الاحرى باسرائيل…محاربة مصر ام محاربة ايران؟ بقلم / محمد زيدان

الاحرى باسرائيل … محاربة مصر ام محاربة ايران؟

بقلم / محمد زيدان

من العدد الورقى لصحيفة اسرار المشاهير عدد شهر ديسمبر 2024

 

حلم اسرائيل الكبرى”من البحر الى النهر”,على الصعيد الجغرافى تعد ايران خارج الخريطة, لكن يوجد مساحات من سوريا ولبنان والعراق خاضعة للتمدد والسيطرة الايرانية تعد جزء اساسى من هذا الحلم,لكن مصر تعد شريانة,واذا تمكنت اسرائيل لا قدر الله من السيطرة على الجزء الخاص بمصر, بدون او حتى قبل السيطرة على مساحات الدول الخاضعة للسيطرة الايرانية,فقد تحقق حلم اسرائيل الكبرى,بينما اذا تمكنت من السيطرة على اراضى الدول الخاضعة للسيطرة الايرانية بدون مصر, فــ كان حلمها لم يتحقق منه شىء…فالاحرى باسرائيل محاربة مصر ام محاربة ايران اولا؟
اسرائيل تدرك جيدا انها امام فرصة تاريخية, لم ولن تتكرر مع قادم الزمان, من اجل تحقيق اقامة حلمها التى تخوض من اجلة حروبها الان,نظرا لان العالم العربى والاسلامى اصبح فى حالة اقتصادية واجتماعية ودينية لايرثى لها, ولم يعاصرها من قبل, وكــ عادة المسلمين عبر تاريخهم ,كلما مرت عليهم فترات زمنية يسيطر عليهم فيها الضعف بتكون عودتهم اقوى بكثير فور تغير الجيل ,ولو انتهى الصراع الدائر حاليا فى الشرق الاوسط ,بدون ان تصل الى غايتها فستعلم اسرائيل وستعلن بداخلها وفاة حلمها الذى سعت الي تحقيقة منذ انعقاد مؤتمر بازل “المؤتمر الصهيونى الاول” فى سويسرا عام 1897.
من بعد سقوط العراق نتيجة الغزو الامريكى,اصبح الجيش السورى والتركى والايرانى وعلى راسهم الجيش المصرى جيوش بتمثل اكبر تهديد وجودى لاسرائيل, ومع التطورات والتغيرات الاقليمية ,ودخول تركيا فى حالة عداء مع النظام الحاكم فى سوريا, وانزلاق جيشها فى صراعات طائفية الت الى اضعافة واخراجة من المعادلة العسكرية بالنسبة لاسرائيل ,اصبح الجيشان الايرانى والمصرى هما الخطر الاكبر والاوحد على اسرائيل.
الاول تهديد لاطماعها الدينية نظرا لحكم ولاية الفقية,والاخر تهديد لاطماعها وتوسعاتها الجغرافية بحكم المواجهات التى خاضتها تلك الدولتين ورات اسرائيل بام عينها ماذا كانت النتائج.
ولاجل تحقيق الحلم واقامة اسرائيل الكبرى,علي اسرائيل ان تخوض حرب مع جيوش تلك الدولتين, وستخوضهم فى يوما ما ,رغم يقينها ان اى مواجهة عسكرية مباشرة مع مصر او مع ايران حتى وهما فى اضعف حالاتهم الاقتصادية والمجتمعية كما هما عليها الان هو انتحار عسكرى سيان خاضتها بمفردها وهذا مستحيل او خاضتها بمساعدة ودعم الولايات المتحدة وبريطانيا.
عصفورين بحجر واحد
فى نفس التوقيت التى تم فية التوصل الى اتفاق على وقف اطلاق النار فى لبنان اشتعلت جبهة سوريا بشكل مباغت وانتقل الصراع الروسى الاطلسى على اراضيها وعاد من تانى الصراع المسلح للواجهة مرة اخرى بين الجيش السورى وفصائل المعارضة بعد ان توقف فى مطلع عام 2017 بعد حصار روسيا وسوريا لفصائل المعارضة فى مدينة حلب وضربها بالبراميل المتفجرة التى ادت لتدمير احياء باكملها وباشتعال الجبهة السورية فى صراع عديم الجدوى وعزل جبهة حزب الله فى لبنان بتفقد ايران عنصرين من اهم عناصرها فى مواجهتها الغير مباشرة مع اسرائيل .
اسرائيل فى حالة حرب معلنة مع ايران وخفية مع مصر
مصر فى حالة حرب خفية مع اسرائيل
ايران فى حالة حرب معلنة مع اسرائيل
عبارتان متشابهين لغويا, لكن متغيريين جذريا سياسيا وعسكريا, الاولى مصر وايران فى حالة دفاع والثانية فى حالة هجوم, وعلى كل دولة ان تختار موقعها,كما تقول العبارة الشهيرة “افضل وسيلة للدفاع هى …” “مع استبدال الدفاع بالنجاة”
حرب اسرائيل مع ايران حرب معلنة ,وتجرى جهود ومفاوضات من اجل اخمادها قبل ان تتطور الى حرب اقليمية كبرى, خاصتا وان الولايات المتحدة الراعى الرسمى لهذة الحرب ,تمرالان بمرحلة البطة العرجاء او اللام دوك ,من خلال تسليم الادارة الحالية لادارة اخرى ,والاخرى هددت باشعال المنطقة فى حال عدم تنفيذ العرب لمطالب اسرائيل, بينما حربها مع مصر حرب خفية, حرب اقتصادية وجغرافية ومجتمعية لها دوافع دينية, حرب اشرس من اى حرب عسكرية, يستخدم فيها جهاز الموساد جميع ادواتة ومسخر لها جميع وكلاء وعملاء اسرائيل “وارد الوكلاء تكون دول,ووارد تكون مؤسسات مالية, ووارد تكون شخصيات فى مواقع حساسة ومهمة” وهذا معلوم بالضرورة للاجهزة الامنية وبتسعى لاجهاضه, لكن ف المقابل بتصطدم باصرار اسرائيلى على المواصلة والتنفيذ,وهنا يكمن الخطر وسيكون دافع مستقبلا للحرب.
حرب اثبتت فعاليتها بامتياز,استطاعت اسرائيل فى غفلة من الزمن ان تدخل الشعب المصرى فى حرب نفسية طاحنة مع صعوبات الحياة جعلت قطاع كبير منة فاقد البوصلة تجاة العداء الحقيقى وغافل عن ما يحيط ببلادة, فا الحالة الاقصادية التى وصلت اليها مصرالان,ليست وليدة سياسات اقتصادية خاطئة كما يدعى بعض المسؤلين,لكنها خطة وسيناريو مرسوم تم تنفيذة بامتياز.
لكن رغم فعاليتها وتاثيرها لكنها لن تجدى نفعا امام هدفها الدينى, ولذلك لزاما عليها التخلص من تلك الدولتين, “شعوب وجيوش” رغم يقينها بان المواجهة العسكرية ستؤدى حتما الى زوالها, وفى المقابل من المستحيل ان تتراجع عن تحقيق هدفها, بعد ما حققتة من مكاسب دبلوماسية وسياسية وجغرافية.
فاى مسار او منهج ستتخدة اسرائيل ؟وماذا سيشهد الشرق الاوسط مستقبلا بين مصر وايران و اسرائيل ,حتى وان التزمت الاولى باتفاقيات السلام, والثانية بحروب الوكالة,ستعلن الحرب يوما ما بفعل اصرار الثالثة على اقامة دولتها الكبرى .
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.