الاعلام والترندات

الاعلام والترندات

بقلم الإعلامية د.هالة فؤاد  
إن الاعلام يعتبر بمثابة عملية تزويد الجمهور بأكبر عدد من المعلومات والحقائق الواضحة والصحيحة ، وهو التعبير الموضوعي لعقلية وميول وإتجاهات الجماهير .
وللاعلام دورا هاما في تقديم كل مايفيد المواطن والوقوف على كل المستجدات أولا بأول .
يهتم الاعلام بجميع مايدور في حياتنا اليومية ، ويعمل على تنمية الوعي والمعرفة لدى الجماهير .
يقدم المواضيع الترفيهية والمسلية للجمهور من خلال برامج المسابقات ، والمسلسلات والمسرحيات الكوميدية .
الاعلام يعتبر وسيلة هامة للتعلم والثقافة من خلال البرامج التعليمية والتثقيفية ، كما يعتبر وسيلة إرشادية وتوجيهية .
وأهم وظيفة للاعلام هو أنه يقوم بتشكيل الرأي العام.
معنى الترند:
الترند في السوشيال ميديا يشير إلى الموضوعات التي يتم تصنيفها حاليا باعتبارها الأكثر شيوعا على منصة مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة من فيسبوك ، وإنستجرام ، وتويتر ويوتيوب.
كما يشير الترند أيضا إلى بعض القضايا الساخنة التي يهتم بها الجمهور ويشاركونها مع بعضهم البعض .
هذه الترندات التي يمكن أن تكون مقصودة من جهات معينة لإحداث تأثير تكمن وراءه أشياء خبيثة ، أو ترندات لمجرد تفاهات ، تشغل الرأي العام وتضيع وقته ، أو ترندات تؤثر على أخلاقيات المجتمع وبخاصة الشباب والمراهقين .
إذا كان هذا حال السوشيال ميديا ، يمكن أن يكون مقبولا لأنه إعلام يصعب السيطرة عليه ، أما الاعلام المتمثل في وسائل الاعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية ،والتي تخضع للرقابة ، فتناول مثل هذه الترندات من خلالها أمر مرفوض ، ويؤثر تأثيرا سلبيا على المجتمع .
فينشر الإسفاف ، والصور المسيئة للمجتمع ، وصورة مجتمعنا وبلدنا أمام الغير .
فحينما يستضيف الاعلام ترند مثل كليب شيماء ، ماذا يريد أن يقدم لهذا المجتمع من خلال ما رصدته آنفا من وظائف الاعلام وتأثيره على المجتمع .
هل تصدرون للآخر أن هذه هي النماذج الناجحة والمتميزة في بلدنا ، أم يصبح السوشيال ميديا هو المحرك لاعلامنا ، بعكس المفروض ، فقد أصبحت السوشيال ميديا هي مصدر الأخبار والمعلومات ، وتشكيل أجندة الاعلام .
أصبح ترند السوشيال ميديا هو المكون الأساسي للرأي العام ، وتراجع دور الاعلام الحقيقي.
تجد فقرات عن طلاق الفنان الفلاني ، وطلاق الفنانة الفلانية ، حتى رجال الدين دخلوا على الخط وأبدوا أرائهم في قصة شعر فلانة ، حتى لو كان التعليق بأنها حرية شخصية ، لكن تناول مثل هذه القضايا يبعدنا تماما عن الجوهر الحقيقي لدور الاعلام .
أين برامجنا الهادفة في زمن الاعلام الجميل ، جولة الكاميرا ، نافذه حول العالم ، المجلة الصحية ، نادي السينما ، وغيرها من البرامج الهادفة التي تخلق مجتمعا واعيا مثقفا، يتمتع بالأخلاق الحميدة ، لا مجتمع يرى ويسمع فستان فلانة الجريء المثير ، كليب خمور وحشيش ، وغيرها من الأشياء التي تبث الفساد الأخلاقي في المجتمع .
أهيب بجميع المسؤولين عن كل مايقدم من خلال وسائل الاعلام المختلفة عدم الإهتمام بالترند الذي يجلب لهم أكبر عدد من المشاهدات ، فهذا ليس نجاح ، نجاح الاعلامي هو بقدرمايقدمه من مواد مفيدة للمجتمع تزرع فيه القيم والأخلاقيات الحميده ، وتعلو وتسمو به وبصورتة أمام الآخر .

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.