الترنيمة القبطية هل تخلى من قيود عبوديتها؟
الترنيمة القبطية هل تخلى من قيود عبوديتها؟
![](https://www.elmshaher.com/wp-content/uploads/2021/03/images-3.jpeg)
في الفترة الأخيرة شهدنا انحدارًا كبيرًا في
صناعة الترنيمة القبطية الأرثوذكسية، حيث
وجدنا أن الترنيمة انحرفت عن مسارها الروحي
وأتجهت لترتدي ثوب الضمير الفاسد، نعم ثوب
الضمير الفاسد والروح المجردة من روحانيتها
حتى ارتدت ثوب مرقع ومشوه كجسد طفل
حديث الولادة عن تزواج جسدين جسد التجارة
وجسد المادة.
لا ألقي اللوم بل ألوم بشدة لا أنقد بل أنقض
بوجعٍ وبمريرة نفسي التائهة بين الصلاة
الحقيقية وصلاة التزييف المقنَّع، وأبكي حال
الأقباط الذين وقعوا ضحية انعدام الثقافة
والسعي نحو ما هو زائل، الصلاة الحقيقية تزلزل
أبواب السموات، أما الصلاة المزيفة التي تأخذ
هيئة الترنيمة وجسدها فهي بالطبع صلاة مزيفة
يقودها بعض المرتزقة، مرنمون كثيرون تقبع
أذانهم سم الحيات، وتتغلغل إلى قلوبهم حتى
فقدوا الروحانيات في صناعة الترنيمة، المادة
شعارهم الأول التجارة منفذ بيعاتهم، لغة الروح
باتت قشرة خارجية أسفل غشاؤها فارغ، من
يدفع أكثر ينتج أكثر والضحية هم الناس وألقي
اللوم على الناس الذين لا تزمع أذانهم إلى صوت
الحقيقة، الذين يهللون ويجاملون على حساب
الله، نعم على حساب الله، دون فهم ودون
تدقيق، فأي لغةٍ صماء هذه التي تدخل الله
وتنسب له ما هو ليس منه؟
_الترنيمة قلب الله النابض
الترنيمة قلب الله النابض الذي يعطي لخليقته
صلاة من نوع جديد وجميل على صورة شعر
وألحان، القصيدة المسيحية هي قلب الله الذي
يخترق النفس البشرية وقادر أن يحطم قسوتها
المتحجرة، الشعر المسيحي قادر أن يكون مسار
قوي للتوبة وهو كذلك بالفعل، ولا سيما قصائد
البابا شنودة التي أثرت في الكثير من الناس
مسلم ومسيحي، فإذا فقدت القصيدة نبضها
الروحي صارت جسد يتحرك دون الشعور ودون
ميزان الإحساس، لأنه كما نعلم في الفلسفة
الإنسانية بأن الروح لها قوى كبيرة إن أدركها
الإنسان، وأن الشعور والإحساس هما مزج بين
الألحان وتأثير الكلمات، إذا أنخفض الشعور
ارتفع الإحساس وإن انخفض الإحساس ارتفع
الشعور، وشعور الإنسان المسيحي يكمن في
الترنيمة.
![الترنيمة القبطية هل تخلى من قيود عبوديتها؟](https://www.elmshaher.com/wp-content/uploads/2021/03/images-16-1.jpeg)
_الترنيمة القبطية أداة لربح الأموال؟
لا شك بأن تجار الترنيمة قد فقدوا انسيابيتهم،
وخضعوا تحت قيود المادة، قال لي الكثير بأن
الترنيمة تتكلف الكثير فمن حق المرنم بأن
يتقاضى أجره، لأن هذا هو عمله، فقلت لهم لا
أتحدث عن ما يتقاضونه، بل أتحدث عن ما
ينتجونه ويستعرضوه، ليس لدي مانع بأن
يتقاضى المرنم نسبة أو أجر على ما يقدمه من
الترانيم ولكني لدي كل المانع بأن أعترض على
قيمة ما ينتجوه، لأنه يسيء إلى صورة الله
المتجسدة في الترنيمة، كن تاجرًا في أي شيء
تريده ولكن لا تاجر بالله.
_تجارة الترنيمة متاجرة بروح الله
إذا استغل شخص ما شيء يخص الكنيسة فإنه
يتاجر بالكنيسة، وإذا استغل شيء يخص الله
فهو يتاجر بالله، فالله ليس أداة للربح، وليس
على حساب الترنيمة القبطية، لأني أرى الترنيمة
تبكي وتعيش حالة من الحزن والكآبة على ما
صارت عليه، الجميع يريدون أن يغتصبوها، نعم
الترنيمة صارت مغتصبة، مغتصبة من رواد
التجارة والإنتاج ليس كلهم بالطبع ولا أوجه
كلامي لشخص بعينه بل أوجه كلامي في العموم
لأني حين أمسك قلمي وأقرر أن أكتب فإني
أكتب للحقيقة وحدها لا يهمني إنسان أيًّا كان،
إني أكتب لإنساني أولاً قبل إنسانكم إذا كان
إنسانكم مازال يعي ويفكِّر ويفرق بين الحقيقة
والتزييف.
![الترنيمة القبطية هل تخلى من قيود عبوديتها؟](https://www.elmshaher.com/wp-content/uploads/2021/03/images-17.jpeg)