«التعليم» تعلن تفاصيل النظام الجديد للثانوية العامة: إلغاء الامتحانات المجمعة وتقييم شامل يعتمد على السلوك والمواظبة

قرار وزاري جديد يعيد هيكلة التعليم الثانوي: نظام الدراسة والتقييم في مصر يشهد تحولا جذريا

كتب باهر رجب

النظام الجديد للثانوية العامة

في خطوة تعد الأكثر جرأة خلال السنوات الأخيرة، أصدر الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني القرار الوزاري رقم (٢٣٤) لسنة ٢٠٢٥، الذي يعدل أحكام القرار الوزاري السابق رقم (١٣٨) لسنة ٢٠٢٤، بشأن تطبيق نظام الدراسة والتقييم لطلاب المرحلة الثانوية، حيث سيبدأ التطبيق اعتبارا من العام الدراسي ٢٠٢٥/ ٢٠٢٦.

 

رؤية شاملة لإعادة الهيكلة

النظام الجديد للثانوية العامة يأتي هذا القرار في إطار سلسلة من الإصلاحات التي تتبناها وزارة التربية والتعليم لتحسين جودة التعليم الثانوي في مصر، حيث يهدف إلى تحقيق توازن بين الجوانب الأكاديمية والعملية، مع التركيز على تنمية المهارات الحياتية والتفكير النقدي لدى الطلاب، بديلا عن نظام الحفظ والتلقين التقليدي .

 

المواد الدراسية والأنشطة: تنوع يعزز التعلم الشامل

 

للصف الأول الثانوي (العام – بكالوريا)

المواد الأساسية المضافة للمجموع: اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأولى، التاريخ، الرياضيات، العلوم المتكاملة، الفلسفة والمنطق.

المواد الأساسية للنجاح والرسوب فقط: التربية الدينية، اللغة الأجنبية الثانية، التربية الرياضية، البرمجة والذكاء الاصطناعي.

الأنشطة التربوية والمهنية (يختار الطالب نشاطا واحدا): التربية الفنية، التربية الموسيقية، الاقتصاد المنزلي، الكشافة والمرشدات، المسرح والتمثيل، الصحافة والإذاعة، خدمة المجتمع وتنمية البيئة، النشاط العلمي الإبداعي، المطالعة والمكتبات، تكنولوجيا الصناعة، تكنولوجيا الزراعة، ريادة الأعمال والمشروعات .

 

للصف الثاني الثانوي

الشعبة العلمية (مواد مضافة للمجموع): اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأولى، الرياضيات، التاريخ، الكيمياء، الفيزياء.

الشعبة الأدبية (مواد مضافة للمجموع): اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأولى، التاريخ، الجغرافيا، علم النفس والاجتماع، الرياضيات.

مواد مشتركة للشعبتين (نجاح و رسوب فقط): التربية الدينية، اللغة الأجنبية الثانية، التربية الرياضية، التربية الوطنية.

الأنشطة التربوية والمهنية: نفس قائمة الصف الأول الثانوي .

 

للصف الثالث الثانوي

شعبة العلوم (مواد مضافة للمجموع): اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأولى، الأحياء، الكيمياء، الفيزياء.

شعبة الرياضيات (مواد مضافة للمجموع): اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأولى، الرياضيات، الكيمياء، الفيزياء.

الشعبة الأدبية (مواد مضافة للمجموع): اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأولى، التاريخ، الجغرافيا، الإحصاء.

مواد مشتركة لجميع الشعب (نجاح و رسوب فقط): التربية الدينية، اللغة الأجنبية الثانية، التربية الرياضية، التربية الوطنية.

الأنشطة التربوية والمهنية: نفس القائمة السابقة .

 

نظام التقييم: من الفصل الدراسي إلى التقييم الأسبوعي

يمثل نظام التقييم الجديد نقلة في طريقة قياس أداء الطلاب، حيث اعتمد القرار على نظام تقييم شامل يعتمد على طرق متعددة  للتقييم، مما يضمن متابعة مستمرة لأداء الطلاب طوال العام الدراسي. وتوزع درجات التقييم للفصل الدراسي الواحد كالتالي:

امتحان نهاية الفصل الدراسي: ٣٠٪

اختبار شهري (1): ١٥٪

اختبار شهري (2): ١٥٪

السلوك والمواظبة: ١٠٪

كشكول الحصة والواجب: ١٥٪

التقييم الأسبوعي: ١٥٪

 

كما ينص القرار على تطبيق معادلة تقييم جديدة تحول متوسط درجة الطالب إلى درجة على 100، مع اشتراط حصول الطالب على ربع الدرجة في الورقة الامتحانية لكل فصل دراسي على حدة للنجاح. وبالنسبة للطلاب الذين لم يجتازوا النسبة المطلوبة، يعقد لهم دور ثان، ويعد اجتيازه شرطا للانتقال إلى الصف الأعلى .

