البيان الشافي حول حديث طلوع نجم الثُرَيَّا وعلاقته بزوال الآفات والأمراض
البيان الشافي حول حديث طلوع نجم الثُرَيَّا وعلاقته بزوال الآفات والأمراض
كتبت…
أمانى المنياوى
قال دكتور
“عمرو حلمى ” من علماء الازهر الشريف والاوقاف ان
البعض يعتقد أن جائحة كورونا سوف تنتهي إلى غير رجعة في رمضان هذا العام ظناً منهم أن ذلك سيكون في يوم19رمضان1441هـ الموافق 12مايو2020م.
ولعل الذين قالوا بوجود علاقة بين طلوع نجم الثُرَيَّا وبين زوال جائحة كورونا استندوا في مزاعمهم الباطلة هذه إلى الحديث الضعيف الذي يقول:«ما طلع النجم قط وفي الأرض من العاهة شيء إلا رفع», والذي فهموا من خلاله أنه إذا انتشر الوباء أو تفشى وباء فإن الله يرفعه وقت ظهور نجم الثُرَيَّا والذي يوافق كل عام يوم 12مايو لأنه يكون بداية قدوم الصيف. وكان الدافع لهم في ذلك هو اعتقادهم الخاطئ الناتج عن سوء فهمهم للأمور الشرعية, واعتمادهم على غير المتخصصين في معرفة صحيح الدين.
أما الحديث الذي استشهدوا به فقد أورده بهذا اللفظ الإمام البوصيري في كتاب«إتحاف السادة المهرة بزائد المسانيد العشرة»,حديث(3383) 4/436, وقال: رواه مسدد بسند ضعيف لضعف عسل بن سفيان.
وأما أصل هذا الحديث فرواه الطحاوي في كتاب«مشكل الآثار»حديث رقم(2427) من حديث عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
«مَا طَلَعَ النَّجْمُ صَبَاحًا قَطُّ وَبقُومُ عَاهَةٌ إِلَّا رُفِعَتْ عَنْهُمْ أَوْ خَفَّتْ».
قال أبو جعفر- الطحاوي: فَعَقَلْنَا بِذَلِكَ أَنَّهُ عَلَى طُلُوعِهَا صَبَاحًا طُلُوعًا يَكُونُ الْفَجْرُ بِهِ، وَطَلَبْنَا فِي أَيِّ شَهْرٍ يَكُونُ فِيهِ ذَلِكَ مِنْ شُهُورِ السَّنَةِ عَلَى حِسَابِ الْمِصْرِيِّينَ؟ فَوَجَدْنَاهُ«بَشَنْسَ»، وَطَلَبْنَا الْيَوْمَ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ ذَلِكَ فِي طُلُوعِ فَجْرِهِ مِنْ أَيَّامِهِ فَوَجَدْنَاهُ الْيَوْمَ التَّاسِعَ عَشَرَ مِنْ أَيَّامِهِ، وَطَلَبْنَا مَا يُقَابِلُ ذَلِكَ مِنَ«الشُّهُورِ السُّرْيَانِيَّةِ»الَّتِي يَعْتَبِرُ أَهْلُ الْعِرَاقِ بِهَا ذَلِكَ فَوَجَدْنَاهُ«أَيَارَ», وَطَلَبْنَا الْيَوْمَ الَّذِي يَكُونُ ذَلِكَ فِي فَجْرِهِ فَإِذَا هُوَ الْيَوْمُ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ أَيَّامِهِ, وَهَذَانِ الشَّهْرَانِ اللَّذَانِ يَكُونُ فِيهِمَا حَمْلُ النَّخْلِ- أَعْنِي بِحَمْلِهَا إِيَّاهُ ظُهُورَهُ فِيهَا لَا غَيْرَ ذَلِكَ – وَتُؤْمَنُ بِالْوَقْتِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنْهُمَا عَلَيْهَا الْعَاهَةُ الْمَخُوفَةُ عَلَيْهَا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ.
ولنا وقفه مع هذا الحديث لمعرفة حكمه من حيث الصحة والضعف, ومعرفة الفوائد التي تضمنها.