الأنسة حنفي .. قصة حقيقية حدثت بالفعل تم تحويلها للسينما وأثارت جدل واسع

 

الأنسة حنفي .. فيلم كوميدى شهير تم عرضه عام 1954 ويعد من المحطات الفارقة في مشوار الفنان الكوميدى الكبير إسماعيل يس وأثار ردود أفعال واسعة النطاق وقت عرضه.

كتبت: غادة العليمى

ورغم أن هذا الفيلم لم يحقق نجاحاةجماهيريا وقت عرضه، إلا إنه يعد وبأتفاق كل النقاد والمتابعين من أوائل الأفلام الجرية حيث ناقش واحدة من أهم وأخطر القضايا المسكوت عنها فى المجتمع المصرى بل والعربي.

يحكى الفيلم الهزلى الذى عرض جماهيريا عام 1954، عن الشاب الصارم شديد العنصرية ضد النساء، حنفى نجل المعلم الذى تحول فى ليلة عرسه من الاستاذ حنفى إلى الانسه حنفى، ورغم أن قصة الفيلم قد تبدو فانتازيا خياليه هزليه، إلى ان الفيلم يحكى قصة واقعية حدثت بالفعل، لشاب مصرى تحولت حياته او إنقلبت حياتها لمأساة حقيقية، وعاشت فاطمه حياة مأساوية لا تشبهها ولا تناسبها، عانت خلالها كل أنواع المعاناة حتى بلغت سن السادسة عشر من عمرها.

إقرأ ايضا: مصر بلاد العبقرية الخالدة والنهضة المتجددة .. بالحجر والدم والنبض والكتاب

حكاية فاطمة الحقيقة

ومالا يعرفه الكثيرين أن الفيلم تم إستلهام قصته من الواقع، حيث تناول قصة حقيقية لفتاة أسمها فاطمة إبراهيم داوود، سليلة ميت غمر بمحافظة الدقهلية التي تزوجت والدتها، بعدما توفي والدها لتتركها وشقيقاتها في رعاية جدها، الذي توفي بعد فترة قصيرة.

 

خرجت فاطمة للعمل حتى تستطيع كفالة شقيقاتها الصغيرات، وبعدما نجحت في مختلف الأعمال الشاقة، أعجب بها أهل القرية وتقدم لخطبتها العديد، لكنها دائما ماكانت ترفض فكرة الزواج، وبعد ضغط الأهل والعديد من الصراعات، قررت أن تعترف لهم أنها تشعر بالنفور تجاه الرجال.

وبعد ذلك تم عرضها على الدكتور جورجي إلياس، بمدينة الزقازيق والذي أوصى بدوره بعرض حالتها على أطباء قصر العيني في القاهرة، والذين قرروا إبقائها في المستشفى لإجراء عملية جراحية خاصة، تحولت بعدها إلى شاب كامل الرجولة.

العملية تمت فى مستشفى أحمد ماهر واستمرت لساعات طويلة وبعدها إنتشر الخبر بسرعة البرق وقامت الصحف بنشره.

وكان عمال المستشفي يتجمعون يوميا أمام الباب الذى ينام خلفه فهيم وهو باب عنبر 2 لكى يمنعوا تزاحم الناس الذين جائوا ليشاهدوا فاطمة التى اصبحت فهيم.

 

تصريح غريب بمجله أخر ساعة

فهيم كان يريد ان يغير اسمه لإسم “كايدهم” حيث صرح لمجلة “آخر ساعة” وبالنص على حد قوله: إن أول حاجة عملها بعد العملية اتعلم شرب السجاير ورغم إنه حس بدوخة مع أول سيجارة إلا أنه مبقاش عنده استعداد يعيش حياته من غير السجاير.

وقال ايضا إنه مش بيعرف يقرأ ولا يكتب وعمره ما دخل مسرح ولا سينما وعلشان كده أول ما يخرج من المستشفى هيقدم أوراقه فى مدرسة ليلية لكى يتعلم القراءة والكتابة وقال ايضا إنه لن يترك مسرح ولا سينما إلا لما يدخلهم ويسهر ويعمل كل حاجة الرجالة بتعملها !!

وعلل هذه الرغبات بقوله انه يريد ان يعوض 16 سنة ضاعت من حياته بين 4 جدران فى بيت متواضع زي أي بنت مش مسموح لها إنها تخرج ولا تخالف تعليمات الرجالة وفى المرات المعدودة اللي خرجت فيها كانت بترجع تاخد علقة سخنة لأنها اتأخرت 3 دقايق عند البقال أو بياع الجاز ده غير طبعا إنها ماكنتش مرتاحة في حياتها كبنت وحاسه إنها ولد.

فيلم كوميدى مختلف

قرأ الكاتب جليل البنداري الذى كان يعمل وقتها فى مجلة “آخر ساعة” هذه التصريحات العفوية من فاطمة التى أصبحت فهيم وقرر أن يقدم ما قرأ فى صورة فيلم كوميدى يتناول هذا الموضوع ويعكس افكار فهيم فى رواية ولكن حرصا على عدم إنتهاك الحياة الخاصة للحالة الغريب.

قرر ان يعكس الأحداث ويجعل البطل رجل فى البداية وبعدها يتحول لأنثى ومن شدة حماسه للفيلم قرر إن ينتجه بنفسه بعد رفض كل المنتجين الذى عرض عليهم الفيلم لتنفيذه خوفا من الفكرة وعدم تقبل الجمهور لها فى هذا الزمن وقتها

.
ورغم أن الفيلم لم يحقق نجاح كبير وقتها لكنه أصبح فيما بعد علامه مميزة فارقة فى تاريخ السينما بصفة عامة وتاريخ ومحطات أفلام إسماعيل يس بصفة خاصة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.