التثبت من الخبر أخلاق القرآن وأساس في الإسلام

التثبت من الخبر أخلاق القرآن وأساس في الإسلام

الحمد لله الملك الحق المبين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد:-

فانتشار الشائعات من أكبر الآفات وأشدها ضررا على مجتمع راقٍ متخلق بأخلاق الإسلام، والأمر ليس جديدا حيث اتهمت -في عهد رسول الله ﷺ- أمَّنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها، فاتهمها أهل النفاق والزيغ والضلال بفاحشة هي منها مبرأة، وتلقوا الخبر على الألسن وعلى الأفواه، حتى لم يفكروا عن من يتكلمون، وبماذا يتكلمون وكيف لهذا الكلام أن يثير فتنا، فقال القرآن عن هؤلا “إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ”.
من يمشي بين الناس بالشائعات لابد أن يلاحقه الندم ويلازمه الكذب ولا يفارقه بغض الناس، ولا يُنَصِّلونه عن السفه أعاذنا الله وإياكم من شر كل بلية.
ولذلك علمنا القرآن التعامل مع الخبرحيث قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”.
حتى إن نبي الله سليمان عليه السلام في القصة المشهورة لم يحكم على الهدهد بكذب أو صدق حتى يستوثق من الخبر فقال “قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ”
ولما دخل رجل على عمر بن عبدالعزيز رحمه الله وذكر له عن رجل شيئا، قال له عمر: إن شئت نظرنا في أمرك، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية: ﴿ إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾ وإن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية: ﴿ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾ وإن شئت عفونا عنك؟. فقال: العفوَ يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه أبدا.
أسأل الله أن يعصمنا من الذلل وأن يجنبنا الفتن وأن يرفع عنا البلاء والوباء…آمين

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.