الإغتصاب الزواجي بقلم الإعلامية د.هالة فؤاد

الإغتصاب الزواجي
بقلم الإعلامية د.هالة فؤاد

إن الله تعالى قد شرع الزواج لإعمار الكون وجعل أساسه المودة والرحمة لتتكون أسرة سليمة نفسيا وجسديا وهذا يؤدي إلى مجتمع متماسك تسوده الأخلاق الكريمة والمحبة والمودة .

هذا هو معنى الزواج في شريعتنا السمحة ولكن تعالوا بنا نرى تعريف الزواج عند الفقهاء :
تعريف النكاح عند الحنفية :
عرف بعضهم النكاح بأنه :
عقد يفيد ملك المتعة قصدا ، ومعنى ملك المتعة إختصاص الرجل ببضع المرأة وسائر بدنها من حيث التلذذ ، فليس المراد بالملك الملك الحقيقي .
تعريف النكاح عند الشافعية :
عرف بعضهم النكاح بأنه:
عقد يتضمن ملك وطء بلفظ إنكاح أو تزويج أو معناهما والمراد أنه يترتب عليه ملك الإنتفاع للذة المعروفة .

تعريف النكاح عند المالكية :
عرفوا النكاح بأنه :
عقد على مجرد متعة التلذذ بأدمية .
ومعنى هذا أن النكاح عبارة عن عقد على متعة التلذذ المجردة .
المعقود عليه الشافعية قالوا :
يجوز للزوج والزوجة المطالبة بالوطء .

المعقود عليه الحنفية قالوا :
إن الحق في التمتع للرجل لا للمرأة بمعنى أن للرجل أن يجبر المرأة على الإستمتاع بها بخلافها فليس لها جبرة آلا مرة واحدة ولكن يجب عليه ديانة أن يحصنها ويعفها كي لا تفسد أخلاقها .

الإغتصاب الزواجي
هو إكراه الزوج للزوجة على ممارسة العلاقة الجنسية من دون رغبة منها في ذلك ، وبشكل يتم فيه إستخدام العنف أو التهديد .
وأيضا هو نوع من العنف يتلبس بالفعل الجنسي وهو رغبة من الزوج في آثبات رجولتة .
هذا التغريف من قبل علماء النفس والإجتماع وطبقا للقوانين الدولية .

والآن دعونا نرى تعريف الإغتصاب الزواجي عند الفقهاء :
عند الفقهاء يتمثل في طلب الرجل مواقعة زوجتة وهي حائض أو بطريقة شاذة أو أثناء عبادة فرض الصيام .
من هذا التعريف نجد أنه لم يذكر قط أخذ المرأة بالعنف غو التهديد وذلك لأنهم يعتبرون المرأة مجرد أداة لإمتاعهم ويعتقدون بل يؤمنون بأن هذا حقهم يأخذوه متى أرادوا وكيفما أرادوا وليس على المرأة أن تعترض وإلا تصبح ملعونة .
فهناك من علماء الدين من يعترض أصلا على مصطلح إغتصاب الزوجة ويرى أنه مصطلح وافد ضمن حملة إعلامية لزعزعة الأمن الإجتماعي للأسرة ، وأن للزوج أن يجامع زوجتة متى شاء ، ولا يسمى هذا في العرف ولا في الشرع إغتصابا .

هناك مفاهيم دينية خاطئة كرست لهذا الاعتقاد منها :
هناك بعض الروايات التي رسخت لهذه المفاهيم :
رواية بن عباس التي تقول :
أتت إمرأة من خعثم إلى النبي ( ص) فقالت إني إمرأة أيم ، وأريد إن أتزوج ، فما حق الزوج ؟ وكانت أولى الحقوق الزوجية التي قيلت في الحديث أن من حق الزوج على زوجتة إذا أرادها فراودها عن نفسها وهي على ظهر بعير لاتمنعه.

وهناك حديث آخر :
إذا دعا الرجل إمرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها تلعنها الملائكة حتى تصبح .
وذهب البض آلى أنهم لايدرون من الملائمة التي تظل تلعن المرأة حتى تلصباح هل الملائكة التي تكتب الذنوب في الصحف أما هناك ملائكة أخرى مخصصة لهذا اللعن .

من هذا نجد أن المفاهيم الدينية الخاطئة تكرس للعنف ضد المرأة وتعتبرها أداة جنسية خلقت لإمتاع الرجل فقط وليست أدمية مثل الرجل لها حق الإختيار ، فهي ملكه يفعل بها ما يشاء وقتما يريد كيفما يريد .
وأود أن أوضح غن هذا ليس ديننا الحنيف الذي يكرم المرأة :
فماذا عن قول الله تعالى :
وكرمنا بني آدم
اليست المرأة من بني أدم أم الرجل فقط
وكذلك قول الله تعالى :
إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم .
إن المرأة مساوية للرجل في التكليف والتشريف والمسئولية ، فهي مساوية للرجل والدليل :
قول الله تعالى :
إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما .
صدق الله العظيم.

لم أجد كلمات أدافع بها عن المرأة وحقها في الحياة والمساواة الكلملة لها بالرجل أبلغ مما ذكره الله تعالى في كتابه الكريم .

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.