التوازن بين الأخذ والعطاء: لغة تبادلية وسر العلاقات الصحية
التوازن بين الأخذ والعطاء: لغة تبادلية وسر العلاقات الصحية
بقلم / نولا رافت
التوازن بين الأخذ والعطاء .. في عالمنا السريع، ينسى كثيرون أن العلاقات الإنسانية أشبه بحديقة تحتاج إلى رعاية متبادلة. قد نُفرط في العطاء حتى نستنزف أرواحنا، أو نطلب دائمًا دون أن نمنح غيرنا شيئًا، فنفقد تدريجيًا قيمة ما بيننا. التوازن بين الأخذ والعطاء ليس رفاهية؛ إنه العمود الفقري لكل علاقة صحية، سواء كانت صداقة، أو حبًا، أو حتى شراكة عمل.
العطاء جميل، لكنه قد يتحول إلى عبء إن جاء على حساب نفسك. أن تقدم بلا حدود يعني أن تهدر طاقتك وتقتل حماسك، حتى تبدأ في الشعور بالظلم والخذلان. العلاقات التي تُبنى على طرف واحد يُعطي والآخر يستهلك فقط، مصيرها أن تنهار عاجلًا أو آجلًا.
الأخذ ليس أنانية إن صاحبه امتنان وتقدير. حين تطلب دعمًا أو نصيحة، فلتكن واعيًا بجهد الآخر ومشاعره. كلمة شكر صادقة قد تصنع فارقًا أكبر مما تتخيل، وتحوّل الأخذ إلى رابط يقوي العلاقة بدلًا من أن يضعفها.
مساحتك الخاصة حقّ لك
الحفاظ على مساحتك الخاصة لا يعني أنك شخص بارد أو غير مبالٍ، بل هو دليل على وعيك بحدودك النفسية. المساحة الشخصية تمنحك القدرة على العطاء من جديد بروح صحية، وتجنبك الدخول في دوامة الاستنزاف العاطفي.
كثير من العلاقات تنهار ليس بسبب المشاكل الكبيرة، بل لأن طرفًا ما صمت طويلًا على عدم التوازن. الحديث الصريح والواضح عن احتياجاتك وحدودك، والاستماع بتفهم للطرف الآخر، كفيلان بإنقاذ روابط قوية من الانكسار.
العلاقات التي تُبنى على التوازن تثمر ثقة وطمأنينة وسلامًا داخليًا. لا تخشَ أن تضع حدودًا، ولا تتردد في الامتنان لمن يمد يده إليك. فالحياة أقصر من أن نقضيها في علاقات تستهلكنا بلا مقابل.