شاهد انجازات المملكة العربية السعودية فى يومها الوطنى ال 94
انجازات وتاريخ مشرف واحتفال باليوم الوطني للمملكه العربيه السعوديه
شاهد انجازات المملكة العربية السعودية فى يومها الوطنى ال 94
المملكة العربية السعودية.. تحتفل بمناسبة اليوم الوطني الرابع والتسعين لها قيادتا وشعبا غدا الاثنين الموافق 23 سبتمبر 2024م ،وتأتي هذه المناسبة الوطنية والمملكة قد جمعت المجد وحققت إنجازات تلو إنجازات، بخطط تنموية واضحة ، من رؤية وطنية متكاملة ، و ذالك بقيادة خادم الحرمين الشريفين ” الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ” ، وصاحب السمو الملكي ،” الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ” ، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ، -حفظهما الله- لتحقيق النمو والازدهار، و لتكوين وطن يشار إليه بالبنان والازدهار .
يذكر أن ما تعيشه المملكة هو امتداد تاريخ عظيم صنعه رجل عظيم وقائد حكيم ، و هو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله – و الذي كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى، في عمل و تأسيس دولة على شرع الله ، رايتها التوحيد ، و دستورها كتاب الله ، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، و تكون مملكة تنعم بالأمن والأمان والاستقرار، و بناء دولة حضارية ذات قوة فاعلة على المستويين المحلي والدولي .
و قد أكمل مسيرة البناء والتنمية أبناء الملك العظيم عبد العزيز رحمة الله ، البررة من بعده ، حتى تصل المملكة العربية السعودية حتى اليوم إلى عصرها الزاهر في ظل قائد مسيرتها ، وحامي بلادها ، ومصدر فخرها خادم الحرمين الشريفين الملك ” سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ” ، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله – و قد
يحتفل أبناء الوطن السعودى ومن يقيمون على أرضه اليوم ، بهذه المناسبة الوطنية وهم ينعمون برخائه ، ويتمتعون بنموه ، و هم معتزين بشموخه ، ومتفاخرين بإنجازاته العظيمة ، وطامحين بمستقبل باهر يحقق أحلامهم ويرسم لهم طريق ذا خطى ثابتة للأجيال القادمة ، تحت ظل قيادة حكيمة وقوية ، سارت بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة ، و عملت على تسخير كل السبل لراحة المواطنين والمقيمين ، ليعيشوا بعزة و كرامة وسلام وأمان .
و تستذكر “واس” في هذا التقرير، السيرة الذاتية للقائد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن– رحمه الله – ، و الذي كان يفنى عمره في مواجهة تحديات الحياة الصعبة في الجزيرة العربية التي كانت ترزح قبل أكثر من ثمانية عقود تحت وطأة التناحر والخوف والهلع و شظف العيش، ليقوم بتاسيس دولة فتية بفضل الله تعالى ، تتمتع بالأمن والاطمئنان والخيرات الوفيرة ، ويقف لها العالم بأكمله احتراما وتقديرا.
ولقد ارتسمت على أرض المملكة ملحمة جهادية ، تمكّن فيها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- من جمع قلوب أبناء الوطن وعقولهم على هدف واحد و نبيل ، وبتوفيق من الله وحده ، وما أعطاه الله من حكمة تمكن بها الملك عبدالعزيز من إرساء قواعد وأسس راسخة لوطن الشموخ قادته لنشر العدل والأمن من أجل ذلك عاش سنين عمره ،
و في 23 من سبتمبر عام 1932م جاء الإعلان التاريخي للملك عبدالعزيز -رحمه الله- ، بتوحيد هذه البلاد السعودية المباركة تحت راية “لا إله إلا الله ، محمد رسول الله” ، وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها بعد جهاد وكفاح استمر الى اثنين وثلاثين عام وضع خلالها قواعد راسخة لهذا البنيان العظيم ، وذلك على هدي من كتاب الله ، وسنة رسول الأمين محمد عليه الصلاة والسلام ، سائراً على ذلك النهج أسلافه من آل سعود .
