الإبتزاز الإلكتروني وعلاقته بانتحار مئات الفتيات.
الإبتزاز الإلكتروني وعلاقته انتحار مئات الفتيات.
بقلم: إيمان سامى عباس
انتحار فتيات على مستوى العالم نتيجة تعرضهن لابتزاز مشين بانتهاك خصوصيتهن واستغلال البرامج الالكترونية الحديثة لتزييف صورهن ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية وترصد تصرفات البعض والتنمر الكترونيًا لهم بتصويرهم في مناسبات مختلفة وتسريبها عبر مقاطع الفيديو إنما يشير إلى صور مختلفة من (الانفلات الافتراضى) على وسائل التواصل الالكتروني والأخلاقي لمنظومة القيم التي تدعونا لها الاديان للتمسك بمكارم الأخلاق على أرض الواقع بالفعل وليس بالقول فقط.
الانفلات الاخلاقي:
واذا كانت قناعتي بأن الأخلاق هي الأساس في بناء وانهيار الأمم ويتوقف على معاناتها من الانفلات الأخلاقي. والإنسان عندما أسس نهضته الحديثة بعيدًا عن القيم بهدف أن يكون( سيدًا على الكون) وليس (سيدًا فى الكون) رأينا اختفاء الإنسانية خلف أصوات البنادق وتضارب المصالح واللجوء إلى ثورة الاتصالات والمواصلات لتحقيق الأطماع والثروات.
ويشهد التاريخ الفرعوني القديم من خلال مخطوطات الحكمة للمفكر المصري بتاح محب عن الإرث الأخلاقي المميز للشعب المصري بهدوء النفس والعيش المعتدل بسبب راحة البال مما ساهم فى أن يعيشوا بسعادة وحالة من الرضا.
المؤسسات الدينيه وتشكيل الوعي:
واذا ما كنا بحاجة لاجراء كشف متقدم على من يتقدم للتدريس باعتبار أن المعلم له دور مهم مع الأسرة والإعلام والمؤسسة الدينية فى تشكيل الوعي وتعزيز القيم وتوجيه سلوك النشء، ومن ثم على كل من يحمل هذه الرسالة أن يعرف لها قدرها وأن يكون على مستوى المسئولية حتى لا نجد من بيننا من يدفع بعض من المعلمات للمعاناة الاجتماعية بسبب تسرب مقطع فيديو لها ونشره على المواقع الالكترونية.
دور الاسرة:
واذا كنا من أوائل الشعوب التي عرفت فضائل ضبط النفس والصدق والعدالة والسماحة فإنه ينبغي المحافظة على هذه الفضائل التي أصبحت (بعافية) في وقت من الأوقات بسبب غياب دور الأسرة نتيجة انشغال الأب والأم بالعمل، مما ترتب عليه إهمال في تربية الأبناء بجانب تأثير الدراما والأغاني الهابطة على قطاع عريض من الشباب مع افتقاد الدور التربوى والتقويمي للعديد من مدارسنا بعد أن تراجعت هيبة المعلم بسبب الدروس الخصوصية.
اعتقد أننا بحاجة لاستعادة دور الأسرة لانتشال الأبناء من الإنهيار والانفلات الأخلاقي حيث أنه بصلاح الأسر تنصلح المجتمعات، ولا ينبغي أن يقتصر دور الأسرة على التوجيه والإشارة إلى ماهو صالح أو طالح، بل من الأهمية بناء التربية على أسس الحوار الهادف بين الآباء والأبناء وتعميق العلاقة بين المدرسة والأسرة بجانب متابعة صحبة الأبناء لاقرانهم من الأصدقاء والحرص على أن تكون الصحبة صالحة.
كيفيه استعاده الأمه المبادئ والعقيدة:
الوقفة الجادة لإصلاح المنظومة المجتمعية واستعادة الأمة لحميد الأخلاق وحسن الخصال والتمسك بمبادىء الخير والعدل والفضيلة من صميم الاخلاق بغض النظر عن العقيدة أو العرق من شانه المحافظة على بريق الأمة ونهضتها وزوال تدهورها.
ومن الأهمية التصدى لكل المدافعين عن القبح الافتراضي بوسائل التواصل الاجتماعي وألفاظ الردح والشتيمة والشماتة، بدعوى الحرية وتغييب العقول بالزور والبهتان بالصور المفبركة والافتراء بالبهتان على البعض لضمان إزالة الجدار العازل بين قيمنا الأخلاقية وموروثنا الحضاري ونزعتنا الدينية.
إننا بحاجة لاستعادة الدور التنويري للمنتج الإبداعي خاصة في الدراما والسينما نظرًا لأن غالبيتها لم تعد راصده للواقع ومعالجة لمشكلاته، بل إنها في الفترة الأخيرة حرصت على تصدير سلوكيات منحرفة وغذت الطبقية وتناولت محتويات تتنافى مع قيمنا الإجتماعية واستعرضت الحقد الاجتماعي مما يشكل خطورة على المجتمعات.
اتصور ضرورة الإسراع بتبنى السياسات التى تسهم في وقف التراجع الحضارى لأمتنا والتخلف عن ركب العلم والمعرفة وعجز المنظومة التعليمية عن إنتاج محتوى تعليمي وقيمي ينهض بالمجتمع وطرح مشروع اجتماعي وثقافي متكامل الأركان يشمل كل المؤسسات العاملة في المجال الاجتماعي وصناعة الفكر والكلمة والتنسيق بين المؤسسات المنتجة للخطاب الدينى.