التعليم بين ضياع الأوطان وبناء الإنسان

التعليم بين ضياع الأوطان وبناء الإنسان

كتب: مصطفى نصار

مقدمة نحو البدء في تدقيق في الأهداف:

للوهلة الأولى عندما ترى الجزار الذي علق الذبيحة على عمود المونوريل فلابد أننا نرى مشهدًا آخر و هو التسليع التعليمي السائد بين أوساطنا الثقافية والاقتصادية، وهو ما يجعلنا نطرح أسئلة منطقية حول الكفاءة والعمل والنجاح والفشل وهو ما سنلمح إليه بشيء من التفصيل هنا.

في البدء: كانت الكفاءة والمهارة.

يعرف التعليم على أساس إنه القوة والمهارات الداعمة لصقل وبناء الإنسان القادر وتكوين وعي كافي بما يجري من حوله.

وهذا تعريف مقتضب ولكنه يحمل في طياته جوهر من الصدق.

ووفقًا لمنظري المعرفة ككواين فإن الصدق هو محرك المعرفة وضامنها الوحيد. ونتيجة لذلك، أصبحت المعرفة الصادقة هي لب المدرسة المثالية، والمهارية هي أساس التعلم لدى البراجماتين، ومن هنا أضحت اللغة والتعلم ككل مهارات تكون خبرة.

ونتيجة لذلك أضحى التعريف الخاص بالتعليم يتضمن مثلث من الأفكار، وهي الكفاءة، والمهارة، والمعلومات.

وهنا نسأل هل هذا تعلم يضمن حياة حقيقة للإنسان؟ ويطرح موضوعًا قابلًا للنقاش ويتعلق بمدى فشل التعلم بشكل عام وفي العالم النامي على وجه الخصوص.

مهارة أم تأمل وتكريم؟!

ويأخذ يوسف بروجلر نقطة انطلاق نحو البدء منها لنقد وتفكيك التعليم الحديث، وتلك النقطة تتمثل في غياب المعيار لقياس مدى وفشل التعليم والنجاح، فالتعليم أو التعليب، كما أطلق عليه أحمد أبو زيد، هو مصمم بشكل جيد للإنسان في القرن الثامن عشر و التاسع عشر، ولذلك، يصبح الإنسان مدجنًا لا يعرف أسس إلا هدف واحد، وذلك الهدف هو تحقيق النمو الاقتصادي على مستوى الدول، وتحقيق الذات على مستوى الأفراد، ويضاف على ذلك عدم إعطاء الوقت للتأمل والتدبر ومعرفة المعنى الحقيقي، وهو ما تعجب منه بيجوفيتش ووصفه بالتعليم الآلي، وهو نوع من التعليم يهدف لتخريج تروس لا بشر، وهذا يترك سؤالًا جوهريًا في العقل، وهو أيمكن لهذا التعليم بناء إنسان مستحق لتكريمه؟

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.