اشتياق .. لفاروق التميمى
إشتياق
هل أخبرتُكِ يومًا أن شوقي اليكِ والبرد مُتشابهان.. ؟
فكِلاهُما يُسبِبَان لي الإرتجاف .
وفي الروح خَفقات تَهفو اليكِ ، عندما أشتاق لذكريات قضيتُها معك ، ولإوقات كُنا فيها سُعداء جدًا ، ولضحكات إفتقدتُها ، وكم أتمنى أن تعود .
فأنا أحتاج لشخص أشتكي إليه ، وأن أسرد إليه قصصي مع الحياه ، وأن يُبادلني الحكايات ، فحكايات الطرف الواحد مُرهِقه جدًا ، وأحاديثك مشوقه جدًا .
وقد أرهقتني حكاياتي وهي حبيسة الروح ، وما عُدت أُطيق منكِ الجَفا ، فالجفا مُر وآليم ويزداد مرارة وآلمًا حينما نصطنعه بأنفُسِنا ، فصِناعتنا للجفا جعلت رؤياكِ مُحال بالرغم انكِ بالمنال .
وانا لم ولن أتغير ابدًا ، فبالرغم أن بعض الجروح إزدادت نزفـًا وأصبحت تصدر المـًا ، إلا أنني لم أحقد على أحد ، ولكن أصبحت أتجنب الناس قليلاً ، لِأن الكثير منهم أوجعوني قصدًا ومن غير قصدا .
ونيتي الصافيه جلبت لي الكثير من المتاعب ، فهكذا هي الدنيا تحمل النهايات المُرة دائمـًا ، وكأنها لا تعلم أني لا أحب المُر إلا من قهوتي .
وستبقي أنتي بداخلي مُخلدة أُناديكي من وقت لآخر نِداء الغائب وأنتِ بالقلب حاضرة ، فرفقـًا بي ، فقد أرهقني الحنين وزادني الشوق لهيب ، فغدوت كمن تاه وضل الطريق .
وإن أبدو صلبـًا شديد ، الا أن هناك شيئـًا بداخلي كلما تذكرته زداني المـا وضُعفـًا بالرغم من قوتي التي يراها الناس بي .
ومن الصبر لدي ما يفوق صبر أيوب ، ولكن الحمل جدًا بات ثقيل ، ومرارة الحاضر فاقت حلاوة الأمل ، والصدر ضاق بما إحتوى ، واطبقت أضلعه وكتمت الأنفاس ، وأصبح القدر يرميني من مجهول الى مجهول ، وكل ذنبي إني أُحبك … !
ولكن ، سأرقص على أشواك الإنتظار كلما التهب حنيني اليكِ ، وكلما تشابه الواقع بالذكريات ساعيش البدايات وأرفض النهايات فما يُدريكِ ” لعل الله يحُدث بعد ذلك أمرا ” .
فمازلتي حكايتي التي ستبقى حية مع كل صباح ، التي أعيشها مع كل رشفة فنجان ، وإن كنت أشتهي الرحيل إلى مدينة مهجوره لا يسكُنها أحدًا سِواي ، إلا أنني رضيت بالغياب وإنْ الذِكرى لم ترضى بالرحيل ، ولم يعُد لي حيله سِوى الدُعاء .
فاعتني بنفسك جيدًا ولاتأسفي على نقائكِ وصفائكِ ، ولاتحزني إن لم يُثمن احدًا طِيبتك ، فالعصافير تُغرد كل يوم ولا تجد من يشكُرها .
ومع كل تغريدة عصفور، ومع رائحة قهوة الصباح التي أرتشفها بإشتهاء ، تذكري إني إليكِ أشتاق .
………. فاروق التميمي ……….