الإعاقة الذهنية في عيون صناع الدراما المصرية
فيلم توت توت تجسده نجمة مصر الأولي كما لقبها الجمهور والنقاد نبيلة عبيد واحدا من أصعب الأدوار وأكثرها عمقا وتعقيدا وهو دور الفتاة المعاقة ذهنيا علي شاشة السينما – وكيف يتعامل معها ضعاف النفوس من أصحاب المطامع والشهوات في مجتمع لا يرحم ضعيف – ولا يتعاطف مع مريض – ولا ينظر بعين الرحمة الي فقير – هكذا جسد – عملاق السيناريو والحوار – دكتور عصام الشماع – قضية المعاقين ذهنيا – والمهمشين في المجتمع المصري – بشكل خاص – وفي المجتمعات العربية بوجه عام قضية المعاق ذهنيا – وقد كان هذا الدور يمثل تحديا كبيرا أمام أي فنانه الا اذا كانت بحجم وقيمة ومكانة نبيلة عبيد وقدراتها الفنيه التي لا تخفي علي الملايين من عشاق فنها رغم ما تتميز به من جرأة غير مسبوقة في انتقاء الادوار التي تقوم بأدائها ببراعة تتناسب مع خبراتها الفنية وتاريخها الطويل أمام الكاميرا عبر عقود من التميز الفني والتألق الابداعي فكانت شخصية كريمه — الفتاة الفقيرة – أيقونة ابداعية – يتم من خلالها مقارنة كل أصحاب الادوار المماثلة – حتي ولم لم يملكون كايرزما ونجومية نبيلة عبيد التي قدمت دورا خالدا في حياتها الفنية السينمائيه لا يمكن أن تمحوه الايام من ذاكرة السينما ولا من أذهان عشاق نجمة مصر الاولي – نبيلة عبيد – نظرا لما يتميز به – هذا الدور من أبعاد نفسيه وانسانية شديدة التعقيد – زاد من عمق تأثيرها في نفوس المشاهدين براعة نبيلة عبيد في استخدام لغة الجسد – ونظرات العيون – ومخارج الالفاظ – وطريقة نطق الكلمات — وغيرها من اللمسات الابداعية الراقيه لتقوم بنحت لوحة ابداعية رائعه – أشرف علي تنفيذها مخرج كبير – بقيمة عاطف سالم – والذي له من الاعمال ما يجعله واحدا من القلائل الذين لن تنسي أعمالهم علي مدي تاريخ السينما المصرية الطويل – وهو المخرج الذي قدم للسينما – أعمالا رائعة ولا تنسي مثل – حافية علي جسر الذهب – مع الاسطورة – عادل أدهم – ورائعته – فيلم العرافه مع مديجة كامل – لذا كان لابد من الاشادة بكل عمل يقدم للفن ما يعالج به قضايا الناس باحترافية وتميز – وأن يقال لكل صاحب موهبة حقيقية شكرا لك بقدر ما أسعدت جمهورك – في زمن السينما الجميلة – كما شاهدنا في النصف الثاني الاخير من القرن العشرين
بقلم /علي عيسى احمد