اشارة مرور.. بقلم/ روان سمير.

ترانيم قلب

كانت اشارة المرور حمراء تستدعي انتظارا للسائرين على أقدامهم ..
استغلت تلك الثواني المعدودة كعادتها في استذكار أحب اللحظات على قلبها معه .. وتلقائيا داعبت الابتسامة شفتيها ثم تداركت نفسها فشحبت ملامحها وعادت لتمام سكونها ..
تحولت الإشارة للون الأخضر واصطفت السيارات انتظارا لعبور المارة ..
فبدأت خطواتها تتجه للجانب الآخر من الطريق بتكاسل ولكن حاكت الريح مكيدة لها فبعثرت بعض الأوراق التي كانت تمسك بها فأسرعت في لملمتها وبقيت ورقة واحدة عالقة بنافذة إحدي السيارات فاقتربت مسرعة لتتناولها أرادت الاعتذار فألقت نظرة على النافذة ولكنها تناولت معها صفعة أيقظتها من سبات حنينها ..
كان هو .. نعم هو يجلس خلف مقود القيادة وبجانبه امرأة يدرك حتى الأعمى كونها زوجته يداعبان طفلا لم يتم عاما بعد وصوت ضحكاتهم تجاوز مسامعها واتجه مباشرة لقلبها وكأنه نارا تجعل من الذكريات هشيما تذروه رياح النسيان ..
تراجعت خطواتها للوراء فانتبه إليها ولم يحرك ساكنا .. سارعت بأخذ الورقة ومضت مسرعة نحو وجهتها لتدرك أن الإشارة الخضراء لم تكن تخبرها فقط أن تتجه للجانب الأخر ولكنها كانت رسالة قدر خفية تقول فلتستمري في الحياة ولتمضي مشاعرك معك قدما ..

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.