البابا تواضروس الثانى يحتفى بإبداعات الأطفال فى حفل “اخلق فيَّ” بالكاتدرائية المرقسية
البابا تواضروس الثانى يحتفى بإبداعات الأطفال في حفل “اخلق فيَّ” بالكاتدرائية المرقسية
تقرير_أمجد زاهر
عُقد على مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية حفل بعنوان “اخلق فيَّ”، نظمته حضانة أم النور التابعة لكنيسة السيدة العذراء ومارمينا بمصر القديمة.
الحفل كان تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا وبطريرك الكرازة المرقسية، وحضره نيافة الأنبا يوليوس، أسقف مصر القديمة، بالإضافة إلى مجموعة من الآباء الكهنة والشخصيات العامة.
بدأ الحفل بكلمات ترحيبية من قداسة البابا تواضروس، التي حملت مشاعر الأبوة والرعاية، تلاها كلمة لنيافة الأنبا يوليوس، الذي قدم لمحة عن مشروع حضانة أم النور وكيف بدأت الفكرة بهدف تعليم وتنمية الأطفال وتقديم تعليم متطور يسهم في تشكيل مستقبل مشرق لهم.
كما وجهت ميس ابتسام، مديرة الحضانة، كلمة شكرت فيها البابا والحضور وأثنت على جهود المعلمين والعاملين في الحضانة.
**مراسم الحفل:**
افتُتح العرض المسرحي بانطلاق طفل يحمل العلم المصري، مع مجموعة من الأطفال الذين رافقوه وهم يحملون أعلامًا بألوان مختلفة.
تحرك الأطفال بنظام وانضباط على أنغام الطبول، معبرين عن حبهم لوطنهم مصر.
تلا ذلك تأدية النشيد الوطني “بلادي بلادي” في جو من الانتماء والفخر.
بعد ذلك، أُقيم استعراض حركي يُظهر جمال السماء ويعبر عن الفرح والبراءة التي تعيشها الأطفال في حضانة أم النور.
برع الأطفال في تأدية حركاتهم بفضل التدريب المكثف الذي تلقوه من مدرسيهم، مما أظهرهم بمستوى احترافي نال إعجاب الجمهور الحاضر.
ثم قُدمت مسرحية قصيرة استُخدمت فيها الشاشة السينمائية كخلفية ديكورية.
دارت المسرحية حول طفل يُدعى “حبيب” يعاني من حالة نفسية سيئة بسبب مشاكله مع أصدقائه.
ظهر في المسرحية أيضًا شخصيات “عصفور” و”ناصح”، اللذين قدما نصائح لحبيب حول كيفية التعامل مع أصدقائه ومشاكله.
عبرت المسرحية عن أهمية الصداقة والمحبة وقيمة التعايش السلمي.
**الفقرة التعليمية:**
تضمنت الفقرة التعليمية في الحفل عرضًا بعنوان “Conversation”، حيث جسد الأطفال أدوار شخصيات مختلفة في حديقة، مثل المزارع والأشجار والبذور، محاكين مراحل زراعة شجرة التفاح.
أظهر العرض مدى مهارة الأطفال في تمثيل أدوارهم بفضل التعليم الاحترافي الذي تلقوه في الحضانة.
خلال الحفل، عُرضت على الشاشة السينمائية كواليس خاصة للأطفال في فترة الدراسة بالحضانة، خاصةً خلال الفترات الترفيهية،
مما أضفى على الحفل طابعًا مميزًا يعكس الجهد المبذول في تعليم الأطفال.
كما تم عرض فيلم تسجيلي قصير عن تاريخ إنشاء الحضانة ودورها في خدمة أبناء المنطقة.
**الجزء الثاني من الحفل:**
شهد الجزء الثاني من الحفل فقرة مذهلة بعنوان “جولة في السماء”، حيث أدى الأطفال تراتيل وألحان الكنيسة القبطية بأسلوب يُظهر تنمية مواهبهم وتقوية انتمائهم لكنيستهم ووطنهم.
في ختام الحفل، أعرب البابا تواضروس عن إعجابه بالأطفال وأثنى على ما قدموه خلال الحفل، كما التقط صورًا تذكارية معهم.
وشكر كافة العاملين والمدرسين في حضانة “أم النور” على جهودهم، مشيرًا إلى أمله في إنشاء مدرسة في “عزبة خير الله” لخدمة جميع أبنائها.
**التحليل الفني للمسرحية:**
تُعد المسرحية التي قدمها الأطفال في الحفل نموذجًا رائعًا لاستخدام الفن كوسيلة تعليمية وتربوية.
اعتمدت المسرحية على بساطة الفكرة وعمق الرسالة، حيث تم تسليط الضوء على أهمية الصداقة والتسامح من خلال شخصيات “حبيب” و”عصفور” و”ناصح”.
تميز العرض باستخدام الديكور البسيط الذي يعكس البيئة المنزلية، مما ساعد الأطفال على تقديم أدوارهم بصورة طبيعية ومؤثرة.
الإضاءة المستخدمة في المسرحية كانت متناسقة مع التغيرات الدرامية، مما أضفى على العمل جاذبية وسهولة في الوصول إلى قلوب الأطفال.
وكانت الحركات المسرحية للأطفال مدروسة بعناية، ما يعكس الجهد الكبير في تدريبهم وإعدادهم للعرض. كما أن استخدام الشخصيات الكوميدية مثل “عصفور” أضاف لمسة من البهجة وجعل الرسالة تصل للأطفال بطريقة غير مباشرة لكنها فعالة.
في المجمل، يُعد حفل “اخلق فيَّ” بمسرح الأنبا رويس مثالًا حيًا على كيفية تقديم الفنون المسرحية كأداة تعليمية تربوية، تسهم في تنمية شخصيات الأطفال وترسيخ القيم الإنسانية في نفوسهم.
اقرأ أيضا: احتفالية مرور عشرين عاماً على تأسيس مدرسة سان جون الأمريكية الدولية