الامراض المعدية والامراض المشتركة وحرب الشائعات
كتب
د.عادل عبدالعزيز النويشي
==============
لقد كان للحيوانات دائما وعلى مدار التاريخ دور في حياة الإنسان..
إما للحماية وللمجد الشخصي أو للتنقل أو كمصدر غذائي أو للتربية المنزلية،
وعلى الوجه الآخر من العملة
فإن الحيوانات تعتبر خزان العدوى ووسيلة الانتقال لأكثر من 400 مرض تعرف بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان
والتي يمكن تعريفها على أنها
مجموعة من الأمراض التي تصيب الحيوان ويمكن أن تنتقل منه إلى الإنسان بطرق انتقال مختلفة
ويمكن أيضا أن تنتقل من الإنسان إلى الحيوان.
تكمن خطورة هذه الأمراض في أنها تؤثر على الحالة الصحية للأفراد وتؤثر على الثروة الحيوانية وعلى مصادر الغذاء للإنسان علي حد سواء
ولقد زادت حدة وخطورة هذه الأمراض خلال السنوات الماضية بسبب زيادة الطلب على الغذاء
(وخاصة الحيواني المصدر)
نظرا للزيادة الرهيبة في معدلات النمو السكاني بدون زيادة مقابلة في الثروة الحيوانية وما ترتب عليه من زيادة لحركة نقل الحيوانات بين الدول بل وبين القارات أيضا
مما ترتب عليه تغير في أساليب الرعي وأساليب تربية الحيوانات
وتغيرت بيئة الحيوان وازداد قربا من المجتمعات الإنسانية.
ويعرف المرض المعدي بانة المرض الذى يستطيع الانتقال من حيوان إلى حيوان آخر فقط بواسطة أي وسيلة من وسائل العدوى المختلفة, ومنها المرض الذى نتحدث عنه لاحقا.
إذاً فهناك فارق كبير بين الامراض المشتركة والامراض المعدية
التى هي تلك الامراض التى تنتقل بين الحيوانات بعضها البعض ولاتنتقل الي الانسان
(كما هو فى مرض الطاعون البقري الذى نتحدث عنه اليوم)
الطاعون البقري (أبو دميعة)
RINDERPEST ) RP)
مرض حيوانى المنشأ ومعدى و خطير وسريع الانتشار يسبّبه فيروس.
أهم أمراض البقر وأشدّها فتكا في المناطق الحارة في أفريقيا والشرق الأوسط وأواسط وجنوب شرق آسيا.
الحيوانات القابلة للعدوى البقر والجاموس أساساً
(إصابة المجترات الزراعية الأخرى كالإبل نادرة وغالبا ما تكون بدون أعراض).
تحمل مشقوقات الحافر البرية فيروس الطاعون البقرى في أجسامها دون وجود أعراض ولا ينتقل إلي الإنسان.
على مدى العقود المختلفة يتم الاهتمام بالطب البيطري فقط عند حدوث كارثة من خلال مرض حيوانى يؤثربصورة أو اخرى على الانسان,
السؤال الهام الان
لماذا يهمش الطب البيطرى بينما نحن نلتصق جميعا بة فى منازلنا بالريف او من خلال الحيوانات المنزلية وكذلك المنتجات الحيوانية من لحوم والبان وبيض و منتجات حيوانية مصنعة.
إن الامراض الحيوانية المنشأ و التى تنتقل الى الانسان شديدة الخطورة وتؤثر تأثيرا مباشر على الانسان والثروة الحيوانية .
و المشاكل التي تواجه قطاع الطب البيطري و التى تتمثل في الانفصال الكامل بين ما توصلت إليه الأبحاث الطبيه والعمل على أرض الواقع في هذا المجال،
حيث أنه لا يوجد ربط بين الجامعات و المعاهد البحثية والهيئة العامة للخدمات البيطرية للإستفاده من نتائج البحوث فى مواجهة الأمراض التى تظهر على أرض الواقع قدبمة كانت أو حديثة،
وهو ما نجده جلياً في الأزمات التي نعاني منها عند انتشار الأمراض بين الحيوانات
و التى تتمثل فى فى تصديق الشائعات
و الجهل بالامور الخاصة بالطب البيطري
ولتقزيم دور الإرشاد البيطري فى وسائل الاعلام المختلفة و التى تفرغت فى التوجيه لأمور اخرى لاتفيد صحة أفراد المجتمع من قريب اوبعيد.
«السوشيال ميديا»
هي السبب الرئيسي في الشائعات التي نتعرض لها،
وذلك لأن الإعلام يتأخر في عرض الأزمات والأحداث الكبرى، كما تتأخر البيانات الرسمية في الظهور لأيام،
ما يجعل صفحات فيس بوك مصدر تلك المعلومات المغلوطة ؛
أن المجتمع المصري شهد مؤخرًا انتشار الشائعات بصورة مبالغ فيها حتى وصلت إلى 53 ألف شائعة خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر الماضيين.
وهذه الشائعات تهدف إلى توسيع الفجوة بين الشعب والقيادة السياسية في مصر بهدف إسقاط الدولة وبث روح الفتنة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى
وتكرار أخبار ونشرها من قبل الشباب بدون وعى فهى حرب متعمدة ومنظمة.
أن أحد أهم أسباب نشر الشائعات هي إحباط المواطنين وترويعهم وتوصيل شعور الفشل الاقتصادى والاجتماعى و الصحى وفشل الدولة وجر الدولة إلى نوع من أنواع الحروب النفسية وإثارة الفتن.
حمى الله مصر
قيادة وشعبا ,
مكان ومكانه.
================
وإلى هنا انتهى مقال كاتبنا العزيز
أستاذ دكتور…عادل عبدالعزيز النويشي …وو خبير فيما تحدث فيه …. فهو أستاذ بكلية الطب البيطري بالجامعة …والأمراض المشتركة موضوع إحدى رسالاته العلمية …وبالالي فهو هنا أهل ذك ر…. يفتينا لتنتهي معه شائعة الطاعون البقري وأثره والتي بدأت في الانتشار كالعادة في انتشار الشائعات
وتطرق بنا
من الحديث المتخصص إلى أثر الشائعة في المجتمع بوجه عام
وهنا
ملمح مهم جدا
الشائعة يقتلها العلم …وتقضي عليها الحقيقة
وهو مانرغبه في مواجهة الشائعات