التكنولوجيا تحمل مفتاح الإنتاجية والصحة في أمكنة العمل

التكنولوجيا تحمل مفتاح الإنتاجية والصحة في أمكنة العمل

فينسنت لافيرن، نائب الرئيس الإقليمي، هندسة الأنظمة، لدى شركة »إف5 نتوركس« يشرح لماذا تحتاج الأعمال في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا إلى تحسين قدراتها في تسخير التكنولوجيا لرفع الكفاءة والإنتاجية.

تضخ الشركات في أنحاء العالم استثمارات بمليارات الدولارات في برامج تعنى بصحة موظفيها كل عام، ويبدو أن هذا التوجه معد للازدياد.

السبب لا تصعب رؤيته. حيث أظهر مسح لمؤسسة تخطيط المزايا الصحية للموظفين بأن أكثر من نصف الشركات التي تقدم هذا النوع من البرامج لموظفيها قد شهدت تغيبًا أقل عن العمل، فيما كشفت نسبة 66% من الشركات عن تحقيق مكاسب في الإنتاجية.

لكن نجاح تلك المبادرات غير مضمون. فعند التعامل مع برامج صحة الموظفين في الشركات كوصفة سريعة لتلبية المتطلبات فيحتمل أن تتسبب الشركة بخيبة واسعة وسريعة بين موظفيها، ناهيك عن إضعاف الأداء.

لحسن الحظ قدمت لنا التكنولوجيا ميزة فارقة عند بناء أمكنة عمل القرن الواحد والعشرين بمستويات جديدة بالكامل من الإنتاجية والصحة للموظفين. فنحن اليوم نتمتع بغنى معلوماتي ليس له سبق في التاريخ، وأصبح من الاعتيادي الاستفادة من أحدث ما توصلت إليه التقنيات في تحليل البيانات فضلاً عن الاتصالات فائقة السرعة. لذلك لا حجة تمنعنا من فهم المشهد الكامل وتجهيز أمكنة العمل بكل ما يحتاجه الموظف لأجل الازدهار والنجاح.

  • البيانات سيدة المشهد. من الضروري جمع بيانات صحيحة عن رضا الموظفين وسلوكياتهم. وهذا الأمر يستدعي بطبيعته تحقيق توازن دقيق. فلا يجب التطفل الزائد عن الحد، وبالمقابل لا ينبغي التخبط في ظلام انعدام البيانات. فعلى سبيل المثال، إجراء تحليل بيانات المزايا الصحية التي تقدمها الشركة قد يمكنها من الاستجابة بسرعة بحسب تفاعل الموظفين مع الخيارات الصحية المتاحة واستخدامهم لها. وكخطوة تالية تستطيع الشركة عندها تفصيل المزايا الصحية لموظفيها بحسب كل حالة فردية.

  • ترجمة الأقوال بالأفعال. كثرة من شركات اليوم تجمع البيانات بطرق كانت مستحيلة قبل سنوات قليلة مضت. فعلى سبيل المثال، إعطاء الموظفين أجهزة قابلة للارتداء مزودة بحساسات لمراقبة مدة جلوسهم ومشيهم وإيماءاتهم وحديثهم وعملهم أمام لوحة المفاتيح هي بادرة جيدة. يتبع هذا معالجة تلك البيانات المجمعة في خوارزمية تحتسب ظاهريًا مقدار “سعادة” كل موظف في الوقت الحقيقي. أظهر بحث أجرته مجموعة »بوبا« Bupa للرعاية الصحية أن ثلاثة من أصل خمسة موظفين يتشجعون على الاهتمام والتفكير في صحتهم ورفاهيتهم إن أتيحت أمامهم الأدوات والتقنيات الرقمية. كما يقدّر موقع البحث عن الوظائف »جلاس دور« Glassdoor هذه السنة استخدام 13 مليون جهاز قابل للارتداء للياقة البدنية وتعقب الأنشطة في أمكنة العمل. وهذه ليست دعوة إلى وجوب شراء أسوار اللياقة الصحية بالجملة لكافة الموظفين، إلا أنها تعطي فكرة عن طريقة لدمج الحلول الذكية والتكتيكات الرقمية بحذاقة ضمن البرامج الصحية القائمة. فرفع مستويات الصحة الإجمالية عند الموظفين يرفع من اليقظة والوعي ويدرأ الأمراض ويخلق بيئة عمل أكثر ديناميكية بشكل عام.

 

  • الصحة متعة. إضفاء بُعد ترفيهي لبرامج صحة الموظفين هي طريقة رائعة لتحفيز النشاط والمنافسة. وقد ينطوي هذا على تنظيم مسابقات للياقة البدنية تدخل أقسام الشركة في منافسات، مع تقديم جوائز دورية لمن يحقق أفضل أداء. يضاف إلى ذلك استخدام الألعاب والتحديات الذهنية التفاعلية التي تساعد في الحفاظ على حدة النشاط العقلي عند الموظفين. وقد أثبت البحث بأن الأنشطة العقلية تلك لها تأثير إيجابي على الإنتاجية والتيقظ في أمكنة العمل.

 

  • التصميم لأجل السعادة. تصميم مكان عمل يفضي إلى الإنتاجية يبقى تحديًا على الدوام. كثيرًا ما نجد أنفسنا محشورين ضمن مساحات عمل مربعة مثل القطعان، مجبرين على العمل تحت وطأة إنارة حادة. البحث كشف لنا الحاجة إلى استراحة بعيدًا عن الشاشات وإلى مساحات مفتوحة والخروج إلى الطبيعة. تستطيع التكنولوجيا الذكية بدورها مساعدتنا على ابتكار مناخ مريح يشجع على الإنتاجية والسعادة، ويتضمن هذا إنارة تعمل بالذكاء الاصطناعي تتكيف على مدار اليوم حسب المزاج المحيط، إضافة إلى تنبيهات لمباشرة أنشطة بدنية معينة، أو حتى أنظمة عطرية لتحفيز الحواس وتعزيزها.

  • الوعي والتوعية. الوعي الأساسي كان من أحد أكبر المعضلات المتصلة بالصحة في أمكنة العمل. فبحسب مسح أجرته مؤسسة البحوث»راند« عن أكثر أماكن العمل صحة في بريطانيا، نالت 79% من الخدمات والمرافق المقدمة لتعزيز صحة الموظفين معدل وعي متدن بها. فالخدمات والنوايا الحسنة تبقى دون فائدة إن لم يعلم أحد بوجودها. تتوفر مجموعة متنوعة من خيارات التواصل المتاحة للتأكد من فهم الموظفين للفوائد الحالية والمستقبلية بشكل كامل، بما في ذلك مبادرات الاتصال الداخلي، وتقديم محتوى مخصص على شبكة الإنترانت، وتطبيقات التراسل ووسائل التواصل الاجتماعي.

تقع اليوم المسؤولية بحق على عاتق قادة الأعمال للحفاظ على جس نبض مكان العمل وصحة الموظفين فيه. وإذا تم تسخير التكنولوجيا بشكل صحيح فيمكن أن تؤدي إلى تغيير جذري في مكان العمل. ينبغي الاستماع دومًا لما يحصل ومن ثم التكيف، إضافة لجمع البيانات والاستجابة وفقًا لمعطياتها. فالقوى العاملة المنعزلة أو المعتلة أو التي تشعر بالخذلان سوف تؤثر سلبًا في النهاية على نتائج الشركة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.