابية التي خيضت عام ٢٠١٨ حملت بصمات السياسيين الذين زوروا النتائج لصالحهم وهذا ليس كلامي أنا، انما كلام القاضي في المجلس الدستوري أنطوان مسرة الذي أصر على النشر في الجريدة الرسمية مخالفة مكونة من صفحات متعددة تؤكد أن المخالفات التي حدثت بهذه الانتخابات برمتها جعلتها مشكوك بشرعيتها، ولكن كان هناك طرح للتسوية الرئاسية المأساوية بين الرئيس الحريري والرئيس عون وصهره الوزير جبران باسيل، وكان الهدف من هذه التسوية خداع الغرب بأن هذا هو الحل الوحيد للاستقرار، فجاء الغرب ورحب بالنتيجة واليوم يرتكز عليها، فيما الانطلاقة من هذه النتائج والتسويات عبر منظومة تعتبر نفسها فوق العقاب وأن واجب الدولة حمايتها وأن القضاة يجب ان يغضوا النظر عن تجاوزاتها… ما هو الا تكريس لاستمرار منظومة الخراب والدمار في البلاد. 

انتخابات مبكرة

*الشعب يطالب بانتخابات مبكرة من موقعك كنائب سابق رؤيتك الثاقبة للخروج من هذا التسونامي الذي دمر من كل النواحي؟

 

ان اجراء انتخابات مبكرة بنفس الوضع وبنفس السيطرة على المؤسسات الامنية والعسكرية ومؤسسات الدولة وسياسة الترهيب والنظام القمعي بعكس النظام الديموقراطي المفترض ان يكون سائداً في لبنان ستجعل من نتيجة الانتخابات هي نفسها الا بحال حصل تغيير وقبول بوجود حكومة جدية تضع حداً لكل هذا الانزلاق، ولا ترتكز على الاعراف التي فرضتها موازين القوى الناتجة عن تسلح فريق لبناني وغض نظر عن فريق آخر..

المبادرة الفرنسية

*المبادرة الفرنسية أين اصبحت هل فشلت؟

هل انت مع عودة الرئيس سعد الحريري الى الحكومة؟

المبادرة الفرنسية أصبحت “مبادرة ماكرونية” هدفها اعادة تعويم القوى السياسية المرفوضة شعبياً، وعلينا أن نبحث ان كان ذلك هو مطلب كل المجتمع الدولي أم مطلب فرنسي لتجاوز فشل المبادرة، لأن المبادرة الفرنسية كما جرى طرحها فشلت، والحل لا يكون الا برئيس مستقل يؤلف حكومة كاملة من المستقلين تحمل خطة واضحة، فقد سميت الحكومة القادمة بأنها حكومة “مهمة”، والمهمة اليوم هي انتشال لبنان من الانهيار المالي الموجود فيه، فرفضت القوى السياسية وجود حكومة مستقلة ورفضت فرنسا الاعتراف بالفشل فاستمرت بطرح النبادرة، وقد رأينا أمس كيف طرح الحريري نفسه ليعيد انتاج نفسه بغطاء ماكروني في محاولة منه لتمثيل مصالح فرنسا في الداخل اللبناني، هذا ليس حلاً انما تضييع للوقت وتكريس لسيطرة الساسة المدعومين من ايران على لبنان، لان سياسة المهل التي فرضوها على الفرنسيين فيما هم يتقدمون تذكرنا بما جرى عام ٢٠٠٥ واليوم وصلنا لمرحلة يقول حزب الله بأن هناك أعراف يرتكزون عليها ويجب الانطلاق منها، وانا ارد بأن الانطلاق من أعراف تم فرضها في مرحلة ضعف بالتمثيل السياسي لا تعالج بعودة من كان جزء من منظومة رؤساء الوزراء السابقين الذين لم يكونوا يوماً يمثلون مصالح لبنان ولا يمثلون مصالح السنة حكماً، لان انهيار الواقع السني في البلاد لم يكن الا بالتزامن مع فترة حكمهم، فما نريده اليوم هو وجود قوى سياسية تأخذ بعين الاعتبار استرداد المواطنة اللبنانية وان يكون المواطن اللبناني محمي بمعزل عن انتماؤه الطائفي، وهذا ما كنا نتأمله من فرنسا التي تتخذ (الحرية ، المساواة ، الاخاء) رمزاً لكينونتها، لكن مع الأسف ما نراه من اعادة انتاج للطبقة السياسية السابقة ليس مطمئناً وحكماً هو ليس حلاً للبنان، ومع احترامي لشخص الرئيس الحريري ووالده الشهيد، لن يستطيع حل المشكلة فمنذ عام ٢٠٠٥ حتى الان لم نجد منه الا التراجع والتنازل وفي كل مرة كان يدعي انه تعلم من اخطاء الماضي ثم يعود للبنانيين بانهيار جديد، فلم يكن مقنعاً نهائياً وحكماً لم نسمع منه أي طرح جديد الا اعادة انتاج نفسه ليقدم نفسه على انه الحل وان الغرب يثق فيه، بكل الاحوال نحن سنراقب ونرى مدى تجاوب المجتمع الدولي عامةً وكيف ستتطور الاحداث في المنطقة عامةً، سيما بظل “الكباش”، والحيز المحلي في لبنان يبنى عليه بعيداً عن مشاكل الإقليم وبالامكان فعلاً انتاج سلطة بامكانها حماية الصيغة اللبنانية ريثما ترسي الأمور على أية تسويات مستقبلية.

الرسالة واضحة، نحن الدولة، الدولة ممنوع ان تحميكم، وانا اتسلح واحافظ على سلاحي، وانت ممنوع من ان تتسلح، نحن من مدينة اي شخص من أبنائها لديه سلاح فردي في منزله يتم اعتقاله وتوجيه تهمة الارهاب له ويتم نسيانه بالسجن، بينما حاملي السلاح هم المحميين من أهل السلطة والسياسة، هذه طريقة ترهيب والدعم الشعبي لا يأتي بالقوة انما عندما تعالج المواضيع التي يعترف بخطاءها في كل مرة، ورسالة العراضات المسلحة التي شهدها كل اللبنانيين منذ أيام هي ما يريده الشعب اللبناني أن يتغير. 

التغيير الذي يأمله اللبنانيون هو العودة الى لبنان الديموقراطي وليس للبنان القمعي والاسقواء بالسلاح، هذا نموذج لا يريده اللبنانيون من كل الطوائف، فلا يجوز أن يكون التمثيل بالمضمون تنازلي وبالشكل استفزازي واستعدائي، نحن لا نريد معاداة حزب الله لكن لا نقبل بما يمليه علينا الحزب حتى لو كان ذلك عبر دولة الرئيس سعد الحريري،….

 

ارتفاع الدولار يعكس انهيار الاقتصاد اللبناني وفي نهاية الحوار شكرا للنائب مصباح الأحدب على رأيك الصريح دون تعقيدات ولا تجاذبات، على أمل أن نراك نائبا في الدورة القادمة ،،،،،

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.