التنمر ظاهرة قبيحة تؤثر سلبياً على المجتمعات
التنمر ظاهرة قبيحة تؤثر سلبياً على المجتمعات
بقلم / محمد أكسم
بلاشك أن ظاهرة التنمر من أكثر الظواهر قبحاً وأكثرها انتشاراً , ولها تأثير سلبي على المجتمعات بشكل كبير،أن الأخطار النفسية والسلوكية التي تنتج عن تلك الظاهرة والتي تقع على الشخص تجعله يفقد الثقة فى نفسه وفى من حوله وفى مجتمعه بأكمله, وينعزل عنه لأنه يشعر انه منبوذاً , وربما يلجأ لإيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين وقد يؤدى الأمر به إلى إنهاء حياته، حيث انه مغلوبا على أمره.
فالمتنمرون يتبعون أسلوب التخويف والتنكيل تجاه الشخص الواقع عليه فعل التنمر والتقليل من شأنه،وهذا الفعل يجب على الدولة تجريمه كما يجب على الجميع رفضه تماماً لأنه يتنافى مع الإنسانية ويتعارض مع أوامر الأديان التي تنص على احترام الأخر.
وقد يؤدي التنمر ايضاً إلى الكثير من الاضطرابات النفسية مثل الانطوائية و الانعزال و القلق و الاكتئاب و اللجوء إلى الأساليب العدائية و قد يؤدي إلى تحول هذا الشخص إلى شخص متنمر هو الأخر, فالشخص المتنمر,ربما يكون مر بظروف معينة جعلته شخصا عدوانيا.
و يجب على المجتمع بأكمله أن يتكاتف من أجل القضاء على هذه الظاهرة القبيحة وذلك من خلال نشر الوعي الكافي لدى أولياء الأمور و أطفالهم و من خلال مشاركة المدارس أيضا والمجتمع بشكل عام ومن خلال الدراما ووسائل الإعلام المرئي والمسموع, وواجب الدولة هو معاقبة من يرتكب هذا الفعل المؤذي في حق أي شخص آخر ، وتطبيق أقصى العقوبة عليه و القضاء على ظاهرة التنمر يجب أن يكون على رأس أولوياتنا لان التنمر ظاهرة خطيرة لا تقل خطورة عن ظاهرة التحرش أو ظاهرة الإدمان.
فيمكن معالجة كل ذلك من خلال تعاليم الأخلاق والقيم والمبادئ الدينية هذه القيم ينبغي أن تزرع داخل في الأطفال منذ الصغر، يجب أن يحرص أولياء الأمور على توفير الظروف المناسبة التي ينشأ فيها أطفالهم حتى ينشئوا بشكل خالي من العقد النفسية ، العمل على تقوية الثقة بالنفس لدى الأطفال حتى تتشكل شخصياتهم ،
كما إن للقنوات الفضائية دور أيضا وذلك من خلال بث البرامج الدينية وبرامج التوعية و الأعمال الفنية المناسبة للأطفال و الخالية من المشاهد العنيفة أو الألفاظ البذيئة ، بالإضافة إلى مراقبة استخدام الأبناء للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ، وتجنب الفراغ واستغلال الطاقات والأوقات في تعلم الأشياء المفيدة المثمرة التي تعود بالنفع و تنمية المواهب لدى الأطفال بمختلف صورها أو ممارسة الألعاب الرياضة ، و على الدولة سن القوانين التي تضع عقوبات صارمة على من يقوم بفعل التنمر الأشخاص و تعريضها للأذى بأي شكل ممكن
