آية الكرسي: درع الحماية و التحصين وسر من أسرار دخول الجنه

آية الكرسي هي إحدى جواهر القرآن الكريم وأعظم آية فيه. تتضمن هذه الآية الكريمة معاني عظيمة تبرز عظمة الله سبحانه وتعالى، وتظهر صفاته الجليلة التي لا مثيل لها. 

كتبت: ريهام طارق 

وردت آية الكرسي في سورة البقرة، السورة الثانية من القرآن الكريم، وتُعرف برقمها 255.، ويُجمع العلماء والمفسرون على مكانتها الفريدة التي تجمع بين التوحيد والإقرار بقدرة الله على كل شيء.  

الآية التي تُسمى “آية الكرسي” هي كما يلي:

“اللَّهُ لَا إِلٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ” (سورة البقرة 255)

اقرأ أيضاً: تعرف على دعاء تحصين النفس من الحسد والسحر والمرض والفقر

النص الكامل لآية الكرسي:

اَللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْ‌ضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْ‌سِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴿٢٥٥﴾ لَا إِكْرَ‌اهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّ‌شْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ‌ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْ‌وَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ اللَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِ‌جُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُ‌وا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِ‌جُونَهُم مِّنَ النُّورِ‌ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ‌ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٥٦﴾

اقرأ أيضاً: أعمال مستحبّة في شهر جُمادى الثاني: فرصة للتقرب إلى الله

عظمة آية الكرسي في القرآن والسنة:

آية الكرسي ليست مجرد كلمات تتلى، بل هي معجزة قرآنية تحمل في طياتها رسالة عميقة عن صفات الله وأسمائه الحسنى. تبدأ الآية بتأكيد وحدانية الله بقول “الله لا إله إلا هو الحي القيوم”، لتُذكرنا بأن الله هو الحي الذي لا يعتريه نوم ولا موت، والقائم على شؤون خلقه بلا ضعف أو نقص. ثم تستعرض الآية ملكوت الله الذي وسع السماوات والأرض، حيث تصف عرشه العظيم الذي لا يدركه عقل ولا خيال.  

في الحديث الشريف، أكّد النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية قراءة آية الكرسي، قائلاً: “من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت”.

كما ورد أنها تحصن المسلم من الشياطين والمكروه، وتُبقيه في حفظ الله وأمانه طوال يومه.  

فوائد آية الكرسي في حياتنا اليومية:

الحماية والتحصين:

تُعد آية الكرسي درعًا واقيًا للمسلم من الشرور، سواء كانت وساوس الشيطان أو أذى الحسد والعين.

كما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه الشيطان حتى يصبح”.

طمأنينة القلب:

عند تلاوة آية الكرسي، يشعر المسلم بسلام داخلي لا مثيل له، فهي تُذكره بقدرة الله المطلقة ورحمته الواسعة.  

تعزيز الإيمان:

تحمل الآية معاني تُرسخ الإيمان في قلبقلب المسلم، إذ تذكره بأن الله وحده هو الحاكم والمالك لكل شيء، مما يعزز من تقواه في قلبه.

البركة في الرزق والعمل:

المواظبة على قراءة آية الكرسي تُفتح بها أبواب البركة والرزق في حياة المسلم.  

الشفاء من الأزمات النفسية:

في لحظات القلق والتوتر، تمنح الآية شعورًا بالراحة وتُعيد التوازن النفسي.  

تفسير مختصر لآية الكرسي 

“الله لا إله إلا هو الحي القيوم“:

تُثبت الآية أن الله هو الإله الوحيد الذي يستحق العبادة، الحي الذي لا يموت، والقائم بذاته الذي يُدبر أمر الكون بأسره.  

– “لا تأخذه سنة ولا نوم“:

يوضح هذا الجزء أن الله في يقظة دائمة ولا يعتريه ضعف كالنوم أو النعاس، مما يطمئن قلوب عباده بأنه دائم الحضور والرعاية.  

-“له ما في السماوات وما في الأرض“:

تأكيد شامل بأن كل ما في هذا الكون هو ملك لله وحده.  

“من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه“:

لا يستطيع أحد أن يتوسط أو يشفع إلا بإذن الله، مما يُظهر مدى هيبته وعظمته.  

 “وسع كرسيه السماوات والأرض“:

صورة تُبرز قدرة الله اللا متناهية، حيث يُظهر عرش الله كرمز لملكه العظيم.  

 “ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم“:

يُختتم الوصف بتأكيد أن حفظ الله لهذا الكون لا يُكلفه مشقة، فهو العظيم في ذاته وصفاته.  

كيف نستفيد من آية الكرسي عمليًا؟

للاستفادة من هذه الآية الكريمة، ينبغي المواظبة على قراءتها في أوقات محددة:  

بعد كل صلاة مكتوبة، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم.  

 في أذكار الصباح والمساء لتحصين النفس.  

 قبل النوم لجلب الطمأنينة والحماية خلال الليل.  

اقرأ أيضاً: أعمال مستحبّة في شهر جُمادى الثاني: فرصة للتقرب إلى الله

في النهاية تبرز مكانة آية الكرسي، العظيمة في قلوب المسلمين كرمز للإيمان والحماية والسكينة. قراءة هذه الآية وتدبر معانيها العميقة يحمل فوائد روحية تمتد تؤثر إيجابًا على مختلف جوانب حياتنا اليومية، و المواظبة على تلاوتها ليست مجرد عبادة، بل هي وسيلة لتعزيز الإيمان وجلب الطمأنينة والبركة. 

اجعل آية الكرسي بداية ليومك وحصنًا لك في مسيرتك، فهي مفتاح للحماية الإلهية ومصدر للسلام الداخلي الذي يحتاجه كل فرد في عالم مليء بالتحديات.