البلح البرحي.. كنز غذائي وفوائد صحية مذهلة

بقلم إيمان سامي عباس

يُعدّ البلح البرحي واحدًا من أشهر أنواع التمور التي نالت شهرة واسعة في السنوات الأخيرة، ليس فقط لمذاقه الفريد وحلاوته الطبيعية، بل أيضًا لما يحمله من فوائد صحية هائلة للجسم. فهذه الثمرة الذهبية الصغيرة ليست مجرد وجبة خفيفة، بل هي مصدر غني بالعناصر الغذائية التي تدعم الصحة العامة وتعزز مناعة الإنسان. وفيما يلي نستعرض أبرز فوائد البلح البرحي وفق ما ورد في تقارير صحية ودراسات حديثة.

يُعتبر البلح البرحي صديقًا للجهاز الهضمي بفضل احتوائه على نسبة عالية من الألياف الغذائية، التي تُسهم في تحسين عملية الهضم وتسهيل حركة الأمعاء. تناول هذه التمور يساعد على تليين البراز، مما يقلل من مشكلة الإمساك ويمنح شعورًا بالراحة. كما أن الألياف الغذائية تُعزز من صحة القولون وتساعد في الحفاظ على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء.

مصدر غني بالعناصر الغذائية

يحتوي البلح البرحي على مجموعة مميزة من المغذيات التي يحتاجها الجسم، فهو يمدّ الإنسان بالكربوهيدرات التي تمنحه الطاقة، إضافة إلى الأحماض الدهنية غير المشبعة مثل حمض الأوليك واللينوليك. كما أنه غني بالمعادن المهمة مثل البوتاسيوم والكالسيوم، إلى جانب الفيتامينات مثل الريبوفلافين والنياسين والتوكوفيرول. ولا يتوقف الأمر هنا، فالتمر البرحي يحتوي كذلك على مركبات نباتية فعّالة مثل البوليفينولات والكاروتينات، التي تُعرف بخصائصها المضادة للأكسدة.

البلح البرحي غني بفيتامين “أ” ومضادات الأكسدة القوية، التي تلعب دورًا محوريًا في حماية الجسم من الجذور الحرة المسؤولة عن تلف الخلايا. هذه المضادات تساعد على تقوية جهاز المناعة وتحمي الحمض النووي من الطفرات الجينية، مما يقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة. كما تُسهم هذه الفاكهة في زيادة مستويات الطاقة، الأمر الذي يرفع من قدرة الجسم على مقاومة العدوى والإرهاق.

حماية القلب وصحة العظام

من أبرز فوائد البلح البرحي دوره في تعزيز صحة القلب، إذ يحتوي على البوتاسيوم الذي يساعد على تنظيم ضغط الدم وتقليل مخاطر السكتات الدماغية. كما أن تناوله بانتظام يُساهم في الحفاظ على وظائف القلب والأوعية الدموية. وإلى جانب ذلك، يوفر التمر البرحي عناصر أساسية لصحة العظام مثل المغنيسيوم وفيتامين “ك”، حيث يعمل المغنيسيوم على تعزيز امتصاص الكالسيوم، بينما يساعد فيتامين “ك” على تقوية العظام وزيادة كثافتها.

بفضل محتواه العالي من مضادات الأكسدة، أظهرت الدراسات أن البلح البرحي قد يلعب دورًا مهمًا في الوقاية من بعض أنواع السرطانات، إذ تبيّن أن مستخلصاته تمتلك تأثيرات مضادة للأورام، مما يجعله خيارًا غذائيًا وقائيًا يحمي الجسم من أخطر الأمراض.
البلح البرحي ليس مجرد فاكهة حلوة المذاق، بل هو غذاء متكامل يجمع بين الطعم اللذيذ والقيمة الغذائية العالية.

كاتبه المقال
إيمان سامي عباس