التقينا … بقلم/ على الحسينى المصري

التقينا    

بقلم/ على الحسينى المصري

عندما انهمر مطر الهوى
عشقتك بكل قطرة
ألف عصر وألف نور
ولكن شاءت الأقدار
أن تدور الأمنيات
حتى تنفجر عزائمنا حتى تثور
واغتربنا ثم رجعنا
ثم اغتربنا ثم رجعنا
وكنت كلما رجعت أنذر النذور
إن وجدتك وألتقيتك
أن نرقص أنا وأنت على أوتار النور
وأن نلهو معا كطفلين
في جنون البراءة. والسرور
ولكن الوبا في كل مرة
كان يغتال الطيور
كان يغلق ممرات السطور
كانت كل الجسور مقطوعة
وال معابر كانت يسكنها النمور
كانت كل ساعات في أيام الوبا وحوش كاسرة
تراود عزائمنا أن تخور
كأنها سموم طفت على فوهات القدور
كأنها بذور لا تنمو وجنيات مخاملها شرور
وكانت كل العلامات إرهاصات موت تدور
ولكني لم أيأس يوما ولم أثور
وفي كل صباح كنت
أزرع أمنياتى على الطريق زهور
وأؤكد أن أرض الأمال لن تبور
ما دامت تتخللها الأنهار وتحملها البحور
مادام حبنا فى رحم الأيام منثور
ما دام الإيمان مازال يسكننا
وما بقينا نشعل أعواد البخور
وما دامت الصراحة باقية في الصدور
وما دامت الشمس تبتسم من خلف الستور
ولا أنكر أن النغم الحزين عاش في قلبي عصور
كان كرعاف يسقط فيغطي السطور
ولا أنكر أن الشجن مزقني وملأ دواتي بالدموع
ولكني لم استسلم يوما للثبور
ولم أعطى اذني لعزيف القبور
كنت مثل طود شامخ يركض طافيا فوق البحور
كنت كفارس جسور
صامد وعاشق وصبور
وكنت كلما حاصرتني الآلام اطير. فوق الطيور
باجنحة من ابيات شعر ومن سطور
واحلق حتى أبلغ فأحطم اعشاش الشرور
وأدعو. طيور الفرح والأمل والسرور
كنت اكتب اسمك على باب حجرتي بالنور
فإن كلت عيني ابني بالصوت قصور
وأطلق اسمك على أسماء تلك القصور
على الشبابيك والأبواب والستور
واتمنطق بأشعة من حبور
اعبر بها كل الايام والعصور
واحطم كل صخور الفراق والعناد الكفور
وعشت كقمر يضوى فى الصور
يلهث جريا فوق الأودية والصخور
يصرخ بأشعته فوق الاودية والزروع
أغني احبك. وعزم عشقي لن يخور
احبك احبك ولست في حبك مغرور
حبيبتى يا واسعة المدى كالقصور
يا أيقونة الزمن وغازية القلب الصبور
لم يضيع الطريق منك يوما أو يمور
انت الذي إذا حلت ضفائرها حلت عطور
وأتى الربيع في ثوب من الزهور
أنتى من زرعتى حدائق قلبى بالبدور
وعلى مأزرى وجلدي رسمت محياكى
وعجز قلمي أن يصفك وانت حور
ولا أملك إلا الوقوف أمامك مسحور
وفي كل رؤيا وفي كل لقاء بت بك مخمور
تمنعني خشيتي إن تكلمت عنك أن عليك اجور
ولكني ما زلت أذكر انه أتى يوم معمور
فيه رحلت كالظل من فوق آجنحة الطيور
وأقسمت أني لن أعود
وسألت نفسي بعد القسم هل لي من عودة؟؟
هل سيأتي يوما واعود ؟؟!
أحل لي. ان اعود ام محرم علي أن أعود
وكم افتيت نفسي أنه ربما أبدا لن أعود
ولكن شيئا ما اعادني من الجمود
ربما كانت أمنياتك البريئة الطاهرة الرهود
