الآخرون أنا … عددمايو2017 اليوم الدولي

يظنون أننى فقدت الذاكرة ..

فكلما هممت بأمر أخرجت بطاقتى لأراجع بياناتها، ولكنهم لايعلمون السبب ..

فأنا أتشبث ببياناتى لأنى أشعر اننى لا أحمل ملامحى ،
إذا رأيت طفلا شعرت أنه أنا ،
وإذا رأيت عجوزا فهو أنا ..
وهذا الرجل أنا..
أما هذه المرأة فهى أيضا أنا ..
وهذه الضحكة على هذا الوجه هى أنا ..
وهذه الدموع فى العيون أنا ..
هذه الجميلة هى أنا ..
وهذه الدميمة هى أنا ..
وهذه القلوب التى فى الصدور هى أيضا أنا ..

تواصل غريب مع البشر .
كم أتوه بين الناس ،

وكم أحمل من مشاعر للناس جميعا ..

وكم أتقلب بين مشاعرهم حزنا وفرحا ،

وكم اقول لنفسى أن التعاطف شئ والذوبان شئ آخر ،

ألا يكفى أن أحدد أشخاصا بعينهم ؟

.. كيف لقلبى أن يتسع لكل البشر ؟ .. ولكنى لم أستطع .. لم أستطع إلا أن أكون الآخرين ، وكأننى مرآة لهم ، ولكنها مرآة لا تكتفى بأن تعكس الملامح بل تنفذ من خلالها المشاعر إلى صميم الوجدان ، أعيش حياة الآخرين بصدق وكأنها حياتى أنا ، أفرح لفرحهم وأحزن لحزنهم ، تؤرقنى مشاكلهم ، وتشغلنى شواغلهم ، أعيش بينهم كل مراحل العمر ، وأكتسب بإهتماماتهم خبرات السنين . وتنطلق بينهم روحى كفراشة ، فهم أنا .. وأنا هم .
يلومنى البعض ..

ويتندر على بعض آخر ..

ويشفق على أكثرهم قربا ..

ولكنهم لا يدركون مدى سعادتى بهذا التواصل ، فأنا لدى قناعة بأن الله سبحانه وتعالى قسم الحب بين البشر بدرجات

متفاوتة كما قسم الرزق ، فكل وله نصيب ، فمنا من يمتلئ قلبه حبا ، ومنا من لا يملك من نوره إلا بصيص .. فكيف لا يتصدق من يملك بما يملك ، والحمد لله الذى جعل فى قلبى نصيب كبير

بقلم
ليلى الوشالي

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.