الابتزاز وَالْفَضِيحَة سِمَة عَصْر التكنولوجيا . . . فَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ نِعَمِهِ السَّتْر . .

الابتزاز وَالْفَضِيحَة سِمَة عَصْر التكنولوجيا . . .
فَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ نِعَمِهِ السَّتْر .

كُتِبَت زَيْنَب النَّجَّار . .

أَصْبَحْنَا نَعيش فِي عَالَمِ التكنولوجيا وَالْعَصْر الْحَدِيث ، وَالْعَالِم أَصْبَح غَرْفَة صَغِيرَة جدَا ، لَكِن أَصْبَحْنَا بِلَا أَخْلَاق وَلَا مَبَادِئ وَلَا احْتِرَام . .


وَأَصْبَحَت التكنولوجيا والسويشال ميديا ، الْوَحْش الصَّغِير الْقَاتِل ، الَّذِي يُخَرِّب حَيَاتِنَا وَيُحَوِّل سَكِينَة كُلِّ بَيْتٍ إلَيّ خَرَاب وَدَمَارٌ وَنَشْرٌ أَشْيَاء تَافِهَة مِخْلَة لِلْأَدَب ، كَتَصْوِير فيديوهات غَيْر لَائِقَة وَنَشَرَهَا عَلَى السويشال ميديا وَقَوْل كَلَام جَارِح ، تَصْوِير الزملاء وَالْبَنَاتُ فِي أَيِّ مَكَان عَمِل مَدْرَسَة نَادِي وَنَشْرٌ صُوَرُهُم ومقاطعهم ، لنحصل عَلِيّ التريند وَالشُّهْرَة وَخَرَاب الْبُيُوت . .

فَأَصْبَح الْجَمِيع يَتَسَارَع عَلِيّ نَشَر الصُّوَر والمقاطع ، يَدُلُّ مِنَ التَّسَتُّر عَلِيّ الْغَيْر ، فَالْبَعْض يَسْتَخْدِمَهَا وَسِيلَةٌ للأبتزاز والتشهير وَالْبَعْض يَسْتَخْدِمَهَا وَسِيلَةٌ لافتعال الأزَمَات بَيْن الْأَزْوَاج ، وَالْبَعْض يَسْتَخْدِمَهَا وَسِيلَةٌ للأنتقام . .

فَعِنْدَمَا تَمَسّ التكنولوجيا الْحَيَاة الزَّوْجِيَّة ، فَهِي تُصْبِح خَرَاب بُيُوت وَدَمَارٌ وتفكيك أَسَرّ وَأَطْفَالٌ لَيْسَ لَهُمْ ذَنْب .

فَبَعْدَ أَنْ بُنِيَت الْبُيُوت عَلِيّ الْحَبّ وَالتَّمَاسُك وَالْمَوَدَّة وَالرَّحْمَة أَصْبَح تَحْوِيل سَكِينَة كُلِّ بَيْتٍ ينهار فِي ثَانِيَةِ بِسَبَب الْحِقْد وَنَقَل الْأَسْرَار وَحُبّ التَّشْهِير والابتزاز . .
فَإِنَّ مَا نَشْهَدُه الْآن عَلِيّ مَوَاقِع التَّوَاصُل الاجْتِمَاعِيّ أَشْيَاءَ غَيْرِ أَخْلاقِيَّة وتتنافي مَعَ تَعْلِيمِ الأَدْيَانِ السَّمَاوِيَّةِ جميعًا . .
فَنَحْن أَصْبَحْنَا نُرِي وَنَسْمَع قَصَص غَرِيبَةٌ مُوجِعَةٌ تَفَاصِيلِهَا تُسْكَب مَرَارَة وتفيض حُزْنًا والما وَقَهْرًا . كالأبتزاز وَالِانْتِقَام وَالْفَضِيحَة
تَصِل بنهايات مَأْساوِيَّة لِخَرَاب الْبُيُوت و الانتحار . .

فَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ تعاليم دِينِنَا
وَمَاذَا نَعْرِفُ عَنْ السَّتْرِ وَعَدَم تُدْخِلْنَا فِي حَيَاةِ الْآخَرِين ؟

فَقَدْ عَلِمْنَا ديننَا الْحَنِيف أَن
مِنْ رَأْيِ منكراً أَو خطأً عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِالنُّصْح بِرِفْق وَحُكْمُه و بِالْإِنْكَارِ عَلَى فَاعِلِهِ وَنُصْحُه مَعَ السِّتْرِ عَلَيْهِ وَعَدَمُ التَّشْهِيرَ بِهِ ،
فَإِنَّ اللَّهَ سَتّار رَحِيمٌ ، فَمَن نَحْن لنحاسب النَّاسِ عَلَيَّ أَفْعَالِهِم . .

فَقَدْ أَمَرَنَا نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّتْر عَامَّة وَالسَّتْر عَلَى ذَوِي الْعَثَرَاتِ مِنْ أَصْحَابِ الْفَضْل وَالْخَيْر خَاصَّة ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (ومن سَتْر مسلماً سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا والآخرة)
وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحب أنْ يَسْتُرَ عَلَى عِبَادِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , فَإِنَّه يُحبُّ مَن يستُرُ عَلَى نَفْسِهِ , ويَكْره مَن يفضحُها ويُظهر عَيْبَها وَلَا يَرْضَى بِستْرِ اللَّهُ عَلَيْهِ , ويُجاهر بمعاصيه وعيوبِه .

فَإِنَّ الْحِسَابَ لَو بِأَيْدِي الْبَشَر سيحكموا عَلِيٌّ النَّاسَ بالفضائح وَنَشْرٌ الصُّوَر بِدُخُولِهِم النَّار
، لَكِن الحمدلله أَنَّ الْحِسَابَ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَي فَهُو السَّتَّار الْحَكَمُ الْعَدْلُ لَدَيْه مِفْتَاح التَّوْبَة .
فَالْإِنْسَان خَطَأٌ دائمًا وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابِين ، فأرحموا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ . . .

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.