وربما قد حان الوقت لاقدارنا ان تجود علينا
ولما عدت و التقينا
لم تسألني أين كنت ولم تسألني أين غبت
وقالت إنها كانت واثقة اني سأعود
وكل ما سألتني عنه امراءة
كانت. قبل أن ارحل في قلبي وكنت بها موعود
مرت بأرض هوايا فنثرت فيها الوعود
كانت تخشى على منها لأنها عنود
أن تجني علي بحمقها. وجورها الغرور
فاشحت وجهي عنها. ولم اجبها
وتنهدت ونظرت للسماء
. وانشدت اقول :
نعم كانت لى حبيبةً قبلها
بالحب كم خطبت ودها
ولكنها للغرباء قد باعت عمرها
إن عادت عادت فى ثوب ليس لها
رحلت لياليها ذابت كلها
هذا الأريج الذى تدعيه ليس فلها
هذه الافراح لم تكن يوما لها
لا احتمال ولا أقول لعلها
تبخرت لياليها الحيرى وتاهت فى الزمن
وتراقصت الصور فى عين خضراء الدمن
ورقصت على الأسلاك كعروس الخبل
كم زهت كالورود بين أحضان الجبل
وقالت حبيبى لا أمل
قد باعد بيننا الطريق ولنودع حينا
لم تعد أنت أنت ولم أعد أنا
لقد جنينا من الزمان مر الجنا
ومازلت تحلم بالسعادة والهنا
نعم انا بالحب والغرام مؤمنه
ولكن لم تعد أنت ولم أعد أنا
هكذا كان. جوابها وهكذا كان حبها
زيف في زيف في رماد نبا
وعجز في شباب يتظاهر بالصبا
فأي إيمان إيمانها يا سما؟!!
وكيف يقال للنور نور بلا سنا
وكيف لا أعود
وهذه المخلصة الصدوق غيرها
تعاير الأعناق لما شبت بالتقى
ورغم البساطة حسناء فارهة
هذه الطاهرة كم طافت حولنا
بمرح الطيور والطفولة عاشت لنا
لولاها ما عرفت معنى السعادة
والوئام
وتركت رأسى فوق صدريك
وطار العمر كاسراب اليمام
وفي انعدام الوزن والانسجام
صرت كيوبيد في زيوس بلا صدام
صرت طفلا بين أحضان أمه
لا يرضى بغير احضانها مقام
يتمنى أن تتحول كل ليلة
إلي أعوام
ويخاف أن يأتيه صبا الشباب
فيفصمه عن حنانها. بالاحتشام
صرت المفتون والمتعلق على الدوام
بالجيد والقد والنحر الحُسام
وعندما أذكرك لا اذكرك الا شوقا واهتمام
ولم يحدث ان ذكرتك عظة أو سقام
اما من تسأليني عنها. فلا اذكر
عنها أي شئ غير اضغاث احلام
أولا اذكر إلا يوم أن علقت بالألام
وذبحت صدرى بسكين الكلام
لما زرعت حقول الوجد
وحصدت الملام
يوم ان فقدت الوطن والاسم والعنوان
اما الان فلا عنوان لي غيرك يا عمري
وانازع الحلم غيرة وابتسام
وقد اسهر. بعض الليالي
ولكن ليس من أجل بؤس الغرام
بل
من أجل ان أؤدى شكر نعمتي
سجودا وقيام
والجام الذى بيديك أنما فيه الأفتنان
وهذا الكاس الذى يلهو في يدك
يحدث خاتمك عن. السلام
عن السعادة. والهنا. والهيام
ومن ثغرك. أقطف الزهر عوام
نحن اتحدنا والتصقنا في احتدام
نحن ذوبنا في جسم وروح واحدة
وتلاشينا معا فى اتحاد ذا احترام
مثل الهواء فيه غبار متحد بعطر
حوام
نحن التقينا. بعد البعاد وهزمنا
الأيام
فإن فرقنا الموت
سيظل الذكر يجمعنا وحديث الغرام
نحن التقينا نحن ألتقينا والسلام
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.