الجدية اثناء فترة الخطوبة لتجنب فشل الزواج .. بقلم/ هدير حسين
فترة الخطوبة تمثل اول المراحل المهمة بين الشاب و الفتاة ليست لكونها تعتبر فترة للتعارف و التقارب بينهما، بل لأنها اول خطوة نحو تكوين علاقة زوجية راسخة قائمة فى إطارها الرسمى و الإجتماعى و الدينى . كما أنها تفتح الباب للتواصل والتعارف بين عائلتين سيقوم بينهما نسب ومصاهرة. وتتيح فرصة للطرفين للتعرف على صفات وعادات الطرف الآخر، فيكتشف كل منهما مدى التوافق أو التنافر بين أفكارهما. وقد يحدث تنافر فى كثير من الأحيان، فيتم الانفصال دون مخاوف من تداعيات كل ذلك على من حولهم .
و من ناحية أخرى، فإن تتويج العلاقة بين طرفين بالخطوبة، يؤكد حرصهما على الاستمرار مع بعض ويدفع العلاقة نحو الشكل الرسمي و منحها الطابع الإجتماعى اثناء إعلان موافقة العائلتين، وهو ما يريحهما نفسيا في مواجهة المجتمع، حيث يمكنهما من الالتقاء دون خشية نظرات الآخرين وانتقاداتهم أو اتهامهم أخلاقيا خاصة في المجتمعات العربية التقليدية التي لا تقبل العلاقات بين الشبان والفتيات دون صفة اجتماعية واضحة.
وتؤيد مروة عبد الحكيم موظفة (أم لثلاث بنات) التمسك بالعادات والتقاليد في علاقة الخطيب بخطيبته؛ معتبرة أن سُمعة الفتاة والأسرة تتأثر بالتنازلات التي تقدمها الفتاة لخطيبها في المجتمعات العربية. وتفضل ايضا التزام الفتاة بالعادات والتقاليد المتعارف عليها في فترة الخطوبة. وتقول “إذا شك الشاب في خطيبته أو اهتزت ثقته فيها أو لاحظ أنها منفتحة أكثر من المعتاد فقد يستمر هذا الشك إلى ما بعد الزواج، وهو ما يؤدي إلى حالات الطلاق الكثيرة التي تشهدها الدول العربية الآن”.
وترى مروة أن بعض الفتيات يخضعن لعواطفهن وليس لعقولهن وينحصر تفكيرهن في فستان الفرح ولا يفكرن في نقاط التوافق بينهن وبين الخطيب. وتعتقد مروة أن الخطبة يجب أن تكون محددة بفترة زمنية وتدرس أسرة العروس شخصية العريس وتتعرف على آراء المحيطين به، سواء أكان ذلك على المستوى الأسري أم في محيط العمل، فالارتباط قضية مستقبلية.
وتفضّل داليا سرور (موظفة بإحدى البنوك) الأسلوب التقليدي في التعارف، كأن تعتمد الفتاة على عقلها لا قلبها، وتقول “إن الفتاة عندما تتعلق عاطفيًّا بالشاب قد تسمح له فى بعض الأحيان ببعض التجاوزات وتسامحه على بعض الأخطاء، لكن أحيانا تفاجأ بأنه غير جاد في تتويج هذه العلاقة العاطفية بالزواج، في حين أن عاداتنا وثقافتنا العربية تقول إن العريس الملتزم هو الذي يدخل من الباب ويحافظ على خطيبته، أما أي أسلوب ملتو فهو علامة على أن العلاقة بالنسبة له مجرد تسلية وتضييع وقت”.
وتتساءل داليا عن جدوى الارتباط عاطفيًّا بإنسان والخروج والجلوس معا، وتعتبر أن كل ما يحدث مجرد “تسلية وأحلام”. ولذلك، تُفضل الزواج التقليدي؛ لأنه “الأكثر جدية والأكثر حماية وأمنا للفتاة”.
وتقول “لست على استعداد للخروج مع أي شاب إلا إذا كنت مرتبطة به، حتى ولو بالخطبة وتكون علاقتي به تحت رقابة عائلتي وعائلته وتشاركني الكثير من صديقاتي هذا الرأي.
وتقول هدى (دكتورة ) بإحدى الجامعات المصرية “أنا واحدة من ضحايا الخطبة، فقد كان خطيبي من الأقارب وكنا نخرج ونسهر معا، مع أنني من بيئة محافظة جدًّا، ولكني وثقت به جدا فكنا نخرج سويا لساعات، وبعد عدة شهور من ارتباطنا، بدأ يشك في كل تصرفاتي ويراقبني ويتّهمني بإقامة علاقات مع زملاء العمل، ولم يكتف بذلك، بل أخبر عائلتي بقصص وهمية ثم تركني وفسخ الخطوبة”.
ويؤكد محمد سامي موظف أنه يمكن أن يترك خطيبته إذا شعر بأنها غير ملتزمة بعلاقتهما، ويفضل الترف على الفتاة في حضور أسرتها ويرفض الخروج معها، لكنه يعترف في الوقت نفسه بأن التزمّت الشديد لا يؤدي إلى إقامة علاقة زوجية ناجحة وعلى الشاب أن يتحرى عن الفتاة التي يفكر في الارتباط بها.
وقال إنه “تعرض لعملية خداع من فتاة قدمت نفسها له على أنها مثالية، أخلاقيا وسلوكيا، وعلم بعد ذلك أنها مرتبطة بعلاقة مع شاب آخر، فأنهى العلاقة”.
فيما تشير “فاطمة كامل” إلى أهمية أن تكون فترة الخطوبة محددة؛ لأن “كل شيء إذا زاد عن حده، انقلب إلى ضده، والتفاهم شيء ضروري بين الخطيبين وأيضا بين العائلتين”.
وتوجه “فاطمة” اللوم على الإعلام، والأعمال الدرامية تحديدا، وتتحدث عن تأثيرها السلبي على تفكير الشباب والفتيات في ما يهم تعاملهم مع العادات والتقاليد في غالبية المجتمعات العربية.
وتقول “رندا ميخائيل” ، وهي أم لطالبتين في الجامعة، إن “الانحلال الأخلاقي أصبح أمرًا شائعًا نتيجة عدم تمسك الأسرة بثوابتها وتقليد الآخرين، والأمهات يخضن صراعات مع بناتهن، فالفتاة ترى أن العالم تغيّر وما كان يحدث بالأمس لا يصلح لليوم.
بينما ترى الأم أن ما كان يحدث بالأمس صالح لليوم وللغد وتريد الفتاة الخروج أو الجلوس بمفردها مع خطيبها وترفض تدخل أمها. ولذلك يجب أن تتحرى أسرة الفتاة عن الشاب وتتعرف على عائلته.
و بالفعل، قد يحدث في حالات كثيرة أن يتقدم الشاب بمفرده إلى أسرة الفتاة وتتم الموافقة والترحيب به، ثم يتركها وتدفع الفتاة وأسرتها الضريبة من سمعتهما”.
ويقول عادل فاضل، استشاري الطب النفسي، إن المسؤولية تقع على عاتق أهل العروسين لأن فترة الخطبة تتيح لهم التعارف وتسمح لهم بتقييم مدى التناسب والتوافق بين الشريكين وبين العائلتين المتصاهرتين لتجنب المشكلات الكبيرة بعد الزواج.
وينصح بأن تكون فترة الخطوبة محددة لكي يحرص الثنائي على تتويجها بالزواج، معتبرا أن فترة الخطوبة من أجمل الفترات بين الشريكين اللذين يتعارف أحدهما على الآخر دون حسابات الزواج والبيت والأبناء.