كتب / سيد خضر
يرى الكثير من المتخصصين في علم النفس، إن الإحصائيات والبيانات المتوفرة تؤكد أن 90% تقريبًا من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار يعانون من مشكلة نفسية أو أكثر، فالشخص الذي يقرر الانتحار، هو في الحقيقة يعاني من آلام حادةنفسية .
لايقوى على تحملها، فيقرر وضع حد لحياته مهما كان الثمن، يجاهد بين قوتان متضادتان هما قوّة القاتل وضعف القتيل وألمه.
كما أن علماء النفس أكدوا أن المنتحر في لحظة الانتحار يعيش حالة واحدة من ثلاث حالات، تكون هي مصدر قوته، وتمكنه من الاستمرار والمضي قدمًا نحو حتفه، بخطوات صارمة وجادة دون ارتباك.
الحالة الأولى
الانتقام؛ وفيها يوجه المنتحر عدوانه نحو شخص في مخيلته قد تسبب له في ألم معنوي، حيث يكون قتل الشخص لنفسه في هذه الحالة هو قتل للشخص الذي بداخله،.
فيوجه طعنته إلى ذلك الشخص عن طريق قتل نفسه.
الحالة الثانية
الاستسلام؛ وفيها يكون المنتحر بلغ من اليأس أشده حتى تساوى عنده الموت والحياة، لم يعد هناك ما يجذبه للحياة يوما واحداً آخر، فقد انتهت كل أسبابه للحياة، وعطبت كل آماله، وهذه الحالة هي الأكثر انتشارًا في عالمنا العربي.
الحالة الثالثة والأخيرة
العدوانية؛ حيث يقدم الشخص على الانتحار بدافع الرغبة في القتل.
واكد المتخصين في علم النفس من خلال العديد من الدراسات أن هناك عدة صفات يتميز بها المنتحر تتلخص :-
• لديه خلل على صعيد الأنا، فهو لا يستطيع أن يبلور طاقاته الدفاعية كي يتعامل مع الناس ومع واقعه.
• الشعور بالنقص والخسارة .
• عدم قدرته على تخطي ظروفه.
• الطعنة النرجسية : وتحدث
عندما يوظف الشخص كل طاقاته الذاتية حول شيء معين ولا يفكر في شيء آخر وإذا فشل في هذا الشيء تخيل الفشل.
• لديه ضعف في الصور الخيالية، تتميز الصحة النفسية بأنها ت نفس طاقات وضغوطاً معينة عن طريق الخيال، لذا فإن الشخص الذي يلجأ للانتحار يكون لديه ضمور وعدم قدرة على التنفيس وضعف في الطاقة التخيلية
• العنف على الذات ويكون نابع عن كبت كما أن لديه صعوبة في التعبير.
• ضعف ثقته بنفسه، إذ يكون دائماً بحاجة إلى امتداح الآخرين وطمأنينتهم له.
• ذو شخصية تتميز باللامسوؤلية.
إذ يبدو وكأنه مراهق أبدي، لا يمتلك الاستقرار العاطفي والنفسي وهو بلا هوية جنسية ويعيش بحالة فراغ مستمرة ويشعر بالاكتئاب.
• يفقد القدرة على التأقلم مع المحيط والظروف والأوضاع المختلفة.
• يمكن اعتباره فاقداً لمادة الاستمرارية وعاجزاً عن رؤية الحلول، مع العلم بأن الحل موجود دائماً ولكنه وصل إلى درجة لا يرى غير الانتحار حلاً مناسبا حتى لو كان تجاه نفسه.
العلاج النفسى لفكرة الإنتحار
قد يقوم طبيبك بفحصٍ بدني . واختبارات
واستجواب متعمق حول صحتك العقلية والبدنية للمساعدة في تحديدِ ما قد يؤدى لفكرة الإنتحار ولتحديدِ أفضل علاج.
قد تشمل التقييمات:
• حالة الصحة العقلية. في معظم الحالات، ترتبط الأفكار الانتحارية بمشكلة كامنة في الصحة العقلية يمكن علاجها. في هذه الحالة، قد تحتاج إلى زيارة طبيب متخصص في تشخيص وعلاج الأمراض العقلية (طبيب نفسي) أو غيره من مقدمي خدمات الصحة العقلية.
• حالة الصحة البدنية. في بعض الحالات، قد تكون الأفكار الانتحارية مرتبطة بمشكلة صحية جسدية كامنة. قد تحتاج لعمل اختبارات دم واختبارات أخرى لتحديد إن كانت هذه هي المشكلة.
• إساءة استخدام الكحوليات والمخدرات. بالنسبة للكثيرين، يلعب الكحول أو المخدرات دورًا في التفكير الانتحاري والانتحار. سيرغب طبيبكَ في معرفة إن كان لديكَ أي مشاكل مع الكحول أو تعاطي المخدرات مثل الإفراط في تناول الكحول أو المخدرات، أو عدم القدرة على تقليلها، أو التوقف عنها بنفسك. يحتاج الكثير من الأشخاص الذين يشعُرون بالرغبة في الانتحار إلى علاج لمساعدتهم على التوقف عن تعاطي الكحول أو المخدرات، لتقليل مشاعرهم الانتحارية.
• الأدوية. بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن تسبِّب بعض الوصفات الطبية أو الأدوية المتاحة من دون وصفة طبية مشاعرَ انتحارية. أخبِر طبيبكَ بأي أدوية تتناولها لمعرفة إن كان لها علاقة بالتفكير الانتحاري أم لا.
تعتمد معالجة الأفكار والسلوكيات الانتحارية على موقفك المحدد، بما في ذلك مستوى خطورة الانتحار لديك، والمشكلات الأساسية التي قد تُسبِّب أفكاركَ أو سلوككَ الانتحاري.
• العلاج النفسي. في العلاج النفسي، ويسمى كذلك بالاستشارة النفسية أو العلاج بالحوار، فأنت تستكشف المسائل التي تجعلك تمُرُّ بمشاعر انتحارية، وتتعلم مهارات للمساعدة في التعامل مع العواطف بفاعلية أكثر. يمكن أن تعمل مع معالجك النفسي لتطوير خطة العلاج وأهدافه.
• الأدوية. يمكن أن تساعد مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للذِّهان، والأدوية المضادة للقلق وغير ذلك من أدوية المرض العقلي في الحد من الأعراض، وهو ما يمكن أن يساعدك في التقليل من المشاعر الانتحارية.
• علاج الإدمان. يمكن أن يتضمن علاج المخدرات أو إدمان الكحوليات إزالة السموم، وبرامج علاج الإدمان واجتماعات مجموعة المساعدة الذاتية.
• الدعم العائلي والتعليم. يمكن أن يكون أحباؤك مصدرًا للدعم والنزاع معًا. يمكن لإشراكهم في العلاج أن يساعدهم في تفهُّم ما تمر به، ويمدهم بمهارات تأقلُم أفضل، ويحسِّن التواصل والعلاقات العائلية.