التكنولوجيا وانتهاك الخصوصية بقلم الإعلامية د.هالة فؤاد

التكنولوجيا وانتهاك الخصوصية
إن التكنولوجيا هي التطبيق العملي للنظرية وعلم التطبيق أو علم الإداء ، والثورة التكنولوجية التي حدثت في القرن العشرين تعتبر من أهم النقلات التي حدثت في تاريخ البشرية ، وتعتبر التكنولوجيا مهمة لأنها تستخدم في جميع مجالات الحياة العملية .

التكنولوجيا وانتهاك الخصوصية

وللتكنولوحيا فوائد كثيرة منها:
المساهمة في تسهيل البحوث العلمية إذ وفرت شبكة الإنترنت الحصول على كم وفير جدا من المعلومات بسرعة ، المساهمة في التدخل لإجراء العمليات الجراحبة والمعقدة والقسكرة والجراحة بالمنظار ، المساهمة في تحسين عملية التعلم وزيادة فرص التعلم من خلال حضور دورات تدريبية وتعلم دروس مختلفة مباشرة عن طريق الانترنت كتعلم لغات مثلا ، التعلم عن بعد الذي بتيح للطلاب التعلم في الوقت المناسب لهم .
تمكن التكنولوجيا أيضا مو الحصول على الأخبار طوال اليوم ، كما تقدم التكنولوجيا فرص لذوي الإحتياجات الخاصة ممارسة حياتهم بسكل طبيعي من خلال أخذ الحصص والدروس المختلفة .
إن من أهم فوائد التكنولوجيا هو تسهيل التواصل بين الناس ، حيث جعلت العالم الكبير يبدو كأنه قرية صغيرة من خلال الوسائل المختلفة والتي تنوعت من الهاتف الثابت والهاتف المحمول ، لتصل لشبكة الإنترنت والتي من خلالها يستطيع الناس التواصل مع بعضهم البعض عبر القارات والبلدان المختلفة .

سلبيات التكنولوجيا 

ولكن مع كل هذه الفوائد والآثار الإيجابية للتكنولوجيا نجد أن لديها بعض السلبيات والتي من أهمها آنتهاك الخصوصية .
والخصوصية هي قدرة الفرد أو الأشخاص على عزل أنفسهم أو معلومات عنهم وبذلك فآنهم يعبرون عن إنفسهم بطريقة آنتقائية ومختارة ومصطلح الخصوصية ، في الأصل يشير آلى نطاق الحياة الخاصة ، وفي العقود الأخيرة تطور على نطاق أوسع ،ليضمن الحق في السيطرة على البيانات الشخصية .

