التاريخ الأفاك : ما الذي حول فكرة حل الدولتين لحل الدولة الواحدة ؟

التاريخ الأفاك : ما الذي حول فكرة حل الدولتين لحل الدولة الواحدة ؟

بقلم / مصطفى نصار

من النكسة للتطبيع :فكرة تحت إيقاف التنفيذ .
أبطأت النكسة فكرة حل الدولتين لعدم مجي وقتها المناسب و الملائم و تزامن مع ذلك بالاقتراب الفعلي و العملي للكيان المحتل .
و عززت تلك التعزيزات و الاقترابات قوة الاحتلال اللقيط الذي هزم وحده ٣ جيوش عربية كاملة في ست ساعات وخروج مصر بشكل شبه كامل من الخدمة للقضية بفضل انشغالهم بالسياسة و الثروة حسب الفريق محمد الجمسي .

أول معركة فعلية

فبذلك انتقل الثقل الاستراتيجي للاردن التي تشكلت بفعل الاحتلال و النكبة بالفعل لا مجازًا ولا تهويلًا بحق و استخدمت إسرائيل سيناء كقاعدة للضرب و القصف المستمر .
ولهذا عملت المقاومة على تغيير المعادلة عبر عدة تكتيات حربية و تقنية ومنها تنحية الخلافات المتأججة بين القيادات السياسة المصرية وشبيتها في الأردن فتوسعت المقاومة في عمليتها النوعية والفعلية التي مهدت لأول معركة فعلية على أرض الواقع بين جيش نظامي و جيش لا نظامي .
فالاحتلال الإسرائيلي بحسب نيف جودون الأستاذ القانوني و الدستوري في كلية الملك ماري في جامعة لندن ،لا يجيد الضرب و المواجهة و لذلك يسقط مبدأ الحتمية و المناسبة التنفيذية في القانون .

توقف حل الدولتين

و فازت المقاومة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات في معركة الكرامة عام ١٩٦٨ و أدى ذلك لمعرفة تاريخية قوية مفادها أن القوة المباشرة فاشلة متمشيًا بذلك مع قوله تعالى بأن اليهود لا يقاتلوا إلا من خلف جدر أو في قرى و أماكن ضيقة يسهل الوصول لها .
و بالطبع توقفت فكرة حل الدولتين عن التنفيذ بل عن طرحها من الأصل على مستوى السياسة الخارجية فقط لآنتصار المستعمر وصاحب الأرض و من يملك حق التفاوض والتوقف .
ما بعد نصر اكتوبر حتى وادي عربة
يربط السفير السابق لمصر لدى الولايات المتحدة محمد إبراهيم كامل بين السلام المزعوم منذ زيارة السادات للأقصى عام ١٩٧٠م ، وبين تقزمها الدولي معللًا ذلك بأن اليهود يماطلون و يكسبون الوقت إما للتشغيب أو الخروج بشبه انتصار أو كسب مزيد من الوقت لتحقيق توسع أو نفوذ منشود.

لعبة الصهاينة وغدرهم

و كان هذا سببًا وجهيًا في فكر قائد الأركان و مهندس النصر سعد الدين الشاذلي حينما كان سفيرًا لانجلتر لمعارضة هذا المسار بعد إقصائه من السادات عمدًا ،فعارض التطبيع و مساره لعلمه أن التطبيع سيهون و يسيل العداوة بين الدول العربية و الكيان و من ثم سيضيع القضية تحت حجة التعايش السلمي و نبذ الخلافات .
و هذه الملاحظة جديرة بالتدوين إذ أن الصهاينة يلعبون لعبة قوية و غدارة في ذلك الوقت و هي الموافقة النظرية و ليس العملية على عملية السلام و اختراقها بكل سبيل يستطيعونه سواء بالمذابح مثل صبرا و شاتيلا و الأقصى أو استفزاز الرؤساء الصهاينة للحكام العرب .
و يتوازن هذا السلام المزعوم في الأردن نمطًا مشابهًا لمصر إذ عملت الأردن بعد معاهدة وادي عربة المذلة عام ١٩٩٤ على دعم الاحتلال اقتصاديًا و اجتماعيا ويكفي ما ذكرته البروفسور أرئيلا أوزرالي في توفير الغاز و الخضار والأقمشة بنصف سعرها العالمي في دلالة واضحة للانتهاز و الاستحمار .

قواعد اللعبة وجوهرها

و نادى عرفات بحل الدولتين أيضًا لكسب مزيدًا من السطوة و القوة بعيدًا عن الدفاع عن القضية نفسها و نشوب الخلافات بين الاحتلال و السلطة على مستوى السياسة فقط حتى تولى بنيامين نتنياهو مقاليد الحكم في الاحتلال عام ١٩٩٨ و تغيرت قواعد اللعبة لأصلها و جوهرها .
و هذا جعل الغرب يعود بنظره لحل الدولة الواحدة في الغرف المغلقة و هي الدولة الإسرائيلية وتفصيل القانون وعمل خطط بحثية لتغيير الدين من داخله بحجة التسامح و التعايش السلمي و دمقرطة الإسلام أو تحويله للإسلام الإيجابي

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.