اعراض وأسباب فرط الحركة وتشتت الانتباه.. وتأثير العوامل الوراثية والبيئية.

 

اعراض وأسباب فرط الحركة وتشتت الانتباه.. وتأثير العوامل الوراثية والبيئية.

 

على مدار العقد الماضي، أظهرت دراسات أنه تم ذكر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لأول مرة في عام 1902. حيث وجد طبيب الأطفال البريطاني السير جورج فريدريك أن بعض الأطفال المصابين بهذا الاضطراب لا يستطيعون التحكم في سلوكهم بالطريقة التي يفعلها الطفل العادي، لكن ذلك لا يؤثر على ذكائهم. في عام 1968، تم نشر الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الطبعة الثانية، وتضمنت هذه الطبعة اضطراب فرط الحركة في مرحلة الطفولة لأول مرة. بعد ذلك، أصدرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي الطبعة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في عام 1980. وقد تم تغيير اسم الاضطراب من اضطراب فرط الحركة في مرحلة الطفولة إلى اضطراب نقص الانتباه. ثم أصدرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي نسخة منقحة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في عام 1987، وتغير فيه الاسم إلى اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).

أسباب فرط الحركة وتشتت الانتباه

  • العوامل الوراثية: الاستعداد الجيني للاضطراب

تشير العديد من الدراسات إلى أن فرط الحركة وتشتت الانتباه له جذور وراثية قوية. فإذا كان أحد الوالدين أو أفراد العائلة يعاني من نفس الاضطراب، فهناك احتمال مرتفع أن يرث الطفل هذه الصفات. الجينات تلعب دورًا مهمًا في تنظيم كيمياء الدماغ، خاصة تلك المتعلقة بالنواقل العصبية مثل الدوبامين والنورإيبينفرين، واللتان ترتبطان بالتركيز والانتباه.

 

أمثلة على التأثير الوراثي:

أظهرت معدلات تشابه التوائم المتطابقة أعلى في الإصابة بـ ADHD مقارنة بالتوائم غير المتطابقة.

وأصابة أحد الوالدين المصابين يزيد من احتمال إصابة الأبناء بنسبة تصل إلى 50%.

كما أن ظهور بعض الآعراض البسيطة في بعض الجينات المرتبطة بالتحكم في الانتباه والحركة قد تؤدي إلى احتماليه الاصابة.

 

  • العوامل البيئية: تأثير المحيط والتربية

 البيئة المحيطة لها تأثير مهم في شدة ظهور الأعراض أو تفاقمها. ويمكن أن تبدأ هذه العوامل منذ مرحلة الحمل، ثم تستمر بعد الولادة وفي سنوات الطفولة المبكرة.

 

أهم العوامل البيئية تشمل:

تعرض الأم للمواد السامة أثناء الحمل: مثل التدخين، الكحول، أو المخدرات، مما قد يؤثر على تطور دماغ الجنين.

الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة: ترتبط هذه العوامل بتطور غير مكتمل لبعض مناطق الدماغ المسؤولة عن الانتباه والتحكم في السلوك.

الضغط النفسي والإجهاد الأسري: الحياة في بيئة مليئة بالتوتر، النزاعات الأسرية، أو الإهمال العاطفي قد تساهم في زيادة أعراض الاضطراب.

النظام الغذائي الفقير: بعض الدراسات تشير إلى أن نقص العناصر الغذائية مثل الحديد، الزنك، والأوميغا-3 قد يؤثر على وظائف الدماغ.

  •  التفاعل بين الوراثة والبيئة:

في أغلب الأحيان، لا تعمل العوامل الوراثية والبيئية بمعزل عن بعضها. بل إن تفاعل الجينات مع البيئة هو ما يحدد ما إذا كانت الأعراض ستظهر، ومدى شدتها. على سبيل المثال، طفل لديه استعداد وراثي للإصابة بفرط الحركة، قد لا يُظهر الأعراض إلا إذا تعرض لمواقف بيئية ضاغطة أو تغذية غير متوازنة.

ختامًا، اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هو نتيجة لتفاعل معقد بين الوراثة والبيئة. فهم هذه الأسباب يمكن أن يساعد في التشخيص المبكر، وتقديم الدعم المناسب للأطفال المصابين. بالتالي، من المهم أن يكون الأهل والمعلمون على دراية بهذه العوامل لتوفير بيئة داعمة ومناسبة لنمو الطفل وتطوره النفسي والمعرفي.

الفهم العميق للأسباب هو الخطوة الأولى للعلاج.. لا تتردد في طلب المساعدة المختصة إن لاحظت أعراضًا مستمرة على طفلك.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.