الاموات ايضا يبعثون .قصة قصيرة .”مصطفى حسن سليم

الأموات ايضا يبعثون
قصة قصيرة …بقلم مصطفى حسن محمد سليم
لم أعرف لماذا تعطلت سيارتي في تلك المنطقة المقفرة ؟ التي كانت شدة البرودة والظلام المحيط بي يدفعني لعدم الخروج من السيارة، أنتابتني قشعريرة وأنا افتح باب السيارة، حاولت أن أخرج قدمي، ولكن شئ ما دفعني للتراجع، وتراجعت في سرعة وأغلقت الباب فى عنف، أغمضت عيني بضع لحظات قليلة لعلني قد أكون في كابوس؟ أوأنني أحلم بما يحدث لي، أوقد أكون مازالت نائم وقد استيقظ أجد نفسي في منزلي، ولكن بعض البرودة التي بدأت تتسلل من داخل السيارة تنبئني بأننى فعلا مستيقظ، وتمالكت أعصابي وفتحت الباب مرة أخرى، كان النهار أمامه أكثر من ساعتين ،بدأت التثاؤب الكثير والنعاس بدأ يداعب جفوني، ولكني لن أظل في هذا المكان حتى بزوغ النهار، لابد من حل خصوصا وأنه مضي علي وجودي أكثر من نصف ساعة منذأن تعطلت سيارتي!! ولم تمر أي سيارة أخري تجاهي، أتجهت إلي حقيبة السيارة أبحث عن كشاف أضئ به محرك السيارة ربما أهتدي به إلي ذلك العطل، وجدت المصباح حاولت أشعاله بدأ نوره خافت بعض الشئ ا ،لقد أوشكت البطاريات التي بداخله علي النفاذ، أتجهت إلي محرك السيارة وأنا أنظر حولي في خوف، أشعر وكأن شئ سينقض علي من الظلام الدامس حولي، وكأنه فيلم رعب من الذي أحب مشاهدته في التلفاز ،وفتحت محرك السيارة وسلطت ضوء الكشاف الشحيح بداخله، كل شئ يبدو عادي حاولت العبث في بعض الأشياء التى بداخل المحرك ،ثم أغلقت غطاء المحرك مرة أخري وأتجهت إلي السيارة ،حاولت أن أدير المحرك مرة ثانية، وبالفعل دار المحرك مرة أخري، أرتسمت السعادة علي وجهي أخيرا سأغادر هذا المكان المقفر ،وتحركت السيارة بضع خطوات ثم توقفت مرة أخري لتعلن عصيانها مجددا ،حاولت أن أدير المحرك الذي بدأ يئن في عنف معلنا فشل جميع المحاولات، وبدأت أنظر حولي من جديد لعلني أجد شئ في هذا المكان النائي، وجدت بعض بصيص من النور يأتي من بعيد، كأنه ينبعث من منزل؟ أغلقت السيارة جيدا واتجهت إلي مصدر ذلك الضوء، ويدي تتحسس مسدسي الذي لايفارقني ابدأ عندما أنوي السفر ،وبدأمصدر الضوء يتضح أكثر من الأول ،كان الضوء المنبعث قادم من منزل خشب قديم محاط ببعض الأشجار الجافة، التي يبدو من مظهرها عدم الأعتناء بها والأهمال الشديد لها ،طرقت باب المنزل وانا انظر من نافذة الباب الخشب، يبدو المكان من الداخل وكأنه مهجور ،والباب أيضا يعلوه الكثير من الأتربة شعرت، بيد تربت علي كتفي برفق، انتفض جسدي في رعب حتي أن قلبي كاد أن يتوقف، وسمعت صوت أجوف وكأنه يأتي من أعماق الجحيم قائلا لاتخف، أنا مالك هذا المنزل لقد كنت بالخارج حين طرقت الباب، التفت خلفي في بطء وكأنني أتوقع رؤية شبح ،وعندما طالعت وجه ذلك الرجل شعرت بالخوف ينتابني أكثر من اللازم ،وبدأت مفاصلي ترتجف فقلت له في صوت مرتعش ،أسف لأنني طرقت باب منزلك في هذا الوقت المتأخر ،ولكنني لم أجد غيرك ألجأ إليه في هذا المكان النائي، فابتسم الرجل قائلا