 

تقييم الأنشطة: بين العملي و النظري

أكد القرار على أن تقييم مادة التربية الرياضية للصفين الأول والثاني الثانوي سيعقد عمليا فقط، بينما لن يعقد للصف الثالث الثانوي أي امتحانات في هذه المادة. أما بخصوص الأنشطة، ففي حالة اختيار الطالب لأحد الأنشطة المهنية (تكنولوجيا الصناعة، تكنولوجيا الزراعة، ريادة الأعمال والمشروعات)، يتم عقد امتحان عملي فقط، ولا تضاف الدرجات للمجموع. بينما في حالة اختيار أحد الأنشطة التربوية، يكتفى بتقديم بحث من ثلاث صفحات .

 

اليات التعامل مع الطلاب المتغيبين و الراسبين

أوضح القرار آليات محددة للتعامل مع حالات الرسوب أو الغياب بعذر قهري، حيث يسمح للطالب بإعادة الامتحان لمرة واحدة فقط في المواد التي رسب فيها، ثم التقدم للامتحان من الخارج برسم قدره 200 جنيه مصري، ولمدة عامين فقط. كما نظم القرار آليات التعامل مع الطلاب المتغيبين بعذر قهري، حيث يسمح لهم بأداء امتحان الدور الثاني بالدرجة الفعلية في حاله اعتماد العذر من الوزارة .

 

رؤية أوسع: نظام البكالوريا والخيارات المتعددة

يذكر أن القرار الجديد يأتي في إطار تطوير نظام البكالوريا المصري كخيار متوازى لنظام الثانوية العامة التقليدي، حيث يركز على تنمية المهارات الفكرية والنقدية، والتعلم متعدد التخصصات، مع إتاحة فرص متعددة لدخول الامتحان مرتين في العام الدراسي الواحد . وقد أكد وزير التربية والتعليم أن المواد الدراسية في نظام البكالوريا هي نفسها مواد النظام التقليدي باختلاف لا يتعدى 20% في مواد المستوى المتقدم بالصف الثالث الثانوي، مما يضمن تكافؤ الفرص بين النظامين .

 

انعكاسات متوقعة: نحو تعليم أكثر توازنا

يعكس هذا القرار رؤية استراتيجية لتطوير التعليم الثانوي في مصر، حيث يحقق العديد من  الأهداف:

تخفيف العبء النفسي على الطلاب من خلال تعدد فرص التقويم.

تعزيز التعلم الشامل من خلال دمج الأنشطة التربوية والمهنية.

تحسين جودة التقييم بالاعتماد على وسائل متعددة تقيس مهارات متنوعة.

مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب من خلال تعدد الخيارات والمسارات.

كما يعد إدراج مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب الصف الأول الثانوي كمادة خارج المجموع خطوة مهمة تجاه مواكبة متطلبات العصر الرقمي .

 

خاتمة: خطوة على طريق الإصلاح

يمثل القرار الوزاري الجديد نقطة تحول في مسيرة تطوير التعليم الثانوي في مصر، حيث يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين المحافظة على المواد الأساسية والتقليدية وإدخال مواد وأنشطة تعكس متطلبات العصر. كما يؤكد على أن رحلة الإصلاح التعليمي مستمرة. وأن القيادة السياسية والتعليمية في مصر عازمة على إحداث تغيير جذري في المنظومة التعليمية. يضع مصلحة الطالب وتنمية مهاراته في القلب من العملية التعليمية.

مع بدء تطبيق هذا النظام في العام الدراسي 2025/2026، سيكون المجتمع التعليمي في مصر على موعد مع فصل جديد من فصول تطور التعليم. الذي نأمل أن يسهم في إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات. ومواكبة متطلبات القرن الحادي والعشرين.

هذا المقال الصحفي يستند إلى القرار الوزاري رقم (234) لسنة 2025 والصادر عن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر. كما يستند إلى تغطية إعلامية موثقة للقرار .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.