و يذكر أن قد نشأت بعد ذالك دولة فتية تزهو بتطبيق شرع الله و الإسلام ، و تصدح بتعاليمه السمحة و بالقيم الإنسانية في كل أصقاع الدنيا ، ناشرة السلام والخير والأمان والدعوة المباركة ، باحثة عن العلم والتطور ، وتسير بخطى حثيثة نحو مستقبل أفضل لشعبها وللأمة الإسلامية والعالم أجمع .
السيرة الذاتية
ولد الملك المؤسس في مدينة الرياض عام 1293هـ وترعرع فيها، و نهل من علمائها ، حيث تعد الرياض هى الامتداد لمسيرة الآباء والأجداد ، و قد حرص على تنشئته وتعليمه ، عهد به والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود –رحمه الله– إلى القاضي عبدالله الخرجي لتعليمه القرآن الكريم والقراءة والكتابة وهو في سن السابعة من عمره ، وفي سن العاشرة تلقى تحصيله في الفقه والتوحيد ، على يد الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ ، و بالتوازي مع ذلك كان الملك عبدالعزيز يتعلم أيضا ركوب الخيل، ومهارات الفروسيةو تأثرت شخصية الملك عبدالعزيز كثيرا بشخصيّة والده الإمام عبدالرحمن الفيصل –رحمهما الله- حيث كان أب ومعلم وأخ وصديق لابنه، فضلًا عن شخصية والدته الأميرة سارة السديري التي كانت من أكمل النساء عقلا و تدبيرا، وكان محب لإخوته ، وهم (خالد، وفيصل، وفهد، ومحمد ونورة)، لكن علاقته بالأميرة نورة -رحمها الله- كانت أكثر حميمية، واحتلت مكانة كبيرة في نفسه -رحمه الله-، حتى إنه ينتخي بها بالقول: “أنا أخو نورة أنا أخو الأنوار”، ويحرص على زيارتها كل يوم في منزلها.
للملك عبدالعزيز شخصية قوية و مهابة تأثر بها كل من قابله ، و بما عرف عنه -رحمه الله- من لين الجانب والتواضع والمرح، وعدم تكلّفه في الحديث مع أبناء شعبه ورعيته ، و كرمه و سخائه مع الجميع ، فلم يكن ملك فقط، بل كان رب أسرة ، و رجلًا قدوة في أفعاله و سلوكياته.
وعرف عن الملك عبدالعزيز باحترامه الكبير للعلماء طيلة فترة حياته –رحمه لله–، فكان يقدمهم على إخوته في مجلسه. ، ويستمع إليهم جيدا ، و كذالك إيمانه التام بقيمة العلم والعلماء وأثرهم في الحياة، وأن احترامهم وحسن العلاقة بهم والاستئناس بآرائهم واجب تمليه العقيدة الإسلامية التي ظل مطبق لمنهجها –رحمه الله- في حياته الخاصة والحياة العامة في البلاد ، ومضى على ذلك النهج من بعده أنجاله الملوك البررة.
و قد مر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بأحداث ومحطات كثيرة ، و متعددة في حياته كانت مؤثرة في بناء شخصيته الفذة -رحمه الله- خاصة منذ أن بلغ سن الخامسة عشرة، حيث أسهمت هذه الأحداث في بناء شخصيته، وعلمته الصبر والقوة و الإقدام ، و قد خروج الملك عبدالعزيز، مع والده الإمام عبدالرحمن –رحمهما الله– وبعض أفراد أسرته من الرياض عام 1308هـ وكان الحدث الأصعب في حياته ، وكانت محطتهم الأولى بعد الرياض واحة “يبرين” في الأحساء ثم البحرين إلى أن وصلوا فيما بعد إلى الكويت واستقروا بها عدة سنوات، ظل فيها الملك عبدالعزيز معلق القلب بالرياض ،واتخذ الملك المؤسس “يبرين” مقرا له لتنفيذ خطته في إعادة الرياض ، وهي واحة من واحات الأحساء بمحاذاة رمال الربع الخالي من الشمال ،
وعندما بلغ الملك عبدالعزيز العشرينيات من عمره وهو في الكويت توجّه في الخامس من شهر رمضان عام 1319هـ إلى الرياض في رحلة بطولية قاد مسيرتها بصحبة رجاله ليتمكنوا بفضل الله تعالى من اختراق جوف الصحراء التي تلتهب رمالها تحت أشعة الشمس الحارة، صائمين لربهم، قبل أن يأتي عليهم يوم العيد وهم في موقع يطلق عليه “أبو جفان”.