لاعليك لقد تعودت علي ذلك فدائما تتعطل سيارات المارة في هذا المكان ويلجاؤن إلي اقرب مكان إليهم لنجدتهم، ثم فتح الباب بسرعة شرد ذهني لحظات عندما عبر الرجل من الباب، لقد تقدم الرجل أمامي ودلف من الباب فى خطوات رشيقة وهو يعبر الباب الذي ،وجدته يفتح بمفرده دون أدني مجهود من صاحبه ونفضت رأسي في عنف ،ربما يتخيل لي ذلك خصوصا وأن النوم بدأ يثقل جفوني.. وجسدي المتعب بدأ ينهار، وتقدمت في خوف داخل المنزل وأنا ألوم نفسي علي تهوري، ماالذي دفعني إلي الخروج من السيارة ،وأن اعرض نفسي إلي الخطر، ولجؤى إلي ذلك المنزل المهجور ،وذلك الرجل الذي تبدو عليه سمات الموتي ،طردت كل هذه الأفكار من عقلي وأنا أخطو بداخل المنزل ،كان هناك ضوء شحيح ينبعث من مصباح يعلو سقف الحجرة، ولم يكن هناك سوي مقعدين متهالكين ومنضدة خشبيةمتهالكة أيضا وضع الرجل عليها بعض الأغراض الخاصة به ،جلست علي أقرب مقعد وجلس الرجل علي المقعد الذي أمامي ،لم تكن ملامحه واضحة من خفوت ضوء الغرفة ،وتكلم الرجل مرة اخري بنفس الصوت الأجوف ،وهو يسألني أذا كنت أريد طعام أوماء فقلت له في خوف لا أريد شئ كل ماأحتاجه فقط بعض الراحة لجسدي المنهك، وكان المقعد الذي يجلس عليه الرجل من النوع الهزاز، كان يصدر صرير مخيف وهو يحركه، ساهم الصمت الذي حل علي المكان في تضخيم الصوت، وبدأ بألفعل الخوف يتسلل إلي قلبي ،حاولت النهوض من مقعدي ولكنني فشلت في ذلك شعرت، بتثاقل في أعضائي وصوت ضحكات الرجل يتعالي وهو يقول لي بنفس الصوت الأجوف لاتحاول لن تستطيع الحركة ،حاولت أن أحرك يدي نحو مسدسي ولكننى فشلت في ذلك ايضا، وشعرت بتخدير يسري في سائر أعضائي وفقدت السيطرة علي جفوني التي تثاقلت في عنف ،ولم اشعر بنفسي إلا والذباب ينهش في وجهي فى شراسة.. فتحت جفوني المثقلة في بطء وجدت نفسي اجلس داخل سيارتي، والسيارة لم تتحرك من نفس البقعة الأولي التي تعطلت بها، تحسست بيدي مسدسي وجدته كما هو، نزلت من السيارة مسرعا متجها إلى مكان منزل ذلك الرجل الغامض، وأحداث الليلة الماضية تمر فى خيالى سريعا ،وصلت إلي مكان ذلك المنزل الذي كنت فيه بالأمس، نعم أتذكر جيدا مكانه وهذه الأشجار الجافة التي كانت تحيط به ،ولكنه ليس موجود في مكانه ؟بدأ الرعب يسيطر علي جسدي، كيف يختفي منزل من مكانه؟! بحجم هذا المنزل الذى رأيته بالأمس، ربما كان كل ماتخيلته وهم ،وبدأ الخوف يسيطر علي ويجعلني أتراجع متجها نحو سيارتي، ولكني لاحظت علي الأرض منديلي القماش ،نعم أنه منديلي الخاص وعليه بعض من حروف أسمي، تحرص زوجتي دائما أن تطرز تلك الحروف علي كل منديل أشتريه ،أذن لم يكن الأمر خيال ولاحلم لقد كنت هنا بالأمس فعلا وكل ماحدث حقيقة، أسرعت الخطي نحو سيارتي، وحاولت أن أدير المحرك وفعلا دار بسرعة، وكأنه ليس به عطل علي الإطلاق، وأنصرفت مسرعا من هذا المكان، وأنا لاأجد تفسيرا لما حدث بالأمس، غير أن الله قد كتب لي عمرا جديد، وأنني قد قابلت شبح بالأمس….

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.