 مفاهيم الخصوصية 

حق الفرد في أن يترك وحيدا ، حقه في السرية إو إخفاء أية معلومات عن الأخرين ، التحكم في إستخدامات الأخرين للمعلومات الشخصية للفرد .
إنتهاك الخصوصية:
آنتهاك ااخصوصية هو الآطلاع على خصوصيات الأخرين دون علمهم أو إذن متهم حتى وآن لم تكن أسرارا ، ولإنتهاك الخصوصية الكثير من الأشكال والأساليب كمتابعة المواقع التي يزورها المستهدف ، على شبكة الآنترنت أو السلع التي تشد إنتباهه لدراسة سلوكه الإستهلاكي ، ومنها أيضا الإطلاع على ملفاته الشخصية التي توجد بجهازه مثل الصور الشخصية أوأوراق العمل مثلا .
إن خطر آنتهاك الخصوصية يأتي من نشر الصور والفيديوهات الخاصة بالمناسبات الأسرية والتي يمكن أن تؤخذ للتشهير إو الإبتزاز .
ونظرا لأن الإنترنت يسهل جمع البيانات الشخصية ومعالحتها ونقلها ، فالتصفح والتجول عبر الآنترنت يترك لدى الموقع المزار كمية واسعة من الملومات ، حيث يترك المستخدم أثارا وعلامات كثيرة تتصل به بشكل يجبات رقمية عن الموقع الذي زاره والأمور التي بحث عنها ، والمواد التي قام بتنزيلها والرسائل التي أرسلها ، مما يجعل هذه المعلومات والبيانات الخاصة عرضة للإختراق أو التشهي إو التزوير .
هناك بعض المعلومات التي يمكن للمرء أن يعطيها لمن شاء ومن لم يشأ، والبعض الإخر يمكن أن يمنحها بحذر بينما هناك بعض المعلومات التي يجب أن تظل بعيدا عن التداول عبر الإنترنت مهما كانت الأسباب .
ومنها التاريخ الجنائي ، المعلومات المالية مثل المدخرات ، والدخول والضرائب ، المعلومات الطبية د خطط السفر ، المعلومات عن الإهل والأقارب والأصدقاء بما في ذلك التليفوو والبريد الآلكتروني ، هذه المعلومات آحذر نشرها على الإنترنت .
وهناك معلومات يمكن أن تعطيها بحذر : مثل تاريخ الميلاد، الوظيفة ، الحالة الآجتماعية ، عضوية النقابات والهيئات ، الهوايات والعادات .
الإسلام وخصوصية الإنسان:
إن الإسلام حث على إحترام خصوصية الأخرين وعدم المساس بها فنجد القرأن الكريم
ينهانا عن التجسس والغيبة .
قال الله تعالى : ( ولاتجسسوا ولايغتب بعضكم بعضا ) .
صدق الله العظيم
ومن تعاليم رسولنا الكريم أن ( من حسن إسلام المرء تركه مالايعنيه ) رواه الترمذي.
وقال أيضا : من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله في الديا والأخرة . رواه النسائي .
وقال: لاتؤذو المسلمين ولاتعيروهم ولاتتبعوا عوراتهم ،فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورتة ، ومن تتبع الله عورتة يفضحه ولو في جوف رحله . رواه الترمذي
وقال: من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فإنما ينظر في النار . رواه أبو داود.
من هذا نجد أن الإسلام أقر بخصوصية الإنسان وبحقه في أن يعيش في أمان ، كما أقر بحق الإنسان في حماية حياتة الخاصة ومعلوماتة الشخصية .
ونظرا لأن تتبع المعلومات الشخصية ومايتبعها من إبتزاز أو تشهير مثلا يهدد أمن المجتمع وإستقراره لذلك وجب سن قوانين تحترم الحرية الشخصية والحياة الخاصة للمواطن .
قانون الخصوصية :
قانون الخصوصية هو مجال قانوني يهتم بحماية والحفاظ على حقوق الخصوصية للأفراد ، وتنص المادة ١٢ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه :
( لايجوز تعريضرأحد للتدخل التعسفي في خصوصياتة، شؤونه العائلية ، المنزلية أو مراسلاته ولا المساس بشرفه وسمعته ، كل الأشخاص لديهم حق حماية القانون لهم ضد تدخلات أو إنتهاكات كهذه).
الخصوصية في القانون المصري :
يذكر القانون المصري أنه لحياة المواطنين الخاصة حرمه ، وسريتها مكفولة ، ولايجوز مصادرة المراسلات البريدية والبرقية والإلكترونية والمحادثات الهاتفية وغيرها من وسائل الإتصال ، ولامراقبتها ، ولا الإطلاع عليها إلا لمدة محددة وفي الأحوال التي يبينها القانون وبأمر قضائي مسبب .
وقد فرض قانون العقوبات عقوبة جنائية على كل من يقوم بجمع صور في أماكن خاصة أو قام بتسجيلات تنتهك حرمة الحياة الخاصة للمواطن ، كما أن هناك قوانين جاءت على حماية البيانات الشخصية لشرائح بعينها كعملاء البنوك ، والعاملين ، والمرضى كما نصت قوانين العمل ، والبنوك والأحوال الشخصية .
قانون مكافحة جرائم الإنترنت:
حمل قانون جرائم تقنية المعلومات ، والذي وافق عليه مجلس النواب ، في مادته ٢٥ نصا يجرم تسريب البيانات الشخصية إلى موقع إلكتروني أو نظام لترويج السلع أو الخدمات دون موافقة المستخدم ، ويعاقب المتورط في ذلك بالحبس مدة لاتقل عن ٦ أشهر وبغرامة لاتقل عن ٥٠ ألف جنية ،ولا تحاوز ١٠٠ ألف جنية .
ونصت المادة ٩ على أن يعاقب بالحبس مدة لاتقل عن ٦ أشهر ، وبغرامة لاتجاوز ١٠ ألاف جنية ، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أتلف أو أبطأ أو عطل أو إخترق بريدا إلكترونيا أو موقعا خاصا إذا كان البريد أو الموقع خاصا بآحاد الناس ، أما إذا كان خاصا بأحد الأشخاص الإعتبارية الخاصة تكون العقوبة الحبس وغرامة لاتجاوز ٥٠ ألف جنية ، أو بإحدى هاتين العقوبتين ، وآذا كان علبريد الإلكتروني يخص الدولة أو أحد الأشخاص الإعتبارية العامة تكون العقوبة السجن وغرامة لاتجاوز ٥٠ ألف جنية .
وهناك العديد والعديد من المواد التي تجرم إنتهاك الخصوصية وجرائم الإنترنت .
ولكن الأفضل أن نحمي أنفسنا بعدم نشر معلومات أو صور خاصة أو بيانات هامة تخصنا منعا لجرائم الآبتزاز أو التشهير أو السرقة .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.