و بالذكر أن في اليوم الرابع من شهر شوال من عام 1319هـ وصل الملك عبدالعزيز ورجاله إلى “ضلع الشقيب” الذي يبعد عن مدينة الرياض نحو ساعة ونصف مشيًا على الأقدام، ومن الضلع تقدموا إلى الرياض التي دخلها الملك عبدالعزيز بذكاء القائد المحنك وأعاد الأمور إلى نصابها الصحيح بعد عملية بطولية حامية الوطيس لم تدم طويلًا، طوى خلالها الملك عبدالعزيز زمن العهد الغابر في الرياض، معلنا بداية العهد الزاهر في نجد بعد أن بايعه أهالي الرياض وأعيانها عام 1320هـ أميرًا على نجد وإمامًا لأهلها، وذلك عقب صلاة الجمعة في ساحة المسجد الكبير بالرياض، فدبّ الاستقرار السياسي في مدينة الرياض بعد سنين من الاضطراب، وكانت وحدة الحكم من أهم العوامل التي مهّدت دخول الرياض مرحلة جديدة من النمو والازدهار الحضاري ،وتمكن الملك عبدالعزيز آل سعود –رحمه الله – بفضل الله تعالى عبر رحلة طويلة أضناه فيها طول المشي والتفكير من لملمة شتات البلاد، وإعادة الأمن، والتصدي للفوضى التي كانت سائدة في الجزيرة العربية آنذاك، وأصبح بمحبة الناس ملكًا لدولة سهر على بنائها وأوجد نظامها حتى أصبحت لها مواقف مشرفة مع الأمتين الإسلامية والعربية والعالم أجمع.
و قد اهتم الملك عبدالعزيز بتطوير البلاد، فقام بإصدار مرسوم ملكي يقضي بتحويل اسم الدولة من (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها) إلى المملكة العربية السعودية، وذلك في 21 جمادى الأولى 1351 هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م ،
ووجّه الملك عبدالعزيز عند بداية تنظيم الدولة بالاهتمام بالحرمين الشريفين وتوسعتهما، وخدمة الحجاج والمعتمرين، فضلًا عن البدء في فتح المدارس، وإنشاء المستشفيات، وبناء القرى، وإصلاح التربة، وتوطين البادية، والتنقيب عن مياه الري من أجل دعم الزراعة، بيد أن هذه الجهود كانت تتطلب توفير المال لتنفيذها.
وتماشيا مع الرغبة في النهوض بالبلاد ، بدأت في خريف عام 1933م عمليات التنقيب عن النفط في بعض أراضي المملكة، لكن مضت أربعة أعوام عجاف لم تثمر أعمالها عن الوصول إلى نتيجة إيجابية مرضية لاكتشاف مكامن النفط، إلى أن قرّر الخبراء التنقيب حول بئر ماء في منطقة تسمى “عين جت” كان الملك عبدالعزيز قد توقّف عندها عام 1319هـ في طريقه من الكويت إلى الرياض، فكانت المفاجأة وجود النفط على عمق 5 آلاف قدم تحت الأرض.
وانتعشت الأرض الصحراوية بخروج الذهب الأسود الذي حوّل الصحراء القاحلة المؤنسة بهبوب الرياح إلى مدينة مزدحمة بالعمال والمهندسين وخبراء النفط.
وفي عام 1939م ضخ النفط أول بشائره في احتفال شهده الملك عبدالعزيز –رحمه الله-، ليستهل بعدها مشروعات الدولة التي خطط لها -رحمه الله-وكان اهتمام الملك عبدالعزيز –رحمه الله– بالشأن الخارجي بنفس اهتمامه بالشأن الداخلي، حيث كان يتعامل مع جميع دول العالم بدبلوماسية عالية المستوى، آخذًا بعين الاعتبار استقلال المملكة بقرارها واختيار طبيعة علاقاتها مع الدول دون الإخلال بمكانتها الدينية والحضارية والثقافية وهو ما جعله محبوبًا من مختلف قادة دول العالم، وأصبح حديث الإعلام العربي والإقليمي والدولي في ذلك الوقت.
وفي شهر محرم عام 1373هـ ترجل الفارس الملك عبدالعزيز عن صهوة جواده بعد أن اشتد عليه المرض أثناء إقامته في الطائف، وفي فجر الثاني من شهر ربيع الأول من عام 1373هـ الموافق 9 نوفمبر 1953م فاضت روحه –رحمه الله- إلى بارئها ،توفي –رحمه الله- بعد أن سار في رحلة طويلة عاش فيها أعظم الأحداث، وواجه أكبر التحديات، لكنه ترك للأجيال من بعده إرثاً عظيم يهنأ فيه الجميع بين أحضان دولة أسست على التوحيد لتظل في نماء مستمر ، وأمن و تظل فى خير وسلام حتى وقتنا الحاضر وُوري جثمان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –رحمه الله- في مقبرة العود وسط مدينة الرياض ،وقد اهتم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بجمع المؤلفات العلمية خلال حياته على الرغم من انشغاله بمرحلة بناء الدولة في ذلك الوقت، فكان شغوف بالاطلاع على الكتب العربية المعنية بمختلف العلوم و خاصة العلوم الشرعيّة وطباعة معظمها على نفقته، وتوزيعها مجانا ليستفيد منها الجميع.
و بالذكر أن تناولت كتب ودوريات مكتبة الملك عبدالعزيز الخاصة في مقرها بدارة الملك عبدالعزيز بالرياض معارف نادرة ومتميّزة في مجالات العلوم الشرعية، والتراجم، والجغرافيا، والتاريخ الإسلامي والعام، واللغة العربية وآدابها، مرتبة وفق فهرسة رقمية تسهّل على الباحثين والدارسين عناء البحث في المجالات العلمية والفكرية والإسلامية ،وعدت المكتبة مصدر مهم من مصادر التاريخ الحديث في المملكة العربية السعودية، خاصة ما يتعلق بعلاقة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بالعلم والمعرفة، كما تحمل كتبها في طياتها وأغلفتها عبارات وشواهد تاريخية سطرها العديد من المؤرخين والمؤلفين المعروفين في العالمين العربي والإسلامي في ذلك الزمان.
و قد حرص الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أثناء حياته على نشر الكتب وطباعتها وتوزيعها على الناس عامة وطلبة العلم خاصة في داخل المملكة وخارجها، كما ساعد بعض المؤلفين على الاستمرار في نشاطه العلمي من خلال شراء نسخ عديدة من الكتب المطبوعة وتوزيعها على نفقته الخاصة، وتخصّصت الكتب التي أمر بطباعتها –رحمه الله- إبّان فترة حياته في مصنفات العقيدة والتفسير والفقه لأعلام السلف مثل: الشيخ أحمد بن حنبل، وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ ابن قدامه المقدسي، ومن بينها كتابا “المغني” و “الشرح الكبير” كما شملت الكتب التي طُبعت تخصّصات اللغة العربية وآدابها، والتاريخ الإسلامي، والجغرافيا، وقد طبعت تلك المؤلفات المنشورة في مطابع عدة منها: المطبعة المصطفوية في “بومباي” بالهند، ومطبعة القرآن والسنة في “أمرتسد” بالهند، ومطبعتي المنار والنهضة في مصر، ومطبعتي الاعتدال والترقي في دمشق، والمطبعة السلفية في مكة المكرمة والقاهرة، و مطبعة أم القرى بمكة المكرمة.
ويمضي بنا هذا التاريخ الجميل لنعيش معاني قوة الرجل الباني المؤسس الملك عبدالعزيز ورجاله الذين -وبرغم قلة عددهم وعتادهم- انطلقوا من الرياض بذلك الإيمان الصادق في جهاد حتى جمع الله به الصفوف وأرسى دعائم الحق والعدل والأمن والأمان لتتوحد القلوب على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكذلك أرجاء البلاد، حيث أينعت حينها تلك الجهود أمنًا وأمانًا واستقرارًا وتحول المجتمع من قبائل متناحرة إلى شعب متحد ومستقر يسير على هدي الكتاب والسنة ،وانطلاقا من النهج الإسلامي القويم دعا -رحمه الله- إلى التعاون العربي والتضامن الإسلامي وأسهم إسهامًا متميزًا في تأسيس جامعة الدول العربية، وفي الأمم المتحدة عضوًا مؤسسًا، كما سجّل له التاريخ مواقف مشهودة في كثير من الأحداث العالمية والقضايا الإقليمية والدولية.
ولقد انتهج الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – في تعامله مع مواطنيه سياسة قائمة على الشورى وعلى التناصح مع الرعية، واغتنام الفرص لتبادل الرأي والنصح، مسترشدا بما جاء به ديننا الإسلامي الحنيف.
وكان لهذا النهج القويم الذي سار عليه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وتبعه في ذلك أبناؤه من بعده الأثر الكبير فيما تعيشه المملكة من تطور كبير قائم على تعاضد الدولة والمواطنين ،وقد أدرك الملك عبدالعزيز بثاقب بصره، أن التلاحم والتواصل بين القيادة والشعب وسياسة الباب المفتوح هما من أفضل السبل وأنجعها لخدمة الوطن والمواطنين ولتقدم البلاد ورقيها، ففي الحفل الذي أقامه الملك عبدالعزيز في جدة في الخامس والعشرين من محرم عام 1355هـ بمناسبة انتهاء موسم الحج وقرب سفره إلى الرياض، قال -رحمه الله- : “المقصد من اجتماعنا الليلة أن نتناصح ونتعاضد ويطلع كل منا على ما عند الآخر من جهة، ومن جهة أخرى لنودعكم لأننا على جناح سفر وسنغادر هذا البلد قريبًا وأنه ليُعزّ علينا مغادرته ولكن المصلحة تقضى بهذه التنقلات، ثم هناك مسألة أحب أن أشرحها لكم لأن في نفسي منها شيئًا، أنا لا أحب أن أشقّ على الناس ولكن الواجب يقضي بأن أصارحكم، إننا في أشد الحاجة إلى الاجتماع والاتصال بكم لتكونوا على علم تام بما عندنا ونكون على علم تام بما عندكم، وأود أن يكون هذا الاتصال مباشرة وفي مجلسي لتحملوا إلينا مطالب شعبنا ورغباته وتحملوا إلى الشعب أعمالنا ونوايانا، إنني أود أن يكون اتصالي بالشعب وثيقًا دائمًا لأن هذا أدعى لتنفيذ رغبات الشعب، لذلك سيكون مجلسي مفتوح لحضور من يريد الحضور”، واستمرار على نهجه الكريم في توجيه النصح للرعية وشرح مالها وما عليها قال -رحمه الله- في الخطاب الذي ألقاه في الحفل التكريمي الذي أقيم على شرفه بمناسبة سفره إلى الرياض في الثاني من صفر 1355هـ: “إنّ على الشعب واجبات وعلى ولاة الأمر واجبات، أما واجبات الشعب فهي الاستقامة ومراعاة ما يرضي الله ورسوله ويصلح حالهم والتآلف والتآزر مع حكومتهم للعمل فيما فيه رقي بلادهم وأمتهم، إن خدمة الشعب واجبة علينا لهذا فنحن نخدمه بعيوننا وقلوبنا ونرى أن من لا يخدم شعبه ويخلص له فهو ناقص”.
ومن المنطلق ذاته الذي أدار به الملك عبدالعزيز شؤون بلاده ومواطنيه بنى – رحمه الله – علاقات بلاده مع أشقائها العرب والمسلمين وأقام علاقات قوية مع المجتمع الدولي ،وكان صريح في تعامله مع القضايا التي تهم أمته على الصعد كافة، وقد أثبتت الأحداث المتعاقبة حتى يومنا هذا رؤيته الصائبة ونهجه الصحيح في أقواله وأفعاله فكانت تلك الرؤية، وذلك النهج القاعدة والأساس القويم الذي تسير عليها المملكة في جميع تعاملها داخليًا وخارجيًا، ففي الخطاب الذي ألقاه – رحمه الله – في المأدبة الكبرى التي أقامها لكبار حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة في 9 ذي الحجة عام 1364هـ الموافق 15 نوفمبر 1945م خصّص الجانب الأكبر من خطابه للحديث عن قضية فلسطين حيث قال -رحمه الله – : “إنّ مسألة فلسطين هي أهم ما يشغل أفكار المسلمين والعرب في هذه الأيام وهي المسألة التي يجب أن تكون موضع عناية الجميع ومدار اهتمامهم، ومع أنني لا أحب كثرة الكلام وأفضّل العمل الصامت المثمر فإنني أقول بصراحة: إنّ السكوت عن قضية فلسطين لا يوافق المصلحة وقد سبق لي أن تكلمت مع أركان الحكومة البريطانية كما تحدثت مطولًا مع الرئيس روزفلت وذكرت بكل صراحة الحيْف الذي أصاب إخواننا عرب فلسطين والإعنات والقهر اللذين خضعوا لهما وطلبت من الرئيس الراحل إنصاف عرب فلسطين إن لم يكن بالمساعدات الفعلية فعلى الأقل الوقوف على الحياد وعدم مساعدة اليهود عليهم”.
و قد يقف الباحثون والمؤرخون وقفة تأمل وإعجاب في تاريخ هذا الكيان الشامخ على البناء وتخطي العوائق والصعاب والتغلب على كل التحديات بفضل من الله وتوفيقه أولاً، ثم بالإيمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه في ظل تحكيم شرع الله والعدل في إنفاذ أحكامه لتشمل كل مناحي الحياة.
وأرسى والدنا الملك عبدالعزيز -رحمه الله- منهجا قويما سار عليه أبناؤه من بعده لتكتمل أطر الأمن والسلام وفق المنهج والهدف نفسه ،وكان الملك سعود -رحمه الله- أول السائرين على ذلك المنهج والعاملين في إطاره حتى برزت ملامح التقدم واكتملت هياكل عددٍ من المؤسسات والأجهزة الأساسية في الدولة ،وجاء من بعده الملك فيصل -رحمه الله- فتتابعت المنجزات الخيّرة وتوالت العطاءات وبدأت المملكة في عهده تنفيذ الخطط الخمسية الطموحة للتنمية.
وتدفقت ينابيع الخير عطاء وافرا بتسلم الملك خالد -رحمه الله- الأمانة فتواصل البناء والنماء، خدمة للوطن والمواطن خاصة، والإسلام والمسلمين عامة، واتصلت خطط التنمية ببعضها؛ لتحقق المزيد من الرخاء والاستقرار ،وازداد البناء الكبير عزًا ورفعة وساد عهد جديد من الخير والعطاء والنماء والإنجاز بعد مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- ملكًا على البلاد، حيث تميزت الإنجازات في عهده -رحمه الله- بالشمولية والتكامل لتشكل عملية تنمية شاملة في بناء وطن وقيادة حكيمة فذة.
وشهدت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد الوطن في مختلف القطاعات التعليمية، والصحية، والنقل والمواصلات، والصناعة، والكهرباء، والمياه، والزراعة، والاقتصاد.
وها نحن اليوم، نشهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – عهد الاستدامة والنمو والتطور، قفزات كبيرة وخطوات غير مسبوقة في جميع المجالات داخليًا وخارجيا، ورسمت ملامح المملكة، وأرست دعائم مكانتها السياسية والاقتصادية والثقافية، ورسخت دورها المؤثر في الاقتصاد العالمي، كونها قائمة على قاعدة اقتصادية صناعية صلبة، جعلتها ضمن أقوى 20 اقتصاد على مستوى العالم.
وفي هذا العهد الزاهر ومنذ إطلاق رؤية المملكة 2030، التي وضعها بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله –لا يمر يوم إلا وتحقق المملكة منجزات جديدة داخلي وخارجي تبشر مستقبل مزدهر ،ونرصد في هذا التقرير بعضًا من منجزات المملكة خلال عام:
– انعقاد القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية بالرياض.
– انعقاد قمة الرياض بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول رابطة الآسيان.
– افتتاح أعمال القمة السعودية ودول الكاريكوم في الرياض.
– انعقاد أعمال القمة السعودية – الأفريقية في الرياض.
– توقيع اتفاقية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، تصبح من خلالها المملكة وجهة سياحية رئيسة للسائح الصيني.
– في إنجازٍ تاريخي للمملكة مجموعة “لوسِد جروب” تدشن منشأة “AMP-2” لإنتاج السيارات الكهربائية بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
– إنشاء مصنع عالي الأتمتة لتصنيع السيارات في المملكة بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة هيونداي موتور.
– توقيع اتفاقية مشروع مشترك لتأسيس مصنع للإطارات في المملكة بقيمة تقارب 2 مليار ريال.
– فوز المملكة العربية السعودية باستضافة معرض إكسبو 2030 بمدينة الرياض.
– المملكة تحقق المركز الثاني على دول مجموعة العشرين في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية 2023 الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات.
– المملكة تفوز باستضافة منتدى الأونكتاد العالمي لسلاسل التوريد عام 2026.
– الإعلان عن اكتشافات جديدة للزيت، والغاز الطبيعي في المنطقة الشرقية والربع الخالي.
– إعلان مجلس إدارة شركة نيوم، عن تطوير وجهة “ليجا”، السياحية.
– إطلاق شركة “اردارا” لتطوير مشروع وادي أبها بمنطقة عسير.
– إطلاق المخطط العام لمطار أبها الدولي الجديد.
– “نيوم” تعلن عن وجهة “أكويلم” المستقبلية، وعن إطلاق “زاردون”، كوجهة سياحية بيئية.
– المملكة تتصدر قائمة الأمم المتحدة للسياحة في نمو عدد السياح الدوليين للعام 2023م.
– نيوم تعلن عن وجهة “تريام” السياحية، وعن “جاومور”، أكبر وجهة على ساحل خليج العقبة.
– فوز المملكة العربية السعودية بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو للدورة 2023 – 2027.
– المملكة الأولى عالميًا بنيل الميداليات بمسابقة الذكاء الاصطناعي للشباب. – إطلاق المخطط الحضري لمدينة القدية.
– انعقاد أعمال أول منتدى عالمي للمدن الذكية في المملكة.
ـ المملكة تفوز بجوائز منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات “WSIS +20” التي ينظمها الاتحاد الدولي للاتصالات.
– اختيار المملكة لاستضافة الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات (GSR) لعام 2025م.
– المملكة تحقق المرتبة الأولى عالميًا في مؤشر الأمن السيبراني التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD).
– المملكة تفوز بعضوية مجلس منتدى النقل الدولي (ITF).
– المملكة تفوز بجائزة معايير الجودة العالمية للتنمية المستدامة لتطبيق مرشدك الزراعي لعام 2024م.
– المملكة تقود العالم في علاج اعتلالات الدم الوراثية باستخدام تقنية “كاسكيفي” الجينية.
– المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يحصد 27 جائزة في آيسف 2024 .
– تحقيق العدَّاء السعودي يوسف مسرحي، ذهبية سباق 400 م في دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة بالدوحة.
– انطلاق بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2024م في الرياض.
– المنتخب السعودي يتوج بطلًا لكأس العالم للعبة “أوفرواتش 2”.
– إقامة منافسات بطولة كأس العالم للأندية “FIFA السعودية” 2023 في جدة.
– إطلاق الهوية الرسمية الخاصة بملف ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم ™FIFA 2034.
– سلّمت المملكة العربية السعودية، رسميًّا ملف الترشّح لاستضافة بطولة كأس العالم FIFA™ 2034، بالعاصمة الفرنسية باريس.
– مجلس إدارة مؤسسة المسار الرياضي يعتمد تصاميم البرج الرياضي أحد أبرز معالم مشروع المسار الرياضي في مدينة الرياض.
-القرشي يتوّج بذهبية سباق 100م في دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024.
– المملكة تستضيف بطولة العالم للراليات للمرة الأولى في تاريخها، تحت مسمى “رالي السعودية”، بداية